أرشيف الموقعدراسات وأبحاث

أشبال الخلافة في سورية والعراق .. شهادات تخطف القلوب عن أطفال قتل داعش طفولتهم

|| Midline-news || – الوسط

في مبنى يقع على الحدود السورية العراقية، تجري عملية إعادة تأهيل مجموعة من الأطفال كان تنظيم داعش الإرهابي قد جنّدهم عنوة، وزج بهم في ساحات القتال، بعد ما عمل على غسل عقولهم.

وفي داخل هذا المركز، الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة، قصص مروعة عن أطفال انتزعوا من السياق الطبيعي الذي عاشوا فيه مثل أقرانهم، ووجدوا أنفسهم فجأة في ساحات القتال.

وسلط ، الضوء على الأطفال الذين يعيشون في المركز، مضيفا: “خلف الباب المتين يعيش أكثر الأطفال خوفا في سوريا اليوم، وربما في العالم”.
أرقام مفزعة

وكان داعش مع اتساع نطاق سيطرته في سوريا والعراق قبل سنوات، قد سعى إلى تجنيد الأطفال ودفعهم إلى المعارك وحتى إلى تفجير أنفسهم، مطلقا عليهم اسم “أشبال الخلافة” المزعومة.

وفي سوريا وحدها وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان حالات أكثر من 1200 طفل انتموا إلى ما بات يعرف بـ”أشبال الخلافة” خلال عام 2015.

وفي الموصل، بلغت أعدادهم 900 طفل، وكانت مصادر التنظيم قد تفاخرت بتجنيد 4500 طفل خلال عام في نينوى وحدها، التي استعادها الجيش العراقي بدعم من التحالف الدولي في 2017.

ومع انهيار التنظيم الإرهابي، بدأت عملية استعادة هؤلاء الأطفال من قبل دول، مثل روسيا التي أعلنت خلال الأشهر الأخيرة أنها استعادة نحو 50 طفلا يحملون الجنسية الروسية، وكان ذووهم يقاتلون في صفوف داعش.
الملاذ الوحيد
وثمة كاميرات في كل زاوية من زوايا المركز، وهو الوحيد الذي يقدم ملاذا إلى الأطفال الذين استغلهم داعش، علما بأنه لا يستقبل أطفالا تقل أعمارهم عن 10 سنوات.

ويقول المدير المشارك للمركز لـ”سكاي نيوز” بأن الأطفال الموجودين في المركز قبض عليهم جيمعا وهم يرتدون أحزمة ناسفة أو يحملون أسلحة في وسط مناطق القتال، مضيفا أن بعضهم حاول أن يفجر نفسه في الجنود الذين سارعوا إلى إنقاذهم.

وشاهد “أطفال داعش” أقاربهم وهم يفجرون أنفسهم، وبعضهم فقد والديه أثناء القتال، فيما لا يزال بعض الآباء يقاتلون في صوف داعش، وفق مدير المركز.
أطفال محطمون

وأعطى المركز تعليمات صارمة تقضي بعدم طرح أسئلة على الأطفال والقاصرين عن الفترة، التي عاشوا فيها تحت سيطرة داعش.

وقال معلمون واستشاريون نفسيون إن الأطفال الذين وصلوا إلى المركز كانوا في صدمة نفسية وجسدية ومحطمين عاطفيا.

ويساعد المركز الأطفال في العودة إلى الحياة الطبيعية عبر تلقي الدروس وتقديم الدعم النفسي، في خطوة ترمي إلى إخراجهم من حالتهم المأسوية.

وربما تكون المحاضرات المدرسية هي المرة الأولى منذ فترة طويلة، التي يقدر فيها أشخاص قيمة هؤلاء الذين دفعهم تنظيم إرهابي إلى الموت والدمار.

وأقبل الطلبة الجدد على درس بشأن المجموعة الشمسية، فقد كان عالمهم في السنوات الماضية صغيرا للغاية، بعدما جرى قطع تواصلهم مع العالم الخارجي، إذ لا إنترنت ولا تلفزيون، وكانوا عوضا عن ذلك منغمسين في القتال، وظهر بعضهم في عمليات إعدام وحشية وثقتها كاميرات داعش.
كوابيس ورسالة حب

ومن بين هؤلاء، بيير 13 عاما، الذي قال: “أول أمر أريده هو أن أكون مع والدتي وأن أظل معها وأخبرها بكل ما حدث”.

وتحدثت طالب آخر لم يكشف اسمه بلغة فرنسية ممتازة إنه عندما كان في التاسعة من عمره، اعتقد أنه ذاهب لقضاء عطلة إلى تركيا مع والده وإخوانه الأكبر، لكن والده ترك والدته ومنزله في باريس، وأخذ بقية أفراد الأسرة إلى سوريا للانضمام إلى داعش، ويقول إنه أخويه قتلا في انفجار قنبلة أثناء نومهما، وقضى الصبي الصغير 4 سنوات تحت حكم داعش.

وتوسل الصبي أن يوصل الفريق الصحي رسالة إلى أمه الموجودة في باريس، وهي عبارة عن رسم لقلب حب باللون الأحمر وكتب عليه “أنا أحبك” باللغتين الإنجليزية والعربية.

أما حميد لا يعرف كم عمره فيقول: “عندما كنت في منطقة داعش اعتدت أن أرى الكثير من الناس الذين بترت أذرعهم وساقيهم من قبل داعش، وكانت هناك الكثير من الدماء”.

وأضاف “عندما جئت إلى هنا (مركز التأهيل) للمرة الأولى، كانت أعاني من الكوابيس المؤذية حقا، لكنني أتحسن الآن ببطء”.
نوبات بكاء

ويقول طفل يحمل جواز سفر فرنسي إن أقرانه في المركز يضايقونه بسبب نوبات البكاء، التي يدخل فيها كل ليلة، متحدثا بمرارة عن والدته التي تقاتل في صفوف داعش وباتت الآن عالقة في جيب داعش الأخير.

ومن الصعب الحصول على صورة دقيقة لما حدث ما هذا القاصر الفرنسي، لكنه تحدث عن وجوده داخل سجن للبالغين على الرغم من صغر سنه.

ويقول المدير إن الطفل عندما وصل إلى المركز على الحدود العراقية السورية، بدا مشلولا، وكان محطما عاطفيا.

وقد يبدو الهدوء على وجه هذا الطفل عاديا، لكن خلف تلك الابتسامة الخجولة ألم عميق للغاية.

المصدر سكاي نيوز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك