اتحاد التشكيليين يدعو إلى وليمة دسمة تضم “تشكيل” متنوع من المدارس الفنية والأفكار والنصوص اللونية
|| Midline-news || – الوسط …
روعة يونس
.
المدعون إلى الوليمة الدسمة، لم يكن ليتوقعوا أن “التشكيل” حجز الكراسي لكافة المدارس الفنية، من الكلاسيكية وصولاً إلى الحداثية، وما بينهما من مدارس واقعية وتعبيرية وتجريدية، لفنانين لامعين كل في مدرسته الفنية، وسبق له أن قدّم العديد من المعارض الفردية. لكن الشراكة هنا لها معنى نبيل يتضح في آخر سطور تغطية “الوسط”.
“جدران المائدة”
لعل الهدف من المعرض الفني المشترك “تشكيل” الذي أقامه قبل يومين “اتحاد التشكيليين السوريين” في قاعة لؤي كيالي- الرواق العربي، بحضور رئيسه د.إحسان العر، ونخبة من التشكيليين والإعلامين والمهتمين، وشارك به مجموعة متميزة من الفنانين المبدعين النشطين، من بينهم (محي الدين حمصي، خالد حجار، أسامة دياب، بسام الحجلي، د.ميسر كامل، لبنى أرسلان، ربا قرقوط، معتز العمري..) هو جمع هذا التنويع إلى مائدة واحدة بيضاء رُصفت عليها اللوحات، لتلتهم جمالياتها العيون. والتأكيد على (الجوع والالتهام) ينبع من كون معظم الفنانين المشاركين في المعرض قدموا قبل شهور فقط معارض فردية، لكن يبدو –ومن حسن الحظ ودواعي السرور- أن المتذوقين وعشاق الفن التشكيلي لا يكتفون بمعرض واحد لفنانيهم الذين يتابعون نتاجهم الإبداعي.
“نصوص لونية”
تنوعت اللوحات في الأفكار والأدوات والخامات والتقنيات، وكل فنان كتب نصه اللوني وفق هويته ورؤيته. وبالطبع لا يمكن التعميم بأن لدى الجميع “رؤى فنية” فثمة صغار سن وقليلو تجربة، لا يزالون في طور عرض “الرأي” لا “الرؤية”. وهذا لا يضير.. فالنجوم الكبار الذين شاركوا في معرض “تشكيل” كانوا بالأمس صغارا يسيرون في دروب الفن قبل أن يحلقوا الآن كبواشق في فضاءاته، ويسجّل كل منهم حضوراً مهماً في ساحة الفن التشكيلي. فضلاً عن أهمية الاطلاع على تجارب أساتذة مثل: دياب والحجلي وحجار والحمصي وكامل، وغيرهم من كبار المشاركين.
“حكايا وقضايا”
كان للوحات دمشق القديمة والزهور والحروفيات وبعض المنحوتات، حكايا لطيفة اتخذت موقعها في المعرض، ونالت استحسان الجمهور. فيما طغت قضايا الإنسان همومه وشجونه، وآلامه وآماله على نحو رائع، بخاصة أن أصحابها يشكّلون الآن حالات جميلة مبشرة لتخليق ما يمكن تسميته “تجربة جديدة” كل منهم على حدا، تكاد تكون مزيجاً من التعبيرية والتجريدية، ولا أغالي إن أضفت إليها “الواقعية”.
ومن الجلي أن مواضيع الإنسان ويومياته في الحرب أو دونها، هي التي تسطو على عينيه وروحه وضميره. لأن كل منا يريد أن يرى نفسه في اللوحة كما لو أنها مرآة.
إنما سيظل أنبل ما في هذه الشراكة بين نخبة الفنانين الرائعين في “تشكيل” إصرارهم على نشر الفن ليكون زاداً يومياً للمتلقين، يغذي وعيهم ويبني ثقافتهم ويؤسس لحركة فنية تكون الشراكة فيها ليس بين الفنانين وحسب، بل بين الفنانين والمتذوقين والجمهور المطّلع.