رأي

هل ستكون الدبلوماسية الخشنة مقدمة للحرب الخشنة ؟ ..

 د . فائز حوالة – موسكو ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

يبدو ان عنجهية الولايات المتحدة الامريكية تدفعها في كثير من الاحيان الخروج بعيداً عن الادب الدبلوماسي في اللغة التي تخاطب فيها جميع دول العالم وبدون استثناء , فاستخدام هذه اللغة الخارجة عن ادبيات الدبلوماسية ومن قبل دولة تعتبر نفسها اقوى دولة في العالم ودولة متقدمة ودولة تفرض هيمنتها وسيطرتها على مفاصل العالم الاقتصادية , ان تعكس شيئاً في طياتها فهي تعكس فقط فقدان السيطرة على الذات وشعورها بان عرش السيادة يهتز من تحتها لذلك فهي تسمح لنفسها باستخدام تعابير دبلوماسية تعتقد بانها ستكون الصوت الذي يسمعه الاخرين  فيسارعون الى تلبية المطالب وتقديم القرابين لارضاء الثور الامريكي الهائج الضائع , وكلام الولايات المتحدة الدبلوماسي لم يقتصر فقط على منح نفسها توزيع الشرعيات على حكام العالم بما يتناسب ومصالحها بل نجد في بعض تصريحات من يخوض الانتخابات الرئاسية الامريكية يتكلم وبكل شفافية عن المبالغ التي يجب ان تدفع من حكام بعض دول العالم لحماية عروشهم بالرغم من ان من وصل الى البيت الابيض كان يستخدم لغة اكثر تهذيبا في التعامل مع هؤلاء عبر عقود بيع الاسلحة ودفع نفقات القواعد العسكرية الامريكية على اراضي تلك الدول ودعم الحملات الانتخابية لهذا او ذاك المرشح للرئاسة تحت عنوان التبرعات وفرض استثمارات في اقتصاديات الولايات المتحدة او اية دولة اخرى تحددها لهم الولايات المتحدة .

كل ذلك كان يجري في عصر القطبية الواحدة ولكن يبدو ان الامور اخذت تختلف اليوم بشكل جذري لنجد كلمات وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم في مؤتمر جنيف يرفع اصبعه بوجه وزير الخارجية الامريكي جون كيري ليقول له ” سيد كيري لااحد يحق له … ”

ثم تأتي تصريحات الخارجية الروسية التي كانت بالمرصاد لكل تصريح ينطلق من قبل الولايات المتحدة وخارجاً عن اللباقة وادبيات الدبلوماسية الدولية بحيث نالت ممثلة الولايات المتحدة الامريكية بسبب تصريحاتها قسطاً لابأس به من ممثلة الخارجية الروسية وكذلك من الممثل الدائم في الامم المنحدة ومجلس الامن الدولي الروسي فتالي تشوركين

 وبالرغم من ان اللغة الدبلوماسية الروسية كانت دائماً ضمن اللباقة والادب الدبلوماسي حتى انهم والى يومنا هذا عندما يتحدثون عن امريكا او اية دولة غربية ” معادية لروسيا  يصفونهم” باصدقائنا او بشركاؤنا “

ويبدو بان الولايات المتحدة ايضاً لجأت الى تلك الخشونة في التعابير الدبلوماسية مع شعورها بخيبات الامل المتتالية في تحقيق اهدافها ومصالحها وفشل جميع مخططاتها التي وقفت سورية وروسيا في وجهها بالرغم من استخدام الولايات المتحدة جميع امكانياتها وامكانيات حلفائها  الدبلوماسية والعسكرية والمادية  والاعلامية والبشرية

واليوم نرى بان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فتح النار على الشركاء الغربيين وبشكل يمكن فهمه وكأنه رغبة من الرئيس بوتين بوضع حد للعنجهية الامريكية ودفعها للنزول من الفرس الذي اعتلته لاكثر من عشرين عاماً فوضع بذلك النقاط على الحروف في اجتماع فالداي في مدينة سوتشي الروسية بحيث استطاع الرئيس بوتين تعرية الولايات المتحدة الامريكية بشكل كامل وفاضح وباسلوب دبلوماسي لائق بالولايات المتحدة الامريكية

فمن خروج الولايات المتحدة الامريكية عن مواثيق الامم المتحدة في يوغسلافيا وسورية الى السياسات الحمقاء والثورات الملونة لقلب الانظمة الى التحدث عن خلافات توزيع القوة الاقتصادية الى تزوير الحقائق وعدم الرغبة في فصل مايسمى بالمعارضة المسلحة المعتدلة في سورية عن الارهابيين وان التدخل الامريكي في العراق وافغانستان كان خارج اطار مجلس الامن الدولي والامم المتحدة وافشال الولايات المتحدة الامريكية تشكيل جبهة دولية موحدة لمكافحة الارهاب التي بقيت كل محاولاتها على الورق فقط بفعل امريكا وحديثه عن استخدام الدول الغربية للارهاب وتغذيته وتسليحه ودعمه لقلب انظمة الحكم الغير ملائمة للسياسات الغربية وجملته التي تحمل معان يبدو ان الادارة الامريكية ومعها الدول الغربية سوف تقف طويلا عندها لتفسيرها وفهم مغزاها وخفاياها عندما قال الرئيس بوتين ” لا تستفزوا روسيا لتدافع عن مصالحها بشكل أكثر قوة وفاعلية”

كلام الرئيس بوتين الموزون واللبق والذي لم يخرج البتة عن حدود الادب الدبلوماسي ولكنه يعتبر الكلام الصريح والواقعي الذي يعكس في حقيقة الامر الواقع الذي يعيشه العالم ولكن لااحد يستطيع من ساسة العالم البوح به خوفا وتحسبا من الولايات المتحدة الامريكية التي استطاعت ان تحسب خطوة للامام بالنسبة لاية دولة في العالم وحتى اقرب حلفائها بالرد الصاعق وضمن اراضي هذه او تلك فالارهاب ” الذي نشرته امريكا في اوربا خاصة ” جاهز لتنفيذ الاوامر الامريكية في اية بقعة من العالم لتبقى تلك الدول تسبح وتحمد وتدور في الفلك الامريكي لابل لتكون المدافع الشرس عنها وتتبنى جميع اوامرها وتنفذها بالحرف الواحد وخير دليل على ذلك العقوبات التي تفرض الولايات المتحدة مثلا على اوربا في فرضها على اية دولة ترغبها وكذلك مشاريع القرارات المقدمة الى مجلس الامن الدولي والتي تكتبها الخارجية الامريكية وحتى قرارات مايسمى بالجامعة العربية وبياناتها الختامية ومن المفيد ان نتذكر المبادرة العربية للسلام وتعديلاتها .

خلاصة القول اعتقد باننا اليوم وبعد كلام الرئيس بوتين الذي فضح وبشكل علني الولايات المتحدة واساليبها القذرة في التعامل مع الاحداث العالمية سنكون امام خيارين لاثالث لهما , فاما ان تنصاع الولايات المتحدة الامريكية الى القوانين الدولية والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى واللعب على وتر الارهاب لتحقيق اهدافها ومصالحها الذي اشار الرئيس بوتين بان الارهابيين اذكى واقدر من امريكا وان الارهاب سيرتد على الدول التي تدعمه , واما ان تستمر الولايات المتحدة الامريكية في سياساتها الحمقاء التي ربما تؤدي الى اندلاع الحرب العالمية الرابعة ” الحرب العالمية الثالثة تدور رحاها على الارض السورية ” واشارة الرئيس بوتين الى ” خطة مارشال ” لاعادة اعمار الشرق الاوسط تؤكد ذلك ” .

فهل سنكون امام الحرب الخشنة !!!

اعتقد بان كلام الرئيس بوتين اليوم موجه بشكل مباشر للرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية لان الادارة الحالية اصبحت “البطة العرجاء” بكل ماتحمله الكلمة من معنى .

الآراء المذكورة في المقالات لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع وإنما تعبّر عن رأي أصحابها حصراً

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك