فضاءات

نبيل الملحم – أين كنا !؟ وأين صرنا !؟

مجلة صور ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

كنّا في دولة الطغيان .. نعم كنا، وصرنا في أزقة الطغيان، حواري الطغيان، أرصفة الطغيان، إمارات الطغيان.. نعم صرنا.

– كنا تحت حكم ( ظل ) العسكر، وصرنا تحت حكم ( بساطير ) العسكر، على تنويعات العسكر ( ميليشيات من كل نوع وجنس وعرق ولقطاء ) .

– كنا نأكل الخبز المغموس بعرقنا ( كفاف يومنا ) ، وصار خبزنا، يدنا الممدودة بالدعاء لمانح لقمتنا، نتسوله في مخيم لاجئ، وفي رصيف مقيم، ومن بوابات سفارات أمعنت في تلويث أكفاننا.

– كنا شعباً في طور التكوين، وصرنا قبائل، طوائف، مذاهب، كمشات بشر، يلوّحون بقبضاتهم في وجوه كمشات بشر، ( جئناكم بالذبح ) .

– كنا، بأفواه نصف مفتوحة على الكلام، وصرنا بأفواه مكمّمة سوى بما يرأتيه مموّل هنا، وعابث هناك.. عثماني، قطري، روسي ، إيراني، ولكل مسطرته في تحديد مساحة فوهة أفواهنا.

– كنا، نصطاد السمكة بسنارتنا، وصرنا نشتهي علبة السردين الفارغة، أسماكنا هاجرت شواطئنا، وسنارتنا علقت بنا.

– كنا ما نسبته واحد على واحد، بنت يقابلها شاب، وصار لكل ثمان بنات شاب واحد، مقطوع من الأمل، مجرّد من حق البحث على البقاء ( على قيد الحياة ).

– كنا بفاسد واحد، هو ( جهاز الدولة ) ، يستأثر بالفساد، وصار الفساد معمّماً، على الجميع، فمن لم يفسده الجوع، أفسدته الصيغة، ومن لم تفسده الصيغة أفسدته دول الحلفاء ( كل الحلفاء ولكل حليفه ).

– كنا دولة تحبو، تتأرجح بين العواصم، وتلعب على الحواف، وصرنا قبائل تبيد قبائل.. أعلامها أكثر من سكّانها، مُزق أعلام، وخرائط مقترحة، وأخرى جاثمة على القلب.

– كنا،  مُهدُدين بحريتنا، وصرنا مُهدّدين بوجودنا .. كل وجودنا باعتبارنا كائنات فقرية، كيماوية، لافرق.

– كنا تحت سقف الحزب الواحد .. المُنهك، المهتوك، القابل للتآكل بفعله، وبيده، وصرنا في أحزاب، تيارات، تكتلات، كلما زاد عددها قلّ شأنها، لاهي بالقبيلة، ولا هي بالقطعان .. لا هي بالراعي ولا هي بالأغنام.

– كنا 25 مليون ( رأس ) ، وغدونا ( 15 ) مليون بلا رؤوس .. نتجول ما بين سفارة، وشاطئ، وبيت لجوء.

– كان لنا ( لواء سليب ) ، وبتنا نرجو العثماني على سلب، الهلال الخصيب.

– كنا نمدّ أيادينا إلى إسرائيل خفية، وبتنا نمدّد أجسادنا لأقدامها علناً في الضوء وما وراء الضوء.

– كنا واهمين، نقتات أوهامنا، وغدونا واقعيين، وليس ثمة من واقع يفيض واقعية عن الطين ( فمنه ولدنا وإليه نعود ).

– كنّا نُعرّف العهر بـ جسد مقابل مال، وكان شارع بغداد وحده، دليل البيع، وسوقه، وصرنا على الأزقة، وبوسع مارق، متابع أثر، مستطلع، العبور من منطقة المصنع إلى بوابة شتورا، حيث المرأة تساوي لقمتها.. وشيل ياشيّال.

– كنا ندعو الله أن ينصر العقل على النظام، فبتنا ندعوه أن ينصر فتح الشام على أحرار الشام، ومن ثم الزنكي على فتح الشام، ومن بعدها ينصر فاستقم على الزنكي المعوّج على باقي الاعوجاجات.

– كنا نتحاشى لعن الشيطان مراعاة لوجدان عابديه، وصرنا نلعن( … ) نكاية بجرائم وارثيه.

– كنا نقول غداً، وها نحن صرنا بلا غد، زماننا .. كل زماننا الماضي، صلاة وكفراً، توحيداً وتوثيناً.

– كنا نخاف ( زوّار الفجر ) ، وبتنا بلا فجر ولا صباح ولا مساء، ولكل توقيت زوّاره، بلطات، وسواطير، ولكل متعته، من أكل الأكباد، إلى الاستمناع بشواء الناس.

– كان لنا الرحابنة ( ثمة من يتباهى بشتيمتهم اليوم )، ولنا قوّة المثل في أغنية، في كتاب، في لوحة، في قيمة أو قوّة بيضاء، فسطونا على كل مثل فينا وانتهكناه، ، وبعدها لم يتبق منّا سوى تراشق اللعنات، وتخيّلوا حين يصل بشري ما، ليلعن كل البشرية، كلّها، ( شعراءها، كتّابها، مبتكري علومها، فلاسفتها )، فلا يتبقى من ذاكرته سوى الجذام.

– كنا :

ولأننا نجرؤ على قول ( كنا )، فثمة متسع لنا  في الماضي، الماضي وحده، وهو الماضي الذي يتراوح ما بين غولين، غول الدوغمائيين القوميين، بصلافتهم، وعنجهياتهم وبيرقراطييهم، وبين الإسلاميين، بكل ما أوتوا من قوّة وبأس على قطع لسان ويد الحاضر والتاريخ .. ولأننا نجرؤ على قول ( كنا )، فللحكاية عنوان :

– ليتها ما كانت .. ليتنا لم نكن .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك