رأي

د . محمد سيد أحمد – هل يمكن ضرب الإرهاب بالخارج وتركه بالداخل ؟!

|| Midline-news || – الوسط  ..

الإرهاب هو القضية الأساسية على الأجندة السياسية للعديد من دول العالم, ويعد أولوية لدى البلدان التى تشهد أحداث إرهابية متكررة, وأولوية قصوى لدى البلدان التى نشأ وترعرع بداخلها تنظيم إرهابي أو أكثر, وتأتى مصر من بين هذه الدول الأخيرة التى عرفت أحد أهم وأخطر التنظيمات الإرهابية الدولية على الإطلاق وهو تنظيم جماعة الإخوان المسلمين, الذى نشأ فى نهاية العشرينيات من القرن العشرين تحت سمع وبصر جهاز المخابرات البريطاني وبمساعدته حيث كانت مصر تقع تحت الاحتلال الإنجليزى, وتمكنت الجماعة من التغلغل وبناء النفوذ داخل المجتمع المصري حتى أصبح لها رصيدا اجتماعيا يعتد به, وكلمة سياسية ومليشيا مسلحة ترهب بها السلطة السياسية والمجتمع معا.

وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 وحاولت الجماعة الإرهابية فرض نفوذها وهيمنتها على الثوار الجدد من شباب الجيش المصري بقيادة البكباشي جمال عبد الناصر لكنهم فشلوا, فكانت محاولة اغتياله في يوم اعلانه عن اتفاقية جلاء قوات الاحتلال الانجليزى عن مصر فى 1954 وكانت المواجهة الأولى الحاسمة للدولة الجديدة حيث قلمت أظافر الجماعة فى مواجهة حاسمة, ثم تبعتها بمواجهة أخرى أكثر شراسة فى 1965, وخلال فترة حكم جمال عبد الناصر اختفت الأعمال الإرهابية للجماعة ولم نسمع عن أحداث ارهابية ضد الإخوة المسيحيين أو ضد المجتمع أو ضد السلطة السياسية, لأنه وجه ضربات حاسمة للإرهاب بالداخل.

ثم جاء  الرئيس السادات وأقدم على عمل يبدو غريبا وعجيبا حقا حيث قرر أن تتخلى الدولة عن حسمها مع الإرهاب, بل وزاد الطين بله عندما أخرج قيادات الجماعة من السجون والمعتقلات ليواجه بهم خصومه السياسيين, ومن هنا بدأت الجماعة الأم تفرخ العديد والعديد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى انتشرت فى طول وعرض البلاد وبدأت فى ممارسة العنف ضد الإخوة المسيحيين وضد المجتمع وأخيرا ضد السلطة السياسية فكانت النهاية اغتيال الرئيس السادات نفسه على أيدى أحد التنظيمات الإرهابية التى خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين وهو تنظيم الجهاد.

وجاء مبارك للحكم واستمر فى مهادنة الجماعات الإرهابية وعقد معها العديد من الصفقات ظنا منه أنها ستكون تحت سيطرة أجهزته الأمنيه, وخلال فترة حكمه الطويلة تمكنت هذه الجماعات من التغلغل وبناء النفوذ داخل المجتمع المصرى, خاصة عندما دعمت بالمال الخليجى فبدأت فى ملئ الفراغ الذى تركته الدولة المصرية التى تخلت عن مسئوليتها تجاه مواطنيها, حيث عجزت عن الوفاء بالمتطلبات والاحتياجات الأساسية للمواطن فكانت هذه التنظيمات هى البديل الذى يقوم بوظائف الدولة, وخلال هذه المرحلة انتشرت أفكار هذه الجماعات والتنظيمات واكتسبت مصداقية لدى قطاعات واسعة من المصريين, ورغم ذلك شهدت فترة حكم مبارك العديد من الأحداث الإرهابية ضد الإخوة المسيحيين وضد المجتمع وضد السلطة السياسية.

وعندما قامت ثورة 25 يناير 2011 كانت جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الأخرى التى خرجت من رحمها مؤهلة للاستيلاء على الحكم لأنها الأكثر تنظيما وانتشارا, لأن نظام مبارك كان قد جرف الحياة السياسية ولم يعد هناك بديل للحزب الوطنى الحاكم غير الجماعة الإرهابية وأعوانها, وبالفعل استولت على الحكم وبدأت ميلشياتها تمارس العنف ضد الإخوة المسيحيين وضد المجتمع وضد الجيش, لذلك لم تستمر طويلا حيث خرج عليها الشعب فى 30 يونيو 2013 وأطاح بها من سدة الحكم, وكانت مواجهة شرسة مع الجيش الذى انحاز للشعب, انتهت بتفويض قائد الجيش عبد الفتاح السيسي لمكافحة الإرهاب فى 26 يوليو 2013.

ومنذ ذلك التاريخ الذى فوض فيه الشعب قائد الجيش الذى أصبح بعد ذلك رئيس الجمهورية لمكافحة الإرهاب ونحن نشهد العديد من الأحداث الإرهابية ضد الإخوة المسيحيين وضد المجتمع وضد الجيش, وخلال المواجهات التى قاربت على الأربع سنوات لم نشهد مواجهة حاسمة مع رموز الجماعات والتنظيمات الإرهابية بالداخل, وحتى قيادات الجماعة الأم المقبوض عليهم لم يصدر حكم نهائي ضد أحدهم.

وفى خطاب الرئيس الأخير بعد حادث اتوبيس المنيا وجدنا اشارة حاسمة لمواجهة الإرهاب بالخارج, وكانت بالفعل ضربات القوات الجوية الحاسمة ضد التنظيمات الإرهابية فى ليبيا, ورغم أننا ندرك أن الإرهاب يجب مواجهته خارج حدودنا خاصة وأن أمننا القومى مهدد من الحدود الشرقية حيث العدو الصهيونى فى فلسطين والجماعات الإرهابية فى سورية والعراق والحدود الغربية مع ليبيا التى أصبحت ساحة تنتشر بها العديد من التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش, والحدود الجنوبية مع السودان التى يحكمها أحد أعضاء التنظيمات الإرهابية عمر البشير, وبالقطع تقف أمريكا والعدو الصهيونى داعما لكل هذه التنظيمات التى تمول وتسلح بالمال الخليجى لذلك كان هناك ضرورة لإعلان أننا سنضرب الإرهاب فى الخارج.

لكن أعتقد أن الأهم هو ضرب الإرهاب بالداخل يا سيادة الرئيس فالدولة التى هادنت الإرهاب والإرهابيين منذ مطلع السبعينيات وحتى الآن يجب أن تتخذ اجراءات حاسمة مع الارهابيين بالداخل الذين ينتشرون فى كل ربوع الوطن ومنهم من يخرج علينا يوميا وعبر وسائل الاعلام المختلفة ليكفر الإخوة المسيحيين ويكفر المجتمع ويكفر الجيش ورغم ذلك لم تتخذ أى اجراءات حاسمة فى التعامل مع هؤلاء الإرهابيين, أمامك تجربة جمال عبد الناصر فى التعامل مع الإرهاب فالضرب بقوة وحسم هو وحده الذى يوقف نزيف الدم , اللهم بلغت اللهم فاشهد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك