الخصم والحكم ؟! بقلم ياسر حمزه
|| Midline-news || – الوسط …
مضى قرابة الشهر على اجتماع اللجنة الاقتصادية الذي خصص وقتها لبحث موضوع انخفاض الليرة مقابل الدولار الى رقم قياسي إضافة الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بشكل لم يسبق له مثيل.
بعد هذا الاجتماع مباشرة هبط الدولار في يوم واحد قرابة المائة ليرة فاستبشر الناس خيراً أن الدولار سوف يستمر في الهبوط وتتبعه الأسعار لكن المضاربين ومن وراءهم في الكواليس كان لهم رأي آخر،فقد أعادوا الدولار الأسود الى ما كان عليه عشية الاجتماع أو أقل من ذلك بقليل.
طبعاً الأسعار لم تصعد في يوم من الأيام برفقة الدولار إلا وظلت في صعودها ولم تهبط اذا هبط لذلك عاد للناس إحباطهم الأول وبأن الأمور ذاهبة الى الأسوأ اقتصادياً، لكن جاءتهم جرعة أمل أخرى عندما اجتمع حاكم مصرف سورية المركزي مع كبار الأثرياء من التجار والصناعيين وكان هدف هذا الاجتماع ايضا هو دعم الليرة عن طريق وضعهم مبالغ بالدولار في المصارف الحكومية واخذ مقابلها ليرات سورية , وأخذوا عهداً على انفسهم أن يوصلوا الدولار الى سعر خمسمائة ليرة خلال فترة وجيزة , حتى يعود التوازن السعري لليرة ، لكن سرعان ما تبدد حلم هذا المواطن ايضا بانخفاض الدولار .
طبعا المواطن لا يهمه إن صعد الدولار أو هبط فكل ما يهمه أن تهبط أسعار السلع الغذائية وغير الغذائية وتكون قريبة الى دخله المنهك , ولكن هيهات هيهات فهؤلاء التجار هم الخصم والحكم فهم من صعد بالدولار والأسعار الى هذا المستوى الرهيب وملأوا أرصدتهم البنكية داخلياً وخارجياً وهم من أوصلوا الأمور الى ما هي عليه الآن فكيف نتوقع منهم أن يبذلوا هذه الأموال مجدداً لدعم الليرة وغيرها فهذا الأمر بالنسبة لهم كمن يتجرع السم ، وهم بالاساس منقسمون فيما بينهم بين مؤيد لهذه المبادرة ومعارض لها , لذلك رغم كل ما سمعناه من خطب رنانة ومن شعارات حماسية وما شهدناه من اجتماعات لن تكون لها نتائج تذكر للأسباب التي أسلفناها .
بكل الاحوال انخفاض الاسعار هو الفيصل وهذا لم يحدث الى اليوم فلننتظر اياما اخرى رغم ان هذا المواطن قد وصل الى قناعة تامة لا لبس فيها ان المكتوب يقرأ من عنوانه .