م . رفاه رومية – إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية : خطوة في طريق خفض استهلاك الطاقة ..
|| Midline-news || – الوسط – خاص ..
إن التحدي الأكبر الذي يواجه العالم في الآونة الأخيرة هو كيف يمكن إيجاد بدائل أكثر استدامة من مصادر الطاقة التقليدية الآيلة للزوال وموارد ذات تأثير أقل ضررا بالبيئة التي تعاني من الممارسات البشرية الجائرة في حقها و ما نشهده من تغيرات مناخية في الوقت الحالي ليس إلا نتيجة للاستهلاك الكبير للموارد الطبيعية على مدى عقود طويلة من التطور الصناعي و الاقتصادي و التكنولوجي على حساب ديمومة كوكبنا الأرض ، لذلك كان التوجه الجدي نحو استثمار الطاقات المتجددة بأنواعها المختلفة و دعم الأبحاث التي تساهم في تطورها و نمو أسواقها ، و قد تنوعت تقنياتها و تطبيقاتها في حياتنا اليومية بحيث تخدم حاجات الناس الضرورية و خاصة في الظروف الصعبة مثل الحروب أو البعد عن الشبكات الكهربائية الرئيسية كالمناطق الريفية النائية .
تعتبر مسألة تأمين استمرارية الإنارة ذات أهمية كبيرة لزيادة إنتاجية العمل سواء المنزلي أو الصناعي و التجاري و خاصة في الليل أو الأيام الغائمة بالإضافة لضرورة إنارة الشوارع و الطرق السريعة و الحدائق ليلا لكي تكون الرؤية واضحة و من أجل الأمن العام للمواطنين ، و يشكل استهلاك قطاع الإنارة حوالي 15% من الاستهلاك العالمي للطاقة و يساهم بـ5% من الانبعاث الكربوني لذلك تم توجه نحو الخلايا الشمسية لتغطية هذه النسبة من الطاقة كخطوة جيدة لتطبيق الترشيد في استهلاك الطاقة و المساهمة في الحفاظ على البيئة .
لقد شهد قطاع إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية نموا ملحوظا بسبب الحاجة إلى خفض نسبة الطاقة المستهلكة في الإنارة حيث تعتمد على استخدام المصابيح الموفرة للطاقة CFL و مصابيح الليد LED و قد بلغ حجم سوق الإنارة الشمسية في عام 2014 2.2 مليار دولار و يتوقع وصوله إلى 7.8 مليار دولار في عام 2020 بمعدل نمو قدره 22.5% من عام2015 إلى 2020 .
لقد هيمنت الدول الآسيوية على سوق الإنارة الشمسية بنسبة تصل إلى أكثر من 46% في عام 2015 مع توقعات إلى ارتفاعها ، فقد قدمت العديد من هذه الحكومات الدعم و الحوافز المشجعة لسرعة انتشار هذه التقنية في الإنارة حيث عمدت الهند التي تحتل المرتبة الأولى في آسيا إلى التوجه نحو المدن الذكية (المعتمدة على الطاقة المتجددة) مع تطلعات لإنشاء مالا يقل عن 100 مدينه منها بحلول عام 2030 . و تعتبر الدول الإفريقية في المرتبة الثانية من حيث سوق الإنارة فهي مكانا جيدا للاستثمار من حيث البلدان ذات كمية إشعاع شمسي كبيرة و قد اتجهت العديد من الحكومات في الآونة الأخيرة نحو هذا التطبيق و تعتبر كينيا و جنوب إفريقيا و غانا و نيجيريا من أكثر الدول اهتماما في الإنارة الشمسية. تأتي أوروبا بالمرتبة الثالثة من حيث حجم أسواق الإنارة الشمسية و تعتبر بريطانيا الأكثر اهتماما في هذه المجال حيث تبلغ نسبة استهلاك إنارة الشوارع قيمة كبيرة من الاستهلاك العام و هذا ما أعطاها الدافع للتوجه نحو الطاقة النظيفة مساهمين أيضا في انخفاض نسبة الانبعاث الكربوني في الجو .
أما بالنسبة لأمريكا الشمالية تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المسيطر الأكبر على سوقها و قد أدى انخفاض تكلفة الألواح الشمسية و التقنيات المكملة لها إلى سرعة انتشارها بشكل كبير ، أما في أمريكا الجنوبية فتعد البرازيل من أكثر الدول اعتمادا عليها .
يبين الشكل التالي توزع النسب في إنحاء العالم مع العلم أن الاختصار EMEA يدل إلى الدول الأوروبية و الشرق الأوسط و أفريقيا (Europe ,Middle east, Africa ) أما الاختصار APAC فيدل إلى الدول الآسيوية المجاورة للمحيط الهاديAsia Pacific .
هنالك توقعات بنمو قطاع الإنارة الشمسية بمعدل سنوي إجمالي بمقدار 22.5% في الفترة الممتدة من 2015 إلى 2020 نتيجة حملات و مبادرات و برامج دعم من قبل البنك الدولي و العديد من المؤسسات الدولية التمويلية لتعزيز منتجات الطاقة الشمسية في إنارة الشوارع وذلك بهدف رفع كفاءة الطاقة و التخفيف من استهلاكها و الاستقلال عن الشبكة العام في الإنارة الطرقية .