فضاءات

فارغاس يوسا يحطّ من قيمة غارسيّا ماركيز .. ساءت علاقتهما في 1976 ..

|| Midline-news || – الوسط  ..
كانت العلاقة المتينة قد إنتهت بينهما في 1976، بسبب خلاف شخصي تطور إلى توجيه الكاتب البيروفي لكمة إلى وجه غارسيّا ماركيز تسبب له بكدمة تحت العين اليسرى.

كسر فارغاس يوسا الصمت مؤخراً وتحدث عن علاقته المقطوعة مع مؤلف “مائة عام من العزلة” قائلاً “لم يكن مفكراً، بل فناناً”. وكانت العلاقة بين الكاتبين قد إنقطعت أوصالها في أعوام السبعينات بسبب الإختلاف بين أفكارهما الأيديولوجية ، ونزاع شخصي إنتهى بلكمة وجهها الكاتب البيروفي إلى وجه غارسيّا ماركيز في مدينة مكسيكو .
يقول فارغاس يوسا عن الكاتب الكولومبي ” كان يعاني من تعقيدات فكرية غريبة للغاية ، ولم يكن بمقدوره التعبير عن موهبته، ويعمل من خلال الحدس والغريزة” .
كان فارغاس يوسا ، الحاصل على جائزة نوبل للآداب ، قد تحدث الإسبوع الماضي مع الكاتب كارلوس غرانيس ، خلال إحدى الدورات الصيفية في جامعة كومبلوتنسي في العاصمة الإسبانية مدريد ، عن طبيعة العلاقة الشخصية والمهنية التي كانت تربطه بغارسيّا ماركيز (1927- 2014) ، الحاصل هو الآخر على جائزة نوبل للآداب ، تلك العلاقة المتينة التي بدأت بالتدهور بسبب إختلاف في المواقف السياسية التي تبناها كل منهما تجاه الثورة الكوبية ، والتي إنتهت تماماً في عام 1976 ، إثر مواجهة حامية لا تزال تفاصيلها غير معروفة حتى اليوم .
وقعت تلك المواجهة في بهو قصر الفنون الجميلة في مدينة مكسيكو ، بعد أن وصل كل منهما إلى مكان اللقاء ، وذلك في 12 شباط / فبراير من ذات العام . عندما إقترب غارسيّا ماركيز للترحيب بالكاتب البيروفي وبأذرعٍ مفتوحة ، وجّه فارغاس يوسا ومن دون أن ينبس بكلمة ، لكمة قوية صوب وجه الكاتب الكولومبي . ثمّ أعقب فعلته قائلاً “كيف تجرؤ ، بعد ما قلته ( أو فعلته وفقاً للمصادر ) لباتريسيا ( كانت زوجة فارغاس يوسا حينها ) ؟ “.

مرت أربعة عقود على تلك الحادثة التي أدت إلى وأد تلك العلاقة القوية تماماً بين الكاتبين . في الإسبوع الماضي ، وخلال حديثه مع غرانيس ، وصف فارغاس يوسا صديقه القديم بأنه كان شخصاً ثرثاراً ، ومسلّياً ، ولم يكن مفكراً “بل فناناً حقيقياً وشاعراً”، مضيفاً ، ” لم يكن ماركيز قادراً على التعبير عن موهبته ، ويعمل من خلال الحدس والغريزة ، ولم يكن يستعين بالمفاهيم ، وله مقدرة غير عادية على الحكم عبر الصفات والظروف ونسج المؤمرات ” .
وضمن ذات السياق ، أشار مؤلف ” المدينة والكلاب ” إلى أن غارسيّا ماركيز ” كان يعاني من عقدة فكرية في غاية الغرابة “، وفي العديد من المناسبات ، لم يكن ” يعي سحره لحظة كتابة قصصه “.
توطدت العلاقة بين الكاتبين في 1967 ، العام الذي نُشرت فيه رواية غارسيّا ماركيز “مائة عام من العزلة “. ومع ذلك ، أشار فارغاس يوسا ، إلى أنه على الرغم من لقائهما في ذلك العام في مطار كاراكاس ، إلاّ أنه كان قد بدأ بقراءة أعمال غارسيّا ماركيز منذ بداية الستينات ، عندما كان يعمل في ” محطة الإذاعة والتلفزيون الفرنسية ” ، في إطار برنامجٍ للأدب ” هكذا إكتشفت غابو . ثم جاء أحدهم ليجمعنا مع بعض ، ولتبدأ بيننا مراسلاتٍ كثيفة جداً ، أدت إلى بناء جسور صداقة متينة ، وقبل أن نلتقي وجهاً لوجه . كنا نتحدث عن مشاريع أدبية ، وعن قراءاتنا وكتاباتنا “.
بعد ذلك اللقاء في مطار كاراكاس ، كان التواصل والتعاطف فيما بينهما مستمراً ، ممهّداً لعلاقة شملت أفراد الأسرة أيضاً . ولدت تلك العلاقة ، وفقاً لفارغاس يوسا ” بسبب التشابه الكبير فيما بيننا “.
رأى غارسيّا ماركيز في تلك اللحظة ، أنه من الأفضل كثيراً على كاتب أن يقف مع كوبا وليس ضدها . يشير فارغاس يوسا ” عندما إكتشفت أوروبا أدب أمريكا اللاتينية إنتابنا إحساس بالزهو ، مما حفزنا للتقرّب أكثر من الكتّاب ، وكان ذلك سبباً في توطيد علاقتنا وتمتينها “.
وعندما سُئل عن الظروف التي أحاطت بقراءة رواية ” مائة عام من العزلة ” قال فارغاس يوسا أن قراءة الرواية كانت تجربة ” مبهرة ” ، بحيث كتب مباشرة مقالة أثبت فيها أن ذلك الكتاب كان مزوداً بالعديد من ” الإغراءات ” ، سواء للقارئ المثقف النهم ، أو ذلك القارئ الذي يتابع القصة فقط ، ولا يهتم بعنصر اللغة أو بنية القصة ” كان يمتلك عناصر مرضية لكل قارئ “.
لكن، الثورة الكوبية دفعت كل منهما لأن يتبنى مواقف مختلفة ، أدت إلى خلق فجوة بينهما تركت آثارها في وضع حدًّ لتلك الصداقة . يقول فارغاس يوسا ” كان غارسيّا ماركيز يتمتع بإحساسٍ عملي تجاه الحياة ، ورأى أنه في ذلك الوقت من الأفضل بكثير للكاتب أن يقف إلى جانب كوبا وليس ضدّها “.
وبعد أن شرح التباين في الأفكار التي تبناها كل واحد منهما فيما يتعلق بثورة فيدل كاسترو ، أضاف الكاتب البيروفي أنه بعد ذلك ” الإختلاف في الأفكار ” لم أتصل به ، ولم أره مطلقاً “.
يوسف يلدا – موقع إيلاف
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك