رندة حجازي : دمشق أعطتني كل ما أملك و لي الفخر كوني ابنة هذه الحضارة
شذى عواد – خاص – || Midline-news || – الوسط ..
تألق اسمها كفنانة تشكيلية تحتفي بلوحاتها صالات العرض المميزة , حين مزجت عصارة روحها المتألمة بريشتها المغموسة بشتى ألوان الوجع والحزن العميق على وجوه أبناء وطنها سورية وقد أدمت الحرب الكونية الإرهابية التي تعصف بها منذ سنوات ، كل ركن فيها بعد أن كان أهلها يرفلون بالسلام والأمان لزمن طويل .
إنها الفنانة التشكيلية رندة حجازي تحدثنا عن تجربتها التشكيلية المبدعة والتزامها هموم وقضايا وطنها ورسالتها الإنسانية في إطار مشروعها الفني
- كيف تقدم رندة حجازي بكلمات نفسها لمتابعي موقع أخبار الوسط الإلكتروني ؟
حاصلة على شهادة ليسانس في الاتصالات البصرية من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 2000 – حاصلة على شهادة ليسانس في صحافة و إعلام من كلية الآداب جامعة دمشق عام2008 .
سورية الأصل و الهوى ..أعشق مدينتي الفاضلة كفنانة تشكيلية..و أخشى الواقع المؤلم كإعلامية.
- حدثينا عن البدايات في الرسم ومتى وكيف أدركتِ أنك مشروع فنانة تشكيلية؟
بدأت أرسم من أول لحظة أمّسكت بها القلم في حياتي , ربّما عندما كنت في الثالثة من عمري , شغفي و حبّي للفن عامة و الرسم خاصة ولد معي من رحم واحد و بدأت أطور موهبتي بشكل فردي إلى أن وصلت إلى مرحلة الجامعة و طبعا” تابعت دراستي في كلية الفنون الجميلة و صقلّت الموهبة بالعلّم و بعدها بالخبرة و المثابرة .
- هل كان لعائلتك والبيئة المنزلية أثر في دعم وتعزيز موهبتك التشكيلية؟
بالتأكيد..أهم شيء للطفل الموهوب عادةً هو الاهتمام بموهبته و الاعتناء به على هذا الصعيد بشكل خاص و إقناعه أنه صاحب موهبة و يجب صقلها بما أمكن..و فعلا هذا ما حاول أهلي القيام به منذ طفولتي ، و انا ممتنة لهم كثيرا على هذا الاهتمام..
بشكل عام أنا أرى أن الفنان منذ ولادته حتى مماته هو إنسان ذو حاجات خاصة جدا كونه يرى الحياة من منظور مختلف عن الآخرين و كونه ذو شفافية و حساسية عالية و ممتص جيد لكل تفاصيل الحياة التي تدور من حوله و هذا ما يجعل الاعتناء به – خاصة في طفولته – صعب جداً من قبل الأهل ..
- أنت ابنة دمشق التي طالما تغنى بها الأدباء والشعراء واستلهم الفنانون التشكيليون منها لوحاتهم , ماموقع دمشق في مشروعك الفني؟
دمشق عشق لا ينتهي و وجع الروح ، دمشق من أعطتني كل ما أملك و لي الفخر و الامتنان لها كوني ابنة هذه الحضارة و أعطتني من مورثاتها ما يكفيني لأن أبدء و انهي حياتي بالفن..فرغما عني و بدون أي تفكير ستجدون دمشق في كل عمل..ستجدون الحب..الألم..الوجع..السعادة..الياسمين..الحضارة و الثقافة ..ستجدون كل الادباء و الشعراء الدمشقيين في أعمالي فأنا شئت أم أبيت جزء من هذا الخليط ، و هذا ما يميّز الفنان السوري عن غيره من الفنانين ، فنان اسّتلهم كل اعماله من حضارة دمشق و صانعيها ..كيف لا..و دمشق أقدم مدينة في التاريخ و أرض الانبياء و الرسل..
- بمن تأثرتِ من الفنانين النشكيلين السوريين ومن منهم أدهشكِ بإبداعه؟
هذا السؤال صعب جدا الإجابة عليه كون أن الحركة التشكيلية السورية غنيّة جدا بالفنانين المتميّزين و تلفتني أعمال الكثير منهم وقد تستوقفني بدهشة مفرطة ببعض الأحيان..
- وبالنسبة للتجربة النسوية التشكيلية من أعجبك من الفنانات؟
أظن أن التجربة النسوية التشكيلية و خاصة السورية غنيّة جداً بالتجارب ..رغم كل الألم الذي يحيط المرأة السورية في هذه الحقبة المؤلمة ، إلا أن الفنانة السورية كانت من أهم مفرزات الألم..و هذا ما نلاحظه من الكمّ الهائل من الانتاجات الفنية بعضها جيد و بعضها ما زال بحاجة إلى المزيد من المثابرة..و أظن أن المرأة بحاجة لأن تثبت وجودها في عالم الفن التشكيلي بشكل أكبر.
- كيف واجهت الفناتة رندة حجازي الحرب الكونية الإرهابية التكفيرية التي تعصف ببلدها سورية منذ اكثر من خمس سنوات في لوحاتها وفنها ؟
ما يجري في سورية عبارة عن تعذيب مدمي لروح كل فنان سوري يعشق بلده..ولكن في النهاية هذا هو واقعنا المرير الذي لا مفر و لا مهرب منه و علينا مواجهته بشتى الوسائل الممكنة و كل منا من موقعه و مكانه و عمله يدافع عن بلده .
فالفنان سلاحه احساسه المرهف و ريشته و ألوانه..و كوني إعلامية و فنانة تشكيلية معاً حاولت قدر الأمكان أن أبرز ما تعني لي سوريا و أن أبرز أهم آلامها من خلال معرض بعنوان «حالات 2015 » الذي عبر عن الحالات النفسية التي تعرض و مازال يتعرض لها الشعب السوري في ظل هذه الحرب الكونية عليه..فكانت مهمتي بالبداية هي حمل كاميرتي الخاصة و النزول إلى شوارع دمشق و التقاط وجوه الناس بكل تعابيرها فكل لقطة و وجه كان له حكاية مؤلمة و نهاية حزينة فكانت بداية المشروع عبارة عن توثيق إعلامي و طبعا أخذ مني مجهود كبير و تعب نفسي أكبر كوني كنت أراقب مشاعر الناس و أحساسيها و حزنها و ألمها عن كثب .
بعدها انتقلت إلى مرحلة العمل الفني و توثيق ما أخذته من الواقع بعمل فني..و كانت النتائج جيدة و راضية جدا عما قدمته خلال ثلاث سنوات من العمل على هذا المشروع المهم.و كان هدفي منه تسليط الضوء على واقع سوري أليم و لكن بنظرة فنية جمالية تتقبلها العين البشرية و الروح الانسانية فكل ما فعلته هو وضع شرشف من الحرير على الجرح السوري محافظةً قدر الامكان على مصداقية نقل الوقائع لكن بصورة مقبولة للعين بدلا من التشويه الذي يطغى على شوارع دمشق و ناسها. و ما زال لديّ الكثير لأقدمه عن سوريا.
- هل أنت مع الفن التشكيلي الملتزم وماهي الرسالة أو الرسائل التي ترغبين في ايصالها من خلال إبداعك التشكيلي؟
الفن التشكيلي برأيي الخاص.. هو فن ملتزم بكل قضايا المجتمع و الإنسان و هو وسيلة من وسائل التواصل البصري الذي يساعدنا في توصيل أفكارنا لكل العالم و هذا ما تعيقه الكلمة ببعض الأحيان..الفن ملتزم بالدفاع عن المستضعفين و المطالبة بالمساواة ..لمّ يكن و لنّ يكون الفن حالة من الترف الفكري او الحياتي ابدا و من يعتقد ذلك فهو مخطىء حتما..
للفن تأثير قوي في تقويم المجتمعات وفي صنع القرارات..و له أيضا تأثير كبير جدا في صنع الحضارات منذ نشأته حتى يومنا الحالي..كما أن له أهمية كبيرة تتعلق بحياتنا اليومية و مشاعرنا الانسانية و أحكامنا الجمالية بكل ما يتعلق بكياننا كبشر و يمس وجودنا و يتصل بمفاهيمنا.
لذلك و بما أنني امتلك كل هذه القناعات عن الفن فإنني مع الفن الملتزم حتما فهو الفن السامي بنظري الذي يخدم الحياة و الانسان و المجتمعات .و هذا ما دفعني لمتابعة دراسي في الاعلام لأكون حريصة أشدّ الحرص على التزامي بالفن.
من الواضح أن البورتريه والوجوه بتعابيرها وانفعالاتها المتنوعة والمختلفة تشغل مساحة واسعة في إبداعك التشكيلي لماذا اخترت هذا الأسلوب وماعلاقتك بالوجوه ؟
في حياتي اليومية و من خلال لقاءاتي بالناس من حولي أهتم كثيرا بمحاكاة الوجوه و تأملها لما تملي عليّ من تعابير.. خاصة العينين لما أرى من خلالهما الداخل الانساني و الوصول إلى العمق البشري ، فأنا من محبي علم النفس و من القراء الجيدين لهذا الموضوع و أكثر ما يعطيني انطباع عن أي شخص هو تأمل ملامح وجهه و متابعة تفاصيل تعابيره بمواقف مختلفة فالتمس الحزن و الفرح و الصدق و كل المشاعر من خلاله..و هذا ما جعلني أهتم كثيرا برسم البروتريهات و الوجوه و التركيز على الايماءات .
للمرأة حضور واضح في لوحاتك ، كأنثى كيف تتبنين قضية المرأة في مشروعك الفني ؟
أكثر ما يؤلمني في الحياة موضوع المرأة الذي نتغنى به جميعا على وسائل الاعلام و احتفالاتنا بيوم المرأة العالمي و خلف كل هذه التهليلات و الاحتفالات مازال هناك مجتمعات كثيرة تعاني فيها المرأة من العنف و الكبت لحريتها..و دائما أسأل نفس الأسئلة..إلى متى كمّ الأفواه؟ إلى متى تغييب العقول؟..إلى متى كبّت الإبداع عند المرأة؟..إلى متى هذا الظلم؟
متى سننهض بمجتمعاتنا العربية و الاعتلاء عن ترهات الحياة و عن كل معتقد بالي؟؟ متى سنقرأ المرأة بطريقة صحيحة؟
أنا أرى أن المرأة عبارة عن كتاب غني جدا لما تملك من صفات مهمة فهي المخلوق ما بين الملائكة و البشر و خصها الله بصفات مهمة و جوانب إبداعية كثيرة..فهي كتاب غني لكل من يشعر بما وراء الكلمة و ما وراء الاحساس..دعوة مني لكل المجتمعات لمحاولة قراءة هذا الكتاب و محاولة فهم ما يجول فيه من صفات خلاقة و قدرات لا متناهية.
منّا من يعتقد أن قضية المرأة حلّت و الاحرى بنا أن نبحث عن مظلوم آخر في الحياة و نتحدث عنه و نصنع له عيدا رخاميا نهلل به..لكن برأيي الشخصي أن قضية المرأة ما زالت شائكة و بحاجة إلى جهود كبيرة جدا للوصول إلى جذر المشكلة الحقيقي و العمل بشكل مكثّف ..و كوني فنانة تشكيلية فقد أعطيت هذا الموضوع حيّز من اهتمامي الفعلي و عملت عليه بشكل كبير لعلّ و عسى أن أكون واحدة من الكثيرين الذّين يعملون للنهوض بالمرأة و المجتمعات.
- عدا عن البورتريه والوجوه ما الموضوعات التي تشدك وستكون حاضرة أكثر في لوحاتك القادمة؟
كل عناصر الحياة و الإنسان و الطبيعة تشدّني لأن تكون عناصر أو موضع لأي عمل فني قادم..و كل موضوع له خصائصه و مفرداته الجمالية التي سأعمل عليها في حينها.و الأهم هو أن أي موضوع سأعمل عليه سيكون له هدف سامي و ليس فقط للعمل الفني التزييني.
- نهجك للمدرسة التعبيرية الواقعية في لوحاتك هل هو نهائي أم أنك ستخوضين في أنواع أخرى من الإبداع الفني؟
أنا دائما أتجول بين المدارس الفنيّة العالمية و أسّتقي منها ما يحلو لي و أتعلم منها ما كنت على غير دراية به ، و كل مدرسة تمتلك مبادىء خاصة بها و قواعد ، وعلى الفنان التشكيلي أن يتّقن كل المدارس أو أن يكون على دراية كاملة بكل قواعدها و أسسها على أقل تقدير لكي يستطيع أن يتخذ لنفسه خطاً فنياً واضحا يسير عليه..و أنا أقول انني لن أكتفي بما أملك من علم فني ، سأتابع و أجتهد أكثر و سأبني علاقات وطيدة مع كل المدارس الفنية لأصل إلى مرحلة التميّز بالعمل.
- في العامين الأخيرين تألق اسم رندة حجازي كفنانة تشكيلية بعد إقامتك لعدة معارض فردية ماذا عن تجربتك في العرض ومشاركاتك في المعارض؟
في كل مرّة أظهر عملي للعلن اتفاجىء فيها بردة الفعل عند المتلقي ..فكل معرض فردي أو مشاركة كان لها نكهتها الخاصة ، ربما هو الاجتهاد بالعمل أو محاولاتي المستمرة بالتفرد و عدم تقليد أي أسلوب لأي فنان و خاصة أن الفنان عندما يتأثر بعمل فنان آخر يصل إلى مرحلة التطابق بنسب عالية في الاسلوب و التعاطي مع الموضوع و هذا ما أخشاه دائما ، سلاحي الفني هو التفرد بالاسلوب حتى لو أخذ مني هذا وقت و مجهود مضاعف.
لديّ ملاحظاتي على عملي بالإضافة أنني أرحب بكل انتقاد بناء يدفعني لتقديم الأفضل دائما فلكل فن معجبيه و ناقديه فلا يوجد شيء جميل بالمطلق و لا سيء بالمطلق .و لكل بالعموم أستطعت خلال فترة وجيزة أن أترك بصمة جيدة في عالم الفن و سأتابع المسير.
- ماهي مشاريعك القادمة .. ماذا تحضرين؟
قريبا في أوكتوبر 2016 لديّ مشاركة بمعرض تحت عنوان ( جنون ) يضم أكثر من مئة فنان من كل دول العالم ، سيقام في بيروت مع المنتدى الثقافي والفني و برعاية سفارة الباراغويه و في مقر منظمنة الأونيسكو . بالإضافة إلى البدء بعمل و موضوع جديد لمعرض فردي للسنة القادمة عن الطفل و أنا الآن في مرحلة القراءة و البحث عن موضوع العمل ، كونه موضوع إنساني يخص الطفل .
- هل ترين أن الفن التشكيلي حظي بما يستحقه من اهتمام في الساحة الثقافية العربية وهل يمكن اعتبار الفن النشكيلي فناَ جماهيرياَ؟
لا أظن ذلك ، على الرغم من أن الأعمال العربية من أهم الاعمال الفنية عالمياً و تقدر قيمتها عاليا من قبل نقاد و مؤرخي الفن و المتاحف . لكن ما زال هناك قناعة في مجتمعاتنا العربية بأن الفن التشكيلي هو فن نخبوي و غير جماهيري ذو قاعدة واسعة . و مازلنا نتهرب من فهم العمل الفني و الادعاء بأن ما يجول بخاطر الفنان صعب الفهم ..لن يحظى العمل الفني باهتمام الساحة العربية بشكل فعلي إلا من خلال القاعدة الجماهيرية الواسعة و من خلال اهتمام الحكومات بتوسيع العمل على غرس الفهم الفني في المجتمعات ابتداءا من المدارس و النهوض بطفل واعي فنياً و مثقف بصرياً ، وأن يكون على يقين بأن العمل الفني يعطينا فرصة التأمل و نعمة التفكير و يغني تراثنا الإنساني و أن يقتنع و ينمو الطفل على مبدأ أن الفن له أهمية كبيرة تتعلق بحياتنا اليومية و أحكامنا الجمالية و أنه يمسّ وجودنا و يتصل بمفاهيمنا ، و هكذا نكون على الطريق الصحيح بالنهوض بمجتمعاتنا العربية و سيحظى الفن حينها على الاهتمام الواسع عربياً و عالمياً .
- لماذا تركتِ دمشق لتقيمي في دبي , هل خوفاً من الحرب؟
دمشق مسكنها الروح ، و لا تغادرها، و خروجي منها بشكل مؤقت لأنني كنت على يقين أنني كسورية أستطيع أن أقدّم للعالم صورة جيدة لا بلّ ممتازة عن سوريا الحضارة و سأعمل جاهدة لهذا الهدف..و مغادرتي لبلدي سورية كان حتّمي إن كان هناك حرب أمّ لمّ يكن لقناعتي بأن الفن التشكيلي صاحب أكبر رسالة سامية في الحياة و هو فن عابر للقارات و لا بدّ لي من السفر للمساهمة بنشر هذه الرسالة من أجل سوريتي قبل أن يكون من أجلي على الصعيد الشخصي ، و ربّما كان هذا التوقيت بالذّات هو أنسب توقيت لرفع صرخة الألم خارج حدود الوطن .
- أنت متعددة المواهب ولك انجازات في مجال التصميم الداخلي(الديكور) وفي مجال التصميم الفني (الجرافيك) شاركتِ في عدد من شارات المسلسلات السورية ماذا تخبرينا عن تجاربك في ذلك وهل من مشاريع مماثلة قادمة؟
الفن لا يتجزأ و أظن.. من يمتلك ملكة الفن و الإبداع فهو مبدع بكل المجالات الفنية مع اختلاف بعض القواعد و الاهداف و المتلقي ، لكن العمل الفني أحساس و امتلاك للادوات الأساسية التي تساعد الفنان باختيار العناصر الأنسب لكل عمل ، فأنا لا أجد أي صعوبة في أي عمل فني لأنني أمتلك أدواتي بشكل جيد ..ربّما هي الخبرة الأكاديمية المصقولة بالخبرة العمليّة هي من يساعد الفنان على نجاحه بأي عمل ، فأنا بدأت العمل الفني و بشكل دؤوب و مكثّف منذ ثمانية عشر عاماً ، و أظن أنني أملك من الخبرة المتنقّلة مابين الديكور و الاعلان و الرسم و غيرهم ما يكفي ليساعدني بتقديم أفضل ما أملك و مازلت بطور التعلّم و المثابرة فأنا من الأشخاص اللذين يثابرون على العلم و المعرفة و الخبرة و العمل .
ليس هناك أي مشروع مؤكد هناك العديد من العروض و لكني لن أختار سوى ما يناسب قدراتي و مهاراتي و لن أنسى أنني في الوقت الراهن أعطي الوقت الأكبر للوحة والمواضيع الانسانية .
- بالإضافة لدراستك الأكاديمية للفن التشكيلي درستِ الإعلام ولك تحربة في هذا المجال .. ماقصتك مع الإعلام؟
قناعاتي بالفن انه ملتزم بقضايا المجتمع و محبتي للمواضيع الانسانية و الاجتماعية هو ما دفعني لمتابعة دراستي في الاعلام ، فالاعلام ساعدني كثيرا على توثيق اي موضوع موجود بالحياة و تقديمه للناس بشكل فني متميّز . أشبه نفسي دائما بالصحفي المصور الذي يوثّق أعماله بالصورة لكنّي أضيف على هذا التّوثيق لمسات فنية لطيفة لأخفّف من حدّية و صعوبة المشاهد القاسية .
بالاضافة إلى ذلك..عملت في مجال كتابة المقالات الصحفية و إعداد و تقديم فقرات تلفزيونية بما يخصّ عالم الفن و الجمال و الديكور و العمارة و الحضارات ، محبّة مني لمعنى العطاء و تقديم اي معلومة مفيدة للمجتمع و مساهمة مني لرفع الذائقة الفنية لدى القارىء .
- هل ترغبين بإضافة شيء تودين قوله؟
أود أن أقول .. أن طموحاتي ما زالت قوية و غير محبطة لإيصال كلّ فكرة و محاربة كل ظلم تتعرض له الانسانية .
– على الصعيد الشخصي..أتمنى أن تصل لوحاتي إلى العالمية طالما انني أتحدّث بلسان الانسان و احتياجاته. فالفن بمثابة سفير مودة و صداقة و رسول سلام و وئام , فهو يسمو بالروح و يصعّد الميول و يطهّر النفوس , كما انه يمثّل آمال الشعوب و نضالها و أحلام الانسان و الرؤى الجمالية لديه و يعبّر عن المثل العليا في آثار فنيّة تدلّ على مدى ما وصلت إليه العبقرية الانسانية في دنيا الابداع و ميدان الذوق الفني و عالم الكشف عن الجمال في سبيل سعادة الانسان , و لا ننسى أنه جزء من صناعة حضارة الشعوب . فالطموحات كثيرة تتعدّى ماهو شخصي لتصل الى متابعة ما صنعه أجدادنا في بناء حضارتنا العريقة و ايصالها لكلّ الشعوب .
– و في نهاية الحوار..شكر كبير لك الاعلامية السورية شذى عوّاد لانك منحتني فرصة التعبير عن داخلي كفنانة تشكيلية . و شكر أكبر لموقع أخبار || Midline-news || – الوسط .. الالكتروني لاهتمامهم بشؤون السوريين في المغترب . و أتمنى لكم كل التوفيق و النجاح …