إعلام - نيوميديا

د . محمد سيد أحمد – حلم الدولة الكردية المزعومة !!..

|| Midline-news || – الوسط  ..

يشكل الأكراد صداع دائم فى رأس تركيا وإيران والعراق وسوريا, فالأكراد أحد أكبر العرقيات التى لا تمتلك دولة مستقلة أو كيانا سياسيا موحدا معترفا به عالميا, ويعيش الأكراد فى غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس وجبال طوروس فى المنطقة التى يسميها الأكراد كردستان الكبرى, وهى اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا, وهناك خلاف تاريخى حول أصل الأكراد فهناك من يذكر أن أصولهم فارسية ومن يقول عربية ومن يقول هندوأوروبية ومن يقول آرية, وآيا ما كانت الأصول فإنهم الآن يتوزعون بشكل أساسى بين الأربعة دول السابقة, ويقدر عددهم بنحو 27 مليون نسمة حسب تعداد 2012 .

ويشكل كرد تركيا 56 % من مجموع الكرد فى العالم, وعددهم يزيد قليلا عن 15 مليون نسمة ما يقرب من 20 % من سكان تركيا, ويشكل كرد إيران 16 % من مجموع الكرد فى العالم ويقترب عددهم من 4.5 مليون نسمة ما يقرب من 6 % من سكان إيران, ويشكل كرد العراق ما يقرب من 15 % من مجموع الكرد فى العالم ويقترب عددهم من 4 مليون نسمة ما يقرب من 12 % من سكان العراق, ويشكل كرد سوريا 6 % من مجموع الكرد فى العالم ويقترب عددهم من 2 مليون نسمة ما يقرب من 8 % من سكان سوريا, والمشكلة الرئيسية التى يواجهها الأكراد تاريخيا فى الدول الأربعة أنهم لا يتمتعون بكافة حقوق المواطنة, فدائما ما توجد مشكلات بينهم وبين السلطة السياسية فى هذه الدول, وبالطبع تختلف حدة المشكلات من دولة لأخرى ومن فترة تاريخية لأخرى.

وكانت مشكلتهم الكبرى فى تركيا منذ إقامة الجمهورية التركية الحديثة على يد مصطفى كمال أتاتورك حيث منعهم من ممارسة لغاتهم فى النواحى الأدبية والتعليمية والثقافية ومنعهم من تشكيل أحزاب سياسية واعتبار من يتحدث الكردية عملا جنائيا, وفى إيران وبعد قيام الجمهورية الإسلامية 1979 تم حرمان الأكراد من أن يكون لهم ممثلين فى كتابة الدستور الإيرانى الجديد هذا الى جانب إغلاق الصحف الكردية, وفى العراق كان صراع الأكراد مسلحا ودمويا منذ دمجهم في تكوين دولة العراق فى سنة 1923 بموجب اتفاقية سايكس بيكو, وفى سوريا الأحزاب الكردية غير مرخصة قانونيا, وفى عام 1962 أعلنت الحكومة السورية أن مليون من الأكراد ليسوا مواطنين سوريين بسبب عدم توافر بيانات عن أجدادهم قبل عام 1945, وفى 7 أبريل 2011 أصدر الرئيس بشار الأسد مرسوم رئاسي رقم 49 لعام 2011 والقاضى بمنح الجنسية العربية السورية للمسجلين كأجانب فى سجلات الحسكة وهم الأكراد.

ومن هنا تتضح معاناة المواطنين الأكراد التاريخية داخل مجتمعاتهم ومع تسليمنا بحقوقهم ومطالبتنا لهم بكامل حقوق المواطنة فأننا نرفض تحركات قياداتهم السياسية التى تدعو للانفصال وتقوم بالتعاون مع المشروع التقسيمى والتفتيتى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الصهيونية فى المنطقة العربية, والذى تستخدم فيه الورقة الطائفية والمذهبية والعرقية لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت, وإذا كانت معاناة الأكراد التاريخية قد خلقت جفاء وعداء تجاه الدولة الوطنية غير العادلة فى تعاملها معهم فهذا ليس مبررا الى تدمير وحدة الدولة الوطنية بتبنى دعاوى الانفصال والتحالف مع من يريد تدمير ونهب ثروات مجتمعاتنا التى يشكل الأكراد مكون رئيسي من مكوناتها الديموجرافية.

وإذا كان حلم تكوين الدولة الكردية موجود تاريخيا فإن تحالف القيادات الكردية مع العدو الصهيونى قد زاد من إمكانية تحقيقه كلما تمكن المشروع الأمريكى – الصهيونى من تحقيق نجاحات داخل مجتمعاتنا العربية, فمع الغزو الأمريكى للعراق وتشكيل الولايات المتحدة لمنطقة حظر الطيران التى أدت الى نشأة كيان إقليم كردستان فى شمال العراق بدأت دعاوى الانفصال تتصاعد بشدة الى أن شاهدنا مؤخرا الاستفتاء المزعوم على الانفصال والذى رفعت فيه علانية أعلام العدو الصهيونى, هذا الى جانب تحالف أكراد سوريا مع العدو الأمريكى الذى وعدهم بالانفصال أيضا فى حالة انتصار المشروع التقسيمي والتفتيتى فى سورية التى تخوض حرب كونية دفاعا عن وحدتها وعروبتها.

لذلك على الأكراد أن يتخلوا عن حلم دولتهم المزعومة الذى لا يمكن أن يتحقق إلا على حساب تدمير مجتمعاتنا العربية بل وتدمير منطقة الشرق الأوسط بأكملها فإذا نجح الأكراد فى تحقيق حلم الانفصال فى العراق وسوريا فهل من المعقول أن ينجحوا فى ذلك فى تركيا وإيران حيث يشكل عددهم فى الدولتين 72 % من مجموع تعدادهم حول العالم, لن يحدث ذلك إلا بقيام حرب عالمية جديدة فى المنطقة فالتركى والإيرانى لن يقبلا بالانفصال تحت أى ضغط, وعلى المواطن الكردى فى الدول الأربعة أن يطالب بحقوق المواطنة كاملة, وأن يتصدى لمشروع التقسيم والتفتيت, وأن يلفظ قيادته السياسية المتعاونة مع أعداء الوطن من الأمريكان والصهاينة .

اللهم بلغت اللهم فاشهد

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك