دراسات وأبحاث

كيف نجذب الأمراض والمشاكل إلى حياتنا ؟ الجزء الثالث عشر – صحتي خارجة عن إرادتي ولا حول ولا قوة لي تجاهها

د . مصطفى دليلة ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

– وجود قناعة خاطئة من نوع : صحتي خارجة عن إرادتي لدى كثير من البشر يؤدي لجذب الكثير من الأمرض إلى حياتهم .

بعض الأطباء والعاملين الصحيين، وجميع الاحتكارات الدوائية هم من يروجون لقناعة من هذا النوع. إنهم يحاولون أن يوحوا لك إن صحتك بين أيديهم، وفي المستشفيات والمنتجعات الصحية وفي الأدوية التي يصنعونها لك، وما عليك إلا أن تصبح تابعاً لهم. يسيّر هؤلاء عالم الأعمال والمال الجشع. باتت مافيات الأدوية تتفوق على مافيات السلاح والمخدرات، همها الوحيد أن تجمع المليارات على حساب صحتنا، وأن تسوقنا كالقطيع لالتهام الأدوية كعلف فاسد.

بين فترة وأخرى يزرعون مرضاً معيناً في منطقة معينة ومن ثم يختبرون الأدوية عليه . يوهموننا بأننا إن لم نأخذ اللقاحات المناسبة أو الأدوية المناسبة فسوف نصاب بكذا وكذا…

تعرف شركات الأدوية والاحتكارات الطبية أن ما توحيه لنا وما تغرسه في عقولنا من أفكار ومعتقدات وقناعات حول صحتنا سوف يتحول إلى كومة دولارات في جيوبهم وحساباتهم. يحاولون أن يوهمونا بأن صحتنا رهن أدويتهم ولقاحاتهم وتجهيزاتهم وآخر اكتشافاتهم العلمية. نحن دائماً امام احد خيارين إما أن نكون مسؤولين عن انفسنا وعن صحتنا، أو ان نسلم هذه المسؤولية لهم ليزيدوا من رصيدهم على حسابنا؟؟ والخيار لنا وحدنا.

متابعة لي من دولة أوروبية تشكو ضعف مقاومة ابنها للمرض وقلة حيلته تجاه نفسه وبالأخص مع حلول فصلي الخريف والشتاء.

  • اتصلت وبدأت حديثها قائلة: استطعت أن أغير كثيراً في حياتي من خلال متابعتي القصيرة لما تنشره، وأعتذر لتأخري عن متابعة منشوراتك ومقالاتك الرائعة خلال الأيام الماضية فقد كنت مشغولة بلقاح أبنائي ضد الانفلونزا.
  • ولماذا اللقاح؟ سألتها.
  • أنا شديدة الحرص على أبنائي وشديدة الخوف عليهم (وبالأخص الكبير منهم) من المرض، وهو سيمرض بالتأكيد إن لم أقاوم المرض باللقاح. أنا واثقة أن ابني سيتعرض خلال الشتاء لثلاثة إصابات على الأقل بالرشح إن لم يأخذ اللقاح.

قلت لها: معتقداتك وقناعاتك، وشدة خوفك من المرض وتركيز تفكيرك كله على المرض يعطيه طاقة أكبر. أنت تبثين طاقة اهتزازية جدا كبيرة عنوانها المرض ولهذا تجذبين المرض إلى حياة أبنائك. تحاول شركات الدعاية والإعلان عبر وسائلها المختلفة أن توحي لنا بأهمية اللقاحات ضد الأمراض، والإعلان عن أدوية جديدة دائماً، وتعارض بشكل قطعي أية دعاية أو إعلان لمنتج صحي أو لمادة طبيعية قد تكون أكثر فعالية مما تنتجه جميع شركات الأدوية.

نصيحتي لتلك السيدة ولكثيرات غيرها أن تغيرن من حزمة المعتقدات والقناعات السلبية حول المرض والعدوى والإصابة، وتنتقلن إلى نظام حياة صحي فكرياً وجسدياً.

هل أنت قادر أن تعيش حياة صحية سليمة؟ سؤال أوجهه للجميع وأتمنى من كل واحد فيكم قرائي الأعزاء أن يطرحه على نفسه.

بالتأكيد أنت قادر لو استطعت أن تغيّر قناعاتك ومرجعياتك الفكرية تجاه الصحة والحياة الصحية، وأن تفكر بشكل إيجابي بصحتك. أي عندما تتحول من إنسان آلي يتبع ما يوحى له من احتكارات الطب والأدوية العالمية إلى إنسان واعٍ ومبدعٍ وخالقٍ لحياته.

إحدى القناعات القاتلة في حياتنا هي تحديد عمر معين لتبدأ بعده الأمراض في حياتنا. الإنسان في عمر الخمسين (أو أي عمر آخر) بدأ في سلم الحياة هبوطاً: القلب يجب أن يمرض، والنظر يضعف، والعضلات تضمر، والمفاصل لا تقوم بمهمتها كما يجب، و…. وهذا يعني أنه يحاول أن يقنع نفسه ويبرمج عقله الباطن أن أي مرض يصيبه بعد سن معين يحدده لنفسه هو أمر طبيعي بسبب الشيخوخة.

