كيف نجذب الأمراض والمشاكل إلى حياتنا ؟ الجزء الثامن عشر – الطمع والجشع والحسد
د . مصطفى دليلة – موسكو ..
|| Midline-news || – الوسط ..
الطمع والجشع والحسد صفات سلبية هدامة تجذب الكثير من الأمراض والمشاكل إلى حياة أصحابها.
إيمانك أن هذا الكون محدود، وخوفك من أن الآخرين سيأخذون كل شيء ولن يبقى لك ما يكفيك، أو من اليوم الأسود الذي هو آتٍ لا محالة، بنظرك، يجعلك تبحث عن وسائل لتكديس الثروة وتخزينها تحسباً لأي شيء قد يحدث. لكن كن واثقاً أن كل ما تخزنه لن يكفيك أبداً وستبقى تلهث دوماً وراء شيء ما غير موجود بين يديك، ومهما زادت مقتنياتك وثرواتك سوف تشعر بفراغ ما في داخلك، وسوف تشعر أنك بحاجة لشيء آخر لا تملكه. سيبقى عندك شعور بالنقص لأنك غير واثق من الأيام، غير واثق من نفسك، وغير واثق من ربك.
الطمع عادة شديدة الضرر على صاحبها، وتعني الحصول على نفع ما على حساب الآخرين. الطماع يهمه مصلحته ويفكر فيها دون الآخرين، يحقق هدفه على حساب الآخرين، ولا تهمه النتائج مهما كانت.
عندما تضع هدفك منطلقاً من قاعدة (ربح/خسارة)، أي أن تربح أنت على حساب الآخرين ومصلحتهم فهذا هو أحد أشكال الطمع والجشع، وفي النهاية الطرفان خاسران: أنت والآخر. وهذا ما يحدث في حياتنا العملية على مستوى الأفراد والجماعات. يكدسون الأموال والثروات والمحاصيل ويحرمون الآخرين منها، فتعود وبالا على أنفسهم وعلى الآخرين…أمراضاً ومشاكل وحروباً.
أسوأ أنواع الجشع والطمع هو أن تتمنى الموت والخسارة لإنسان آخر أو لمجموعة بشرية أو لأنظمة معينة بغية الحصول على فائدة أو منفعة شخصية، وهذا ما حدث وما يحدث الآن في ثورات الربيع العربي التي بات كثيرون من قادتها يتمنون الموت لأنظمتهم ولبلدانهم بهدف حفنة من الدولارات.
الطماعون والجشعون هم حاسدون في أغلب الأحيان. هؤلاء لا تكفيهم ما جمعوه من ثروات وخيرات وينظرون إلى ما لدى الآخرين بحسد وعين ضيقة.
الطماعون والجشعون والحاسدون قلقون ومتهيجون دائما، غير راضين عما لديهم، لا يسرهم أي شيء يحصل عليه الآخرون ويريدون مثله فوراً وبأية طريقة. هؤلاء ينتشرون كالوباء وكالفطور السامة وبالأخص في أوقات الأزمات والحروب، يستغلون الفرص للحصول على ما يملكه الآخرون بأية وسيلة كانت: شرعية أو غير شرعية، المهم أن يزيدوا ثرواتهم على حساب غيرهم وبلدهم. هؤلاء نسميهم الآن في ظروفنا الراهنة المعفشون، وما أكثرهم في ظروفنا الراهنة.
هؤلاء يجذبون المشاكل والسموم والأمراض إلى أنفسهم وإلى مجتمعهم.
- والله يا دكتور راحوا شباب العائلة كلهم… استشهد الجميع. أولاد أعمامي وأولاد وأولاد خالاتي وبقينا بدون شباب. يشتكي أحد معارفي وهو من إحدى القرى القريبة من مناطق الصراع باكياً.
- وبما أنني أعرف هذا الشخص جيداً وتاريخه في التعفيش تخيلت في هذه اللحظة بالذات كم هو حجم التشبيح والتعفيش الذي مارسه هذا الشخص وأقاربه على قريتهم والقرى المجاورة، وعلى جيرانهم في المدينة التي يسكنونها. قلت له ذات يوم: أخشى عليك وعلى أطفالك الصغار من ردة فعل الكون ومن الكارما التي ستلاحقهم طيلة حيواتهم. لكن صديقي هذا لم يرتدع وما زال يمارس التعفيش النظامي وما زالت المشاكل والأمراض تتناوب في حياته إلى أن جاء ذلك اليوم الذي دخل المستشفى هو ووالده (المعفش الأول) في نفس اليوم لإجراء عملية قلب لكل منهما.
حزنت وتأسفت جداً لاستشهاد هذا العدد الضخم من شباب الوطن، لكني في الوقت ذاته مؤمن إيمانا كاملاً بأن ما يحدث معنا نحن جذبناه بأنفسنا إلى حياتنا، ولا نستطيع أن نتخلص منه إن لم نتمكن من تغيير أفكارنا وسلوكنا. عندما نؤمن بقوانين الله والكون وبأن الكون يمهل ولا يهمل نستطيع أن نعي لماذا تحدث كل هذه المشاكل والأمراض معنا.
إني أحذّر دائما: إن لم نستطع تغيير الوعي الجمعي لهذه الأمة من وعي التعفيش والتهميش والطمع والجشع والحسد وننتقل إلى نشر ثقافة المحبة والتسامح، ونختار أهدافنا استناداً على قاعدة (ربح/ربح) بدلاً من قاعدة (ربح/خسارة) فالأمة ومستقبلها في خطر.
حينما نؤمن بقوانين العقل الباطن وأهمها قانون الوفرة الكونية، أي حينما نؤمن بأن كل شيء في هذا الكون وافر ولا وجود للنقص في هذا الكون وإن أي نقص أساسه في عقولنا وأفكارنا فقط، وإن كل ما نحتاجه يأتينا حين اللزوم يكفي فقط أن نحدد ما نريد بالضبط ونعرف كيف نطلبه، حينها فقط لا فائدة من تجميع الثروات والمكتنزات، وحينها فقط لن يكون للطمع والجشع والحسد مكان في حياتنا.
برنامج الحسد يتشكل في العقل الباطن للشخص الذي يريد الحصول على ما حصل عليه الآخر بأية وسيلة كانت، لا يهمه مصلحة الآخر مهما علت.
إن كنت تؤمن بقوانين الوفرة الكونية والجذب وقانون الانعكاس وتريد أن تجذب إلى حياتك ما حصل عليه جارك من خير فلا تحسده بل افرح لما أصابه من خير لأنه سينعكس عليك خيراً.
متابعة لي تقول إنها كانت في البداية شديدة الحسد لأي خير يصيب فتاة من جيلها… معظم رفيقاتها وأفرانها خطبن وتزوجن وهي ما زالت تقارع أهلها وتصارعهم. طلبت استشارتي بهذا الخصوص:
- هل تحسدينهم؟ سألتها مباشرة.
- بدك الحقيقة يا دكتور؟ أي والله أحسدهم وأتمنى لو كنت مكانهم، ثم تابعت حديثها: عندما كنت في خطبة أختي قبل أيام كنت أنظر إليها نظرات حسد وكنت أتمنى لو كنت في مكانها.
- إن كنت تريدين أن تحصلي على ما حصلت عليه أختك فافرحي لها وتمني لها الخير من أعماق قلبك… أجبتها وتابعت كلامي معها عن بعض قوانين العقل الباطن وخصوصاً قانون الجذب وقانون الوفرة الكونية.
أعتقد أن متابعتي الآن، وبعد شهرين من المتابعة على الأون لاين، باتت جاهزة تقريباً لاستقبال شريك الحياة.
السر العظيم في جذب النجاح في أي شيء تريده.. افرح لنجاحات الآخرين وعش حياة الناجحين.
“يتبع”