حرب إغتيالات طاحنة بين مسلحي الشمال .. 159 محاولة في 3 أشهر
|| Midline-news || – الوسط …
نشرت تنسيقيات المسلحين تقريرا يوضخ توزع عمليات “الاغتيالات” في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلَّحة في الشمال السوري (إدلب وأريافها، ريف حلب الشمالي الغربي والشمالي والشمالي الشرقي) منذ شهر تموز وحتى أيلول 2018، كما يشمل التقرير محاولات “الاغتيال” التي حدثت في “المنطقة العازلة” بمحافظة إدلب والمناطق المحيطة بها خلال شهر تشرين الأول 2018.
وأشار التقرير إلى أنَّ محاولات “الاغتيال” بلغت من شهر تموز حتى أيلول 159 محاولة في المناطق المذكورة، وهي نسبة مرتفعة، حيث توزَّعت على الشكل الآتي “20 محاولة في منطقة في مدينة عفرين وأريافها) و46 محاولة في مناطق درع الفرات (ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي)، إضافة لـ 93 محاولة في إدلب وأريافها”.
وفيما يخص منطقة “درع الفرات” أوضح التقرير أن الجهة الأكثر استهدافاً بمحاولات “الاغتيال” هي الجهات المدنية “بـ 30 محاولة اغتيال” في حين حلت الفصائل المسلَّحة “المصنفة كمعتدلة” في المرتبة الثانية بـ 16 محاولة، ولجأ منفذو عمليات “الاغتيال” لعدة وسائل وطرق لتنفيذ عملياتهم حيث كانت عن طريق العبوات الناسفة بحصيلة بلغت 27 محاولة بينما تلاها الطلق الناري في المرتبة الثانية بـ 18 عملية وجاء الطعن ثالثاً بحالة وحيدة،
كما أظهرت نتائج تحليل البيانات أن 26 % من مجموع المحاولات نجحت في “اغتيال” الجهة المستهدفة بينما فشل المحاولات ب “اغتيال” الجهة المستهدفة بلغ 74% من مجموع المحاولات في منطقة “درع الفرات”.
وبيَّن التقرير أنَّ 10 محاولات قامت بتنفيذها ماتسمى بـ غرفة عمليات “غضب الزيتون” (خلايا الوحدات الكردية في مدينة عفرين وأريافها، ولها ظهور في مناطق “درع الفرات”) بينما بقيت 36 حالة مجهولة.
أما فيما يتعلَّق بمنطقة عفرين وأريافها، فقد نفذت غرفة عمليات “غضب الزيتون” 20 محاولة “اغتيال” خلال الفترة الممتدة من تموز حتى نهاية أيلول 2018 كلها حققت أهدافها وأدت إلى موت الجهة المستهدفة وكانت أداة التنفيذ متشابهة في جميع الحالات وهي الطلق الناري.
وفيما يخص مدينة إدلب وأريافها، ذكر التقرير أنَّ حالات “الاغتيال” بلغت خلال الفترة المذكورة 93 حالة، بلغت أقصاها في شهر أيلول حيث وصلت المحاولات لـ 45 محاولة، بينما نُفذت 28 محاولة في شهر تموز، وجاء ثالثاً شهر آب بـ 20 محاولة.
وأوضحت البيانات الخاصة بإدلب وأريافها أن الجهات المدنية هي الأكثر استهدافاً بـ 47 محاولة “اغتيال”، في حين حلت “هيئة تحرير الشام” في المرتبة الثانية بـ 36 محاولة شملت العسكريين و”الشرعيين”، تليهم ثالثاً “الجبهة الوطنية للتحرير” بـ 10 محاولات، وأشار التقرير الى وجود 42 محاولة نفذت بطلق ناري ومثلها بعبوة ناسفة بينما نفذت 4 محاولات عن طريق اللغم الأرضي و5 محاولات نفذت بطعن الجهة المستهدفة.
وفيما يتعلق بنتيجة محاولات “الاغتيال”، تظهر البيانات ارتفاع نسبة المحاولات الناجحة مقارنة بتلك الفاشلة، إذ بلغت نسبة المحاولات التي نجم عنها موت المستهدف 65%، مقارنة بـ 35% فشلت في قتل الجهة المستهدفة.
معظم محاولات “الاغتيال” ضد “هيئة تحرير الشام” كان منفذها مجهول، بينما نفذت “الهيئة” محاولتين “اغتيال”، كما امتاز شهر تشرين الأول باستهداف مسؤولين معروفين في صفوف “الهيئة” أغلبهم من “التيار الأجنبي” المعروف بأنه الأكثر تشدