رئيس التحرير

أسـلحة الفاسـدين .. سـيف الله و”كلبشة” الحكومة !!.. طارق عجيب ..

|| Midline-news || – الوسط ..

يُعتبرُ الفسادُ من أمهرِ المجرمين بحق الوطن ، ويُشهد له بتميز اختيار ما يحتمي به من المحاسبة والملاحقة القانونية والإعلامية ، لذلك نجده في حالة مستدامة من الازدهار والانتشار والسطوة ، بعد أن اكتشف ما للدين والوطنية  من قدرة على تأمين أعلى درجات الحماية لمن يعرف كيف يستثمر سطوتهما ورُهابهما ، وجهل وجاهلية الرعية .

عناوين محصَّنة لا يجوز التشكيك فيها ، ولا توجيه أصابع الاتهام لها ، حيث من المفترض على من يتبنى أياً منها ان يمتلك من معاييرها البنيوية ، ما يجعله مُحصَّناً من الوقوع في براثن الخطأ والفساد والظلم والعمالة .

وكما يُهيمن مذهب النقل والتسليم المطلق على مذهب العقل والبحث والتنوير ، في الجانب الديني ، وبالتالي اعتبار كل من ينتهج المذهب الثاني خارجاً على الدين ومخالفاً لأصوله ، ويستحق ما ينزل به من قِصاص على أيدي طالبي الجنة للفوز بحور عينها وغلمانها ، بالتوازي مع ذلك نجد في الجانب الوطني من يرى أن الوطنية هي القبول والتسليم المطلق بأداء الدولة وحكومتها ، وبالتالي ، كل من ينتقد أو يشكك بهذا الأداء ، أو بجزء منه ، يُعتبر خائناً وعميلاً ، “وخاصة في هذا التوقيت وفي ظل المؤامرة التي تستهدفنا” ، وبالتالي يُمسي دمه مهدوراً أمام من يرغب في تنفيذ هكذا “مهمة وطنية”.

تشابهٌ لافتٌ ، تدعمه شراكة مريبة بين هاتين الذهنيتين القائمتين على مؤسسات الدين والدولة ، وهذا ما يبرر تلاحم سيوفهما ، وخوضهما أشرس الملاحم بحق كل من يقول كلاماً يعارضُ أو يخالفُ مسلماتهما وفتاويهما وقراراتهما وإجراءاتهما التي تصدر ممهورةً بخاتم  القدسية ، وعلينا جميعاً ان نتمسح ببركتها ، ونخضع لمشيئتها ، ونسلم بقدسيتها ، والويل والثبور لمن تُسوِّل له نفسه تشغيل عقله ، أو الدفاع عما يراه حقاً مهدوراً ، أو كرامةً مُهانة ، أو شرفاُ مجروحاً .

لذلك ، يحرص الفاسدون على ربط أي كلامٍ عن الفساد ، مهما كان هذا الفساد فظاً ومكشوفاً ومباشراً ، بمؤامرة استهداف الدين ، واستهداف الدولة من أعدائها الخارجيين ، ويبدا سيل الإدانات بالتخوين والعمالة والمعارضة الهدَّامة ، وحرمان المُدانين من صكوك الوطنية والدخول إلى الجنة ، وهم ، أي الفاسدون ، يُشركون الدولة بأفعالهم وارتكاباتهم ، كونهم جزءاً منها، لكنه الجزء الفاسد الذي يحاول بنفاقه وسطوته أن يُصوِّر نفسه ممثلاً للدولة بكل معانيها المقاومة والصامدة والوطنية .

واجب القائمين على الدولة بمعاييرها السليمة والحقيقية ، اتخاذ كل ما يلزم لكي لا تتكرس الفكرة التي يُسوِّقُها الفاسدون ، وهي انهم شركاء للدولة ، وحماتها ، ورفاق مسيرتها نحو المستقبل المنتظر .

*رئيس تحرير|| Midline-news || – الوسط ..
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك