إعلام - نيوميديا

هذا ما تفعله إدارة ترامب في الجولان السوري المحتل..عماد حرب في موقع “لوب لوج “

|| Midline-news || – الوسط …

نشر موقع “لوب لوج ” الأمريكي تقريرا  لـ عماد حرب، مُدير الأبحاث والتحليل في المركز العربي بواشنطن حول ما تفعله إدارة الرئيس دونالد ترامب في الجولان .

قال حرب: «إن إدارة ترامب أعلنت للتو بطريقةٍ غير مباشرةٍ أنها لا تعتبر هضبة الجولان أرضًا تحت الاحتلال الإسرائيلي». وجاء ذلك الإعلان ضمن تقرير حقوق الإنسان الذي تُصدِرُه وزارة الخارجية الأمريكية التي وصفت المنطقة بأنها «خاضعةٌ لإسرائيل»، وكأن الأمر جغرافيٌ بحت. ولم يرد في البيان أي استخدام مصطلح «أراضٍ مُحتلَّة» في القسم الذي يُناقش مناطق إسرائيل والفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية. ويُظهِرُ هذا التغييرُ مدى استعدادية ترامب ورجاله لربط السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بمصالح إسرائيل وتعزيز حظوظ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، في الانتخابات المُقبلة.

حرب قال إن هذا التغيير في السياسة أتى إثر اعتراف  الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى هناك. وترتب على ذلك  دمج الشؤون الفلسطينية، التي جرت العادة التاريخية أن تُدار من خلال القنصلية الأمريكية في القدس، داخل السفارة في خُطوةٍ تُنهي فعليًا التواصل الأمريكي الدبلوماسي مع الفلسطينيين بوصفهم قناةً سياسةً مُستقلة.

ويرى حرب أنه من الطبيعي أن ترفض السلطة الفلسطينية العمل وفقًا لهذه الترتيبات الجديدة التي تضع الشؤون الفلسطينية تحت رحمة ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدولة إسرائيل والرجل الذي أعلن نفسه مبعوثًا لحركة المستوطنين الإسرائيليين قبل أن يتحوَّل إلى مُمثِّلٍ للدبلوماسية الأمريكية في ذلك البلد.

وسعت إدارة ترامب إلى إحداث تغييرٍ جذريٍ في الموقف الأمريكي من هضبة الجولان، بحسب التقرير، وهو الموقف الذي كان ملتزِمًا بالقانون الدولي الذي يحظر الاستيلاء على أراضٍ بالقوة. وحين أعرب فريدمان عن رأيه بأن إسرائيل يجب أن تحتفظ بسيطرتها على المنطقة -التي ضمَّتها لأراضيها في ديسمبر (كانون الأول) عام 1981، صوَّتت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة آنذاك، ضد  مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي نص على مُطالبة إسرائيل بإلغاء سيطرتها هناك في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأعلنت نيكي وقتها بالطبع أن تصرُّف الأمم المتحدة هو مُجرَّد «تصويتٍ سنويٍ غيرُ مُجدٍ»، مما يكشف انحرافًا أمريكيًا آخر عن قواعد الشرعية الدولية المُتعارف عليها. ووافقت 151 دولةً على القرار، في حين صوَّتت ضده الولايات المتحدة وإسرائيل فقط، وامتنعت 14 دولةً عن التصويت.

ورجَّح حرب أن التغيير في الموقف تُجاه هضبة الجولان سينعكس بالإيجاب على ترامب محليًا إبان اقترابه من الانتخابات الرئاسية عام 2020، على غرار قرار نقل السفارة، الذي يتَّسِقُ مع غالبية القرارات المُتعلِّقة بإسرائيل. إذ تزيد تلك القرارات من شعبيته في أوساط الإنجيليين والصهاينة المسيحيين الذين كرَّسوا حياتهم لإسرائيل وهم  مغرمون بنتنياهو شخصيا .

ورجَّح أيضًا أن تلك الخطوة لن تحظى بمُعارضةٍ كبيرةٍ داخل الكونجرس. لدرجة أن نُوَّابًا ديمقراطيين بارزين  ضغطوا على الإدارة سياسيا لتعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. في حين اقترح السيناتورات الجمهوريون بمجلس الشيوخ تمرير تشريعٍ بهذا الصدد. وزار ليندسي غراهام، سيناتور ولاية كارولينا الجنوبية، المنطقة مؤخرًا بصُحبة فريدمان ونتنياهو وتعهَّد بإقناع الإدارة لتُغيِّر الموقف الأمريكي القديم.

ويرى حرب أن الحسابات السياسية المُعقَّدة داخل الولايات المتحدة أصبحت مُعرَّضة لخطر التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل في انتهاك القانون الدولي. ولا يعتقد حرب أن هناك علاقةً وثيقةً بين وضع الجولان وحقيقة أن سورية تُعاني اليوم من حربٍ  مُدمِّرةٍ .و وتُعتبر هضبة الجولان أرضًا سوريةً منذ الرابع من حزيران عام 1976، ويجب أن تظل كذلك من وجهة نظر “حرب “رغم الفوضى التي تجتاح البلاد في الوقت الحالي.

أكَّد حرب أيضًا على ضرورة الفصل بين السيطرة على الجولان والأمن الإسرائيلي، ووصف تلك المزاعم بالكاذبة نظرًا لتقدم التكنولوجيا العسكرية في عالمنا المُعاصر. كما أنه يُؤمن أن إسرائيل ليس من حقها أن تحتفظ لنفسها بهضبة الجولان المُحتلة أو تفرض سيادةً أُحادية الجانب عليها في حال كان النظام الدولي ما يزال مُعترفًا بحُرمة السلامة الإقليمية لدولةٍ ما.

وفضلًا عن ذلك، نصح إدارة ترامب أن ترفض كل الجهود الرامية لإقناعها أن تعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، وذلك في حال كانت الولايات المتحدة ما تزال راغبةً في اللعب وفقًا لقواعد النظام الدولي واعتبارها وسيطًا في الشؤون الشرق أوسطية والدولية. إذ يتعارض إضفاء الشرعية على الأراضي المُنتزعة بالقوة مع أبسط الأعراف الدولية والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.

ونصح واشنطن أيضًا أن تُقاوم المحاولات الإسرائيلية لاستعمار أراضي الفلسطينيين بالكامل. وفي حال حدث العكس، سيتعيَّن على البيت الأبيض ووزارة الخارجية الاعتراف بشرعية الغزوات العسكرية الأخرى للأراضي والتوقُّف عن التنديد بها، واختتم حرب تقريره قائلًا: «إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بالسيادة الإسرائيلية على أراضٍ مُحتلَّةٍ عسكريًا، سواءً تحدثنا عن هضبة الجولان أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية»، وهو يرى في ذلك دليلًا على الانعزال عن أعراف السياسة الخارجية التفاعلية.

وستُوجِّه إدارة ترامب ضربةً قاسيةً لنفوذها العالمي – ومكانتها الأخلاقية – بتحيُّزها لإسرائيل ومناصريها في قضية الجولان، وهي خطوةٌ لا عودة منها إلى الشراكة الدولية المُحتضرة. وبذلك ستتحول مُحاباة الولايات المتحدة في سياستها لإسرائيل إلى عادةٍ في التعامل مع كافة القضايا المُشابهة حول العالم.

التقرير  مترجم عن موقع “لول لوج ” الأمريكي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك