صدمة نتنياهو – محمود أبو الزون –
|| Midline-news || – الوسط …
شكل فوز بنيامين نتياهو صدمة لكثير من الإسرائيليين، خاصة وقد تشكلت جبهة واسعة من المنافسين الأقوياء، مقارنةً مع نتنياهو الغارق بالفساد هو وعائلته والمقربين منه، والمنبوذ من الخصوم والحلفاء على حد سواء.
غير أن صدمة نتنياهو لم تقتصر على الإسرائيليين فقط، بل أصابت كذلك الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، حيث شكل فوز نتنياهو بالنسبة لهم سيناريو مرعب بخصوص الإنتخابات الرئاسية الامريكية عام ٢٠٢٠.
كان الديمقراطيون يأملون ان يكون فوز ترامب بانتخابات ٢٠١٦ نكسة لاتتكرر، ولكن فوز نتنياهو أثار الخوف عندهم من تكرار السيناريو مع ترامب. فقد هاجم المرشح للرئاسة الامريكية من قبل الحزب الديمقراطي “باتو أورورك”، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عشية الانتخابات الإسرائيلية، فقال عنه أنه عنصري. كما أن السيناتور الديمقراطي “كريس فان هولن”، من ولاية ميرلاند التي تعج باليهود، كتب في تغريدة له، في يوم الانتخابات، بأن نتنياهو يبعث على الخوف، مشيرا إلى تحالفه، مع الحزب العنصري “عوتسما يهوديت”.
ينظر الاسرائيليون بخوف إلى هذه التطورات، بعد أن كانت إسرائيل- كما يقولون- تحظى بتأييد كلا الحزبين. وقد أدت العلاقة التي نشأت بين نتنياهو والرئيس الاميركي دونالد ترامب إلى تآكل كبير في نظرة الحزب الديمقراطي لإسرائيل، الأمر الذي وصل إلى الذروة خلال الاشهر الاخيرة. إذ لم يعد يتعلق الأمر فقط، بالأطراف الراديكالية الهامشية بالحزب، التي يمثلها عضوات الكونغرس المثيرات للجدل والخلاف، مثل الكساندريا اوكسيو كورتيز من نيويورك ، وإلهان عمر المسلمة من منيسوتا المتهمة “باللاسامية”. كما أن عضو الكونغرس “اورورك” من تكساس، كاد يطيح بالسيناتور “تيد كروز” بالانتخابات النصفية بالسنة الماضية، وهو يحظى باعجاب عدد كبير من شباب الحزب الديمقراطي، كما يعتبر أحد قادة المستقبل.
كذلك “كريس فان هولن”، كان معروفاً بأنه من مؤيدي إسرائيل الأقوياء في مجلس الشيوخ. أي أنهما قادران على الفعل والتأثير، وهما عندما يتحدثان بهذا الشكل، فهذا يعني أن النار نشبت في حقل الحزب الديمقراطي.
قال أحد المحللين الإسرائيلين أن أمر هذا الحريق كان معروفاً سلفاً، لكن سرعة انتشاره كانت مفاجئة، حيث تغذى الحريق من الأرضية القابلة للاشتعال، النابعة من كراهية اليسار للإحتلال، ومن تنكر الليبراليين، لما بدا للقريب والبعيد، كتدهور “للديمقراطية الاسرائيلية”.