نحو إدارة أفضل للنفايات المنزلية .. م. رفاه روميه ..
|| Midline-news || – الوسط …
وصلت مشكلة النفايات بأشكالها المختلفة في الآونة الاخيرة لمرحلة كبيرة من التعقيد في العديد من الدول ، فهنالك الكثير من الأنظمة تقف عاجزة عن ايجاد حل حقيقي وناجع للتخلص منها و خاصة في ظل التزايد المستمر للاستهلاك اليومي و الانفاق المعيشي ، بالإضافة لغياب حسن الادارة و التخطيط في معالجة هذه المخلفات المتراكمة والاستفادة منها بشكل فعال .
لو نظرنا قليلا الى المجتمعات المتقدمة في ادارة نفاياتها لوجدنا أنها حولتها الى ثروة قومية استطاعت من خلالها انتاج الطاقة الكهربائية و الحرارية وفق مراحل و معايير مهمة محققين بذلك العديد من الانجازات سواء على الصعيد البيئي أو الاجتماعي و حتى الخدمي ، لقد أدركوا أن إلقاء النفايات بعيدا لم يعد حلا كافيا في أيامنا هذه، بل لا بد من ايجاد خطة عمل مناسبة لكي لا تخرج هذه المشكلة عن السيطرة و تكون عقباها خطيرة علينا .
يطلق مصطلح ادارة النفايات ( Waste management) حسب موقع ويكيبيديا على عملية جمع و نقل و معالجة و تدوير أو التخلص من النفايات التي تنتج من النشاطات البشرية ، و تقوم بها العديد من الدول للتقليل من الاثار السلبية للنفايات على البيئة و الصحة ، و يمكن من خلالها الحصول على العديد من الموارد من خلال اعادة التدوير ، يمكن أن تشمل هذه الادارة لكل أنواع النفايات الصلبة و السائلة و الغازية و المشعة .
هنالك تسلسل معين لإدارة النفايات كما هو مبين في الشكل ، فالتوجه نحو التقليل و الحد منها له الأفضلية ، فالوقاية خير من العلاج و الأخذ بالحسبان خطورة الأمر و تجنبه أكثر جدوى من الانتقال الى المراحل التالية من اعادة التدوير و معالجتها و التخلص منها بشكل سليم .
لا تقتصر ادارة النفايات على الحكومات و المجالس البلدية فقط ، بل يمكن أن يشارك بها الافراد و السكان ، كل شخص من موقعه ( المنزل – العمل – المدرسة) ، و كما قلنا يعتبر الحد و التقليل من المخلفات من أفضل الطرق المتبعة ، فكيف يمكنك أن تساهم في تلافي خطر أكوام القمامة ؟؟؟؟؟؟ ، يمكن بخطوات بسيطة أن تخفف من بصمتك البيئية و الكربونية و التي ينتج عنهما المزيد من النفايات اليومية ، فلماذا تستخدم مواد وأنت تعلم مسبقا سينتهي بها المطاف سريعا في سلة المهملات و تدخل في دائرة الفرز و اعادة التدوير أو تنتهي في محارق النفايات ؟.
تعتبر المجتمعات العربية من أكثر المجتمعات هدرا للأطعمة و تحتل مراتب متقدمة عالميا ، و معظم هذه الأطعمة تذهب الى حاويات القمامة ، و تقدر نسبة الهدر عالميا حوالي ثلث الأغذية المنتجة ، و من الجانب الأخر يعاني حوالي مليار شخص من الجوع وهذا أمر غير مقبول ، لذلك الحد من الهدر عاملا مهما في التقليل من النفايات ، فمن الممكن التبرع بالأطعمة للفقراء بدل رميها أو تقليل كمية الطعام المستهلك بحيث لا يزيد عن احتياجات الأسرة .
من الأمور المهمة التي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار أيضا المنتجات التي تستخدم لمرة واحدة و التي ترمي في سلة المهملات بعد أول استعمال و تكون رخيصة الثمن ، فمن الأفضل شراء القطع المتعددة الاستعمال ولو بسعر أعلى و كفاءة أكبر مساهمين بذلك بخفض نسبة النفايات اليومية .
أما الأمر الأكثر أهمية هو تقليل استخدام الأكياس و المنتجات البلاستيكية في حياتك اليومية فبدلا من رمي الكيس بعد الاستعمال الأول يمكن الاحتفاظ به و استخدامه لأكثر من غرض ، و يمكن اللجوء إلى استبداله بالأكياس القماشية أو الجلدية عند الذهاب الى التسوق مخفضين بذلك الاستهلاك البلاستيكي اليومي ، أيضا يمكن استخدام علب المياه الزجاجية بدل البلاستكية ، فقد أثبت الدراسات الأخيرة على تواجد جزيئات البلاستيك (الميكروبلاستيك ) في جسم الانسان و التي تعتبر شكل من اشكال التلوث البيئي الغير مرئي و تأتي خطورتها من أنها يمكن أن تدخل ضمن السلسلة الغذائية وتصل للإنسان .
يساهم التخطيط السليم و الادارة الجيدة للاحتياجات المنزلية إلى تقليل كمية النفايات اليومية و الحد من اللجوء الى الطرق الأخرى للتخلص منها من حرق و معالجة ، لذلك لا بد أن نسعى لإيجاد الحلول الأفضل لصحتنا و لبيئتنا و تجنب المشاكل الناتجة عن التراكم المستمر للنفايات .