|| Midline-news || – الوسط …
.
كنا نفهمُ الحياةَ أرجوحةً
تهزُّها الطّفولة بالضّحكاتِ،
وكشعور مباغتٍ في النُعاس
قطعت الحكمةُ خيوطَها
يا لها من مرارةٍ
أن يستيقظَ المرءُ من أحلامِه
مالئاً يديْه بالفراغ!
يا لها من مرارة
أن تكونَ نطفة في صلبِ رجلٍ
قتل أخاه، ثمّ تكونُ.
ليكون لك أبناءٌ، يصبحون أباءً،
وهكذا تصبح العائلةُ معملاً
لصنع القتلة.
في الأمس، هشّم قابيل
رأس أخيه؛ فماتَ آدمُ.
كيف مات، هل حُزناً؟
الآباءُ يموتون بطرق
لا تشبهُ موت الآخرين.
حوّاءُ اكتفتْ بالجنون موطناً،
فصار إرثاً للنّسوة اللّاتِي استبقهنَّ
أبناؤهنَّ!
أمّا الغراب فتنكّرَ لحكمته،
فضحَ سوْأة أخينا،
وعيَّرَ الإنسان بالذُّلّ.
هابيلُ بلا قبر.
قابيلُ يُعلّم أبناءَهُ
طرائق الموت والتّوبة.
حوّاءُ، بثوبٍ ممزّقٍ، يطاردُها
الأطفالُ في الأزقّةِ
آدمُ مرميٌّ على أرصفةِ الذّاكرةِ.
قابيلُ، هذا الضّلعُ لآدمَ
أقتلتَ أباكَ؟!
.