الانتخابات النصفية .. أكثر من مجرد شأن داخلي أميريكي ..!!
|| Midline-news || – الوسط ..
يراقب المجتمع الدولي الانتخابات النصفية المُقرر إقامتها الثلاثاء في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعد بمثابة استفتاء حول رئيس البلاد.
الانتخابات النصفية أو انتخابات التجديد النصفي، تشمل سلسلة من عمليات الاقتراع على المستويين الوطني والمحلي، وتنظم كل عامين من الانتخابات الرئاسية، ويتم بموجبها تجديد جميع المقاعد في مجلس النواب البالغ عددها 435 مقعدًا، بالإضافة إلى 35 مقعدًا من مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 100، وحكام 36 ولاية، حسب ما نقله موقع الحُرة.
وتقول شبكة”سي إن بي سي” الأمريكية إن أسباب الاهتمام العالمي بالانتخابات النصفية هذا العام واضحة للجميع، لاسيما وأنها تُلقى بظلالها على وضع الديمقراطية في الولايات المتحدة، وتسلط الضوء على إدارة ترامب وسياساتها الخارجية والتي قوبلت بالكثير من الانتقادات والاتهامات في الداخل والخارج.
وتشير الشبكة إلى أن حلفاء الولايات المتحدة يشعرون بالقلق من أن نموذج الديمقراطية الأمريكية قد يفقد مقوماته ومزاياه التي طالما تباهى بها، فيحل محله النموذج الصيني الرأسمالي ويصبح بديلاً في الدول النامية والمتقدمة.
وفي هذا الشأن قال ستيفن هادلي، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة جورج دبليو بوش، “إذا كنت قلقًا بشأن الولايات المتحدة، فلدينا الكثير من الأدوات لإدارة سياسة خارجية تصب في مصلحتنا، تساعدنا على تحقيق رخاءنا وأمن شعبنا”.
إلا أن المشكلة حسب هادلي تتمثل في أن الناس قد يرون أن النموذج السياسي والاقتصادي الصيني هو الأمثل لتسيير شؤون البلاد، لأن النموذج الأمريكي لم يعد جيدا كما كان في سابق الأمر.
تقول الشبكة الأمريكية إن الاتحاد السوفيتي فشل خلال الحرب الباردة من تقديم حُجة ذات مصداقية بأن نظامهم الشيوعي بإمكانه المساعدة على تحقيق تقدمًا اجتماعيًا واقتصاديًا، وربما هذا ما يحدث حاليًا مع السياسات الأمريكية والتي يزداد الغموض حولها، وتُصبح أقل فعالية مع مرور الوقت في مواجهة المشكلات الأساسية، ما يفسح الطريق أمام النماذج الاستبدادية الأخرى، ويجعلها تبدو أكثر جاذبية.
ويوضح هادلي أن الاقتصادي الأمريكي لا يزال عاجزًا حتى الآن على تحقيق نموًا شاملاً ومُستداماً، ويقول: “سياستنا تعاني من أزمات عديدة، ولدينا قائمة طويلة من المشاكل الاجتماعية، ومُستحقات علينا دفعها، علاوة على أزمة الهجرة، هناك الكثير من الأسئلة التي لم نستطع الإجابة عليها”.
وتوضح “سي إن بي سي” أن حلفاء وخصوم الولايات المتحدة سيتعاملون مع نتيجة الانتخابات باعتبارها استفتاء على شعبية الرئيس الأمريكية، ويمكن النظر إليها باعتبارها تمهيدًا للانتخابات الرئاسية المُقبلة والتي من المحتمل أن يرشح ترامب نفسه فيها.
وأخيرًا، من الممكن أن تؤثر الانتخابات النصفية هذا العام على نظام الانتخاب العالمي حسب الشبكة الأمريكية، لأن الانتخابات لا تعد مجرد استفتاء على أول عامين يقضيها الرئيس الأمريكي في المنصب، ولكنها أيضًا مقياس لتنامي الشعوبية في العالم.
وتقول الشبكة الأمريكية إن النموذج الأمريكي ألقى بظلاله على الانتخابات في البرازيل الأسبوع الماضي، عندما انتخب المواطنون اليميني جايير بولسونارو رئيسًا جديدًا، وهو يعتنق نفس سياسات ووجهات نظر الرئيس الأمريكي، والذي تمكن من تقديم نفسه كمرشح ليبرالي ومحافظ اجتماعي واقتصادي في الوقت نفسه.
وتقول الشبكة إنه لا يوجد أدنى شك من أن الأمريكيين سيتابعون الانتخابات النصفية هذا عام عن كثب، لمعرفة ما إذا كان حزب الرئيس الأمريكي سيحصل على أغلبية المقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب، علاوة على ذلك سيكون لهذه الانتخابات تأثيرًا كبيرًا على باقي فترته الرئاسية، واحتمالية ترشحه للرئاسة في عام 2020.
وفي الوقت نفسه، فإن المخاطر العالمية ربما تكون أكبر في هذه الانتخابات عنها في أي انتخابات نصفية أخرى، في ظل المنافسة العالمية للنماذج السياسية، وتفاقم أزمة إدارة ترامب، والتأثير المتزايد للشعوبيين في جميع أنحاء العالم.
وكالات