كيف نجذب الأمراض والمشاكل إلى حياتنا ؟ الجزء الثامن – عندما نختار الخيار الأسوأ بين مجموعة الخيارات المتاحة أمامنا
د . مصطفى دليلة ..
|| Midline-news || – الوسط ..
أنت دائماً تقف أمام مجموعة لا متناهية من الخيارات في الحياة منها السلبي ومنها الإيجابي، منها السيء ومنها الجيد ، فيها الأسود والأبيض…أنت في معظم الأحيان تختار الخيار الأسوأ بين مجموعة الخيارات المتعددة المتاحة أمامك. وذلك لأنك لا ترى في هذا العالم سوى البطالة، والقتل، والسرقة، والفقر، والرشوة، والأمراض، ولهذا سوف تحقق لك الحياة ما لا تريده وما تفكر به، وما تراه باستمرار. سوف تجذب إلى حياتك المشاكل والأمراض من حيث لا تدري.
كثرة الإيحاءات السلبية التي تصلنا في كل لحظة وومضة عين من الخارج (من الآخرين، وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية والإعلان والتفاز و..) تجعلنا نهرع مباشرة، وبلا وعي، للخيارات السلبية من بين مجموعة الخيارات اللامتناهية المتاحة أمامنا.
عندما نذهب للامتحان نكون أمام أحد خيارين: إما أننا ناجحون في الامتحان، أو راسبون.
إن كنت تضع الخيار الأول أمامك وهو النجاح في الامتحان فستعيش بقية أيامك حتى صدور النتيجة وأنت سعيداً بنتيجتك التي وضعتها لنفسك سلفاً، فإن كانت نتيجتك النجاح تكون قد حلقت بسعادتك وإذا كان الرسوب مصيرك فإنك تكون قد خففت من ألمك أيام عدة، واعتبرت هذه النتيجة كخبرة تستفيد منها للتحضير ثانية للامتحان.
أما إن كنت تضع خيار الرسوب أمامك (وهذا ما يفعله جزء كبير من البشر) فإنك ستعيش بقية أيامك حتى صدور النتيجة متألما مريضاً، فإذا كانت نتيجتك النجاح تكون قد أضعت بضعة أيام من حياتك عشتها بتعاسة وكان من المفروض أن تقضيها بسعادة، وإذا كان الرسوب مصيرك تكون قد حصلت على ما توقعته وجذبته لحياتك.
وفي جميع الحالات يجب أن نؤمن أنه لا وجود للخسارة أو الربح في حياتنا، وكل ما حصلنا عليه كان عبارة عن نتيجة وخبرة حياتية تضاف إلى خبراتنا السابقة.
واقعك الذي تعيشه هو نتاج أفكارك ونقاشاتك وحواراتك المستمرة مع المقربين والأصدقاء، هو مجموعة قناعاتك ومعتقداتك التي تكررها لنفسك بوعي أو بلا وعي، أو تسمعها من الآخرين يوميا :
- كل شيء سيء في هذه الحياة،
- الراتب لا يكفي والأسعار في ازدياد،
- لا يمكن إيجاد عمل مناسب بدخل جيد،
- مجتمع فقير، ظالم ويعيش معظمنا دون مستوى الفقر.
- ………
حينما تكون واثقاً بأن الفلوس قليلة في حياتك ومن الصعب جداً الحصول عليها، وحينما تكون على قناعة تامة بأن الصحة والمرض وضعف السمع والنظر أمور طبيعية تأتي إلى حياتنا في عمر معين، وحينما تعتقد بثقة كبيرة بأن الحصول على عمل جيد ودخل ممتاز أمر مستحيل في هكذا وضع،…… فإن كل ما يحدث معك وفي عالمك الشخصي سوف يدور حول تحقيق هذه القناعات الداخلية الشخصية عندك التي غرستها في عقلك الباطن وشكلتْ برنامجاً حياتيا يسيّر حياتك.