كانت أختي، أطال الله في عمرها، تردد دائما: الله يوصلني للسبعين وبعدين ياخد أمانته.

  • ولماذا حددتي السبعين من عمرك؟ كنت أسألها دائما، واتابع معها: من اعطاكي الحق في تحديد عمرك؟ ألا تدرين أنك أنت ما تفكرين به.. تفكيرك الدائم بالمرض وخوفك منه هو ما يجذب لك هذه الأمراض إلى حياتك.
  • ما بدي عيش عالة على أحد، لأنه بعد السبعين تبدأ الأمراض تشتد على الإنسان. كانت تجيبني

 أختي عاشت طيلة حياتها تقريباً وهي مقتنعة بأنها يجب أن تموت في السبعين من عمرها. مع الأيام وبعد أن تابعت مجموعة محاضراتي (حينما كانت تسمع بمحاضرة لي كانت تجهز نفسها حتى ولو كانت في أوج مرضها وتقول: خذني معك. ولم أكن ارفض لها طلبها) تغيرت جملة قناعاتها ومعتقداتها حول الصحة والمرض إلى حدٍ ما، واستعادت صحتها التي كانت بالنسبة لها مفقودة أو أنها صارت في طي النسيان، وها هي الآن تقترب من الثمانين وهي تشكر وتحمد على ما منحها الله والكون لها من نعم. أختي الآن تعيش حالة امتنان وشكر وثورة فكرية يفتقر إليها الكثير من شبابنا اليوم في هذه الظروف العصيبة.

توجد لدي كثيرين قناعة مفادها أن هناك بعض الأمراض مزمنة ولا علاج لها ولا حول ولا قوة لهم تجاهها، ويسلمون أنفسهم للطبيب المعالج وللأدوية التي تخفف من آلامهم ليس اكثر دون ان تزيل الأسباب أو تخلصهم من المرض.

انصلت بي فتاة لم تتجاوز الثلاثين من عمرها شاكية من مشاكل عدة نفسية وعضوية بعد أن هدرت جزءاً كبيرا من وقتها ومالها على أطباء بشريين ومعالجين عصبيين ونفسيين.

  • لقد تعبت من الأطباء والأدوية والمعالجة النفسية وجلسات خط الزمن التي لم تجلب سوى الألم لي، وقبل أن أنفذ قراراً خطيرا موجودا في رأسي جذبني القدر إلى صفحتك وقررت أن الجا إليك كملاذ أخير في حياتي – قالت محدثتي باكية.
  • هدّأت من روعها وأجبتها: أنا لا أستطيع أن أفعل لك شيئاً أو أقدم لك أية مساعدة إن لم تكن نابعة من داخلك أنت. إن لم يكن القرار بالشفاء صادر من أعمق أعماقك فوجودي أنا وحتى أعظم أطباء الكون لن يفيدوكي في شيء، فإن كنت جاهزة للتعاون معي أنا جاهز للعمل معك.

تحدثت متابعني كثيراً وركزت على أحد أمراضها، إذ كانت تعاني من تشنج الكولون المزمن. وتابعت قائلة: لم أترك طبيباً مشهوراً إلا وذهبت اليه دون جدوى. جميع الأطباء اتفقوا على قرار وحيد مشترك أنه لا علاج لحالتي التي كانت تزداد سوءاً مع الأيام. عشر سنوات من المعاناة والألم وصرف الاموال الطائلة رافقها الكثير من التحذيرات والممنوعات عن مأكولات أحبها كانت تسبب لي تهيّج الكولون.

استمرت نقاشاتنا عن بعد لأكثر من شهرين استطعت خلالها ان أحقق بعض التحولات البسيطة في طريقة حياتها وأفكارها. طلبت منها أولا أن تتوقف عن الإدانة والكراهية والحقد المزروعين في داخلها لكل من حولها ولكل من سبب لها أذى، بعد ذلك فقط تحدثت معها عن بعض مشاكلها وعما تعانيه في حياتها.

 استطاعت بمساعدتي وإرشاداتي عن بعد، ومن ثم بعد أول لقاء بيننا أن تكسر حاجز الخوف بينها وبين الكولون. علمتها كيف تتعامل معه وتحبه وكيف تبث له طاقة محبة وشفاء، وعلمتها وكيف تحدثه وتداعبه بمحبة ليكون طوع أوامرها، وكنت بين فترة وأخرى أطلب منها أن تأكل ما كان محظراً عليها في السابق تناوله. لم تمض أشهر معدودة حتى باتت متابعتي تلتهم كل ما يحلو لها بمحبة وبلا أي خوف. فقد تعلمت كيف تكون مسؤولة عن صحتها وعن كولونها.

تعلموا أن تكونوا مسؤولين عن حياتكم وعن صحتكم، ولا تسلموا أمر العناية بكم لغيركم

“يتبع”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك