هل ينجح نظام المقايضة الأوروبي بالحفاظ على الإتفاق النووي الإيراني وكسر العقوبات الأمريكية على طهران ؟..
|| Midline-news || – الوسط ..
اعلن الأوروبيون عن إنشاء نظام مقايضة لمواصلة تجارتهم مع إيران والإفلات من العقوبات الأميركية، في قرار يشكل ضربة لواشنطن عشية خطاب الرئيس دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يهدف إلى تعبئة ضد إيران.
وقالت مصادر أوروبية إن هذا الكيان الذي يسمى “الآلية المحددة الأهداف” (سبيشل بوربس فيهيكل – اس بي في) سيعمل كبورصة تتمّ فيها المبادلات أو نظام مقايضة متطور انطلاقا من بيع النفط الإيراني، مصدر الواردات الأول للبلاد.
– النفط “المقابل الوحيد” -إذا باعت إيران نفطا إلى اسبانيا مثلا وباعت ألمانيا أجهزة إلى طهران، فإن عائدات الشحنة النفطية تستخدم في دفع المبلغ المترتب للشركة الألمانية.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “ستكون هناك غرفة للمقاصة تتحقق من أن قيمة السلع المصدرة وتلك المستوردة من قبل إيران تعوضان عن بعضهما”.
وهذه الآلية “تحصن” الشارين والبائعين عبر تجنب صفقات بالدولار يمكن أن تفتح الباب لعقوبات أميركية.
وأضاف المصدر نفسه أن “النفط هو المقابل الوحيد الذي يمكن لإيران تقديمه والآلية تسمح باستخدام عائدات النفط لاستيراد سلع”.
ويهدف الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 إلى منع إيران من امتلاك سلاح ذري وإخراجها في الوقت نفسه من عزلتها الاقتصادية برفع العقوبات التي تخنقها.
وقالت فيديريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بعد اجتماع مع مسؤولين كبار من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وإيران “بعيدا عن الحاجة الملحة للتوصل لنتائج ملموسة، رحب المشاركون بالمقترحات العملية للحفاظ على قنوات الدفع وتطويرها، ولا سيما المبادرة لتدشين آلية خاصة لتسهيل الدفع فيما يتعلق بصادرات إيران بما في ذلك النفط”.
واعترفت موغيريني بأن “المشاركين (في الاجتماع) قد أقروا بأن إيران واصلت تنفيذ التزاماتها النووية بشكل كامل وفعال كما أكدتها 12 وكالة متعاقبة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأكدت على ضرورة الاستمرار في ذلك”.
وكان الارئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر في أيار الماضي الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران مما أجج العلاقات بين طهران وواشنطن من جهة والإتحاد الأوروبي الطرف الثالث في الإتفاق والولايات المتحدة.وتسبب قرار ترامب في أزمة اقتصادية في إيران وإنهيار العملة وارتفاع الأسعار بسبب قرار الكثير من المؤسسات العالمية الإنسحاب. هذا ومن المنتظر ان يقوم الرئيس الإيراني بتوجيه انتقادات حادة للإدراة الامريكية خلال الكلمة التي سيلقيها الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ظل ضغوط من المحافظين الإيرايين المطالبين بالتخلي عن الاتفاق المبرم في عام 2015 لتبدد منافعه الاقتصادية.
بلغت قيمة التبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وإيران هذا العام إلى ملياري يورو (2.35 مليار دولار) شهريا لكن من المتوقع تراجع الرقم مع خروج شركات أوروبية كبيرة من الجمهورية الإسلامية والقيود الخانقة على صادرات النفط الإيرانية نتيجة العقوبات الأمريكية.
وكانت الشركات الأوروبية الكبيرة بيجو ورينو ودويتشه تليكوم وإيرباص من بين الكيانات التي انسحبت من إيران منذ أيار بينما أوقفت الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى هناك بعد التراجع الكبير في حركة السفر.