إن هذا العالم وافر بكل شيء: الصحة والمرض، الثروة والفقر، العلاقات الجيدة والسيئة،….. لكن مشكلتك أنك لا تستطيع أن ترى سوى المرض والفقر والعلاقات السيئة … إلخ لأن برامجك العقلية الداخلية موجهة نحو تحقيق هذه الأمور. أنت لا يهمك أن ترى كيف يعيش الآخرون حياة رغيدة مليئة بالصحة والثروة والنجاح لأن كل تفكيرك محصور في عالمك الخاص الذي لونته بمشاكلك، وعندما ترى هؤلاء الذين يعيشون في عالم الوفرة سوف تنظر إليهم نظرة حاسدة أو سوف تكيل لهم مختلف الاتهامات (لصوص، نصابون يعيشون على حساب الغير. ….)، أو حينما يعرض أحدهم عليك خدمة سوف تظهر الشكوك عندك سريعاً بنواياه “الخبيثة” هذه تجاهك مهما كانت نواياه طيبة تجاهك.
غيّر برامجك الداخلية وقناعاتك وسوف ترى أن هذا العالم غني ووافر من كل شيء: الفلوس، العمل، الصحة، النجاح،…. وافرح لنجاحات الآخرين ولحصولهم على الحياة الرغيدة.
انتبه لما تسمعه، ولما تشاهده، ولما تقوله في حديثك مع الآخرين. المحطات الإذاعية والتلفزيونية الآن محشوة بالبرامج السلبية والهدامة، فهم لا يبثون لك سوى القتل والدمار، والنهب والسرقة، والمظاهرات، والاحتجاجات، والأمراض والأوبئة. إنهم يتسارعون في سبقهم الصحفي وبثهم للأحداث المأساوية حول العالم، متناسين أن هناك أيضاً أحداثاً أخرى إيجابية ومفرحة تدور في هذا العالم. إنهم يجرونك للعيش في مزبلة فكرية لا تستطيع الخروج منها، كي تبقى عبدا مطيعا لهم ولغرائزهم.. ووفقاً لقوانين العقل الباطن الكونية سوف يعمل كل شيء في هذا الكون لتحقيق كل ما تشاهده، وما تسمعه، وما تتحدث به مع الآخرين في عالمك الخاص.
لإخراج نفسك من هذه المزبلة والانتقال إلى عالم الوفرة والرفاهية يجب أن تتوقف عن التركيز على الأحداث السلبية، ومشاهدة البرامج الهدامة، والتوقف عن سرد الأحداث والقصص المؤلمة والسلبية مع المحيطين بك.
هنا يجب التنويه إلى أهمية أن نتحكم بحديثنا، وكلماتنا العفوية واللاعفوية وننقي قاموسنا اللغوي من كلمات من نوع: “مشكلة” ، “مأساة” ، “ألم”، “مرض”، “بؤس”، “حظي سيء”، “فاشل”، ….. إلخ.
كما يجب الابتعاد عن الأشخاص السلبيين ومصادقة أشخاصٍ إيجابيين مساعدين لك في سلم النجاح والصحة. ابدأ من اللحظة خطوتك الأولى في سلم النجاح وأنت مبتسم رغم كل الظروف المحيطة بك، فالابتسامة تخلق المعجزات.
حينما تمر بأزمةٍ ما، أو حينما تكون في حالة صراع داخلي مع ذاتك، أو خارجي مع عالمك المحيط، أو حينما تشعر بانزعاج أو ألم ما في أي عضو أو جزء من جسمك، وأينما كنت في البيت أو المكتب أو الطريق مارس عملية التنفس اليوغي البطني الكامل وسوف يؤدي ذلك في الحال إلى حدوث انفراج داخلي والتخفيف من حدة الألم والشعور بالانشراح. أنا شخصياً أمارس هذا التمرين كلما تعرضت لحادثة مزعجة أو مؤلمة، وقد حققتُ نتائج مذهلة في التخلص من الإزعاجات مهما كانت درجتها بسرعة كبيرة وآنية.
“يتبع”