أغار من يومياتهم .. نجد سعيد
|| Midline-news || – الوسط …
أنا أغار، أغار جداً، أراقبهم بعلاقتهم مع المكان، مع التفاصيل الصغيرة، مع العادي من يومياتهم؛ يكفي أن تسأل لمى: نجدّد الشّاي؟ قرفة ولّا سادة؟ تسهروا عند إلزا اليوم؟
-“لا هداك اليوم بردنا عندها، خليها هيي تجي”.
أحسدهم إذ كبروا ويكبرون هناك، حتى عندما يلعنون الرطوبة أو البرد، بعيداً عن الحرب ويومياتها.
أحن ليوم عادي من تلك الأيام التي نتجمع فجأة في “التوليدو” أو “اللاتيرنا” نشرب بيرة وربما نروح إلى السينما ونرجع مشياً إلى البيت، نكمل السهرة فوق السطح.. وأحاديث لا تنتهي عن كل شيء.
أحسدهم لأنهم يكبرون معاً ولا أحد مثلي ينتبه فجأة أنّ رام صار مراهقاً.. وله غرّة تأخد العقل مثل “باتريك سويزي” في الثمانينات، وماتيلدا صارت صبية حلوة، وتعرف أنها حلوة.
أغار من يومياتهم، أدرك أنَّني مهما حاولت وحاولوا، أنا القريبة البعيدة وأعلم صعوبة أن أشرح لهم التباس كل ذلك.
أحنّ إلى كل الطلعات والنزلات واللفّات، كما أحنّ للفطور وخناقة صباحية من يعمل أطيب بيض مقلي؟ سلافة ولّا زينات؟
* كاتبة سورية- مقيمة في الكويت
*(اللوحة للفنانة التشكيلية صريحة شاهين- سورية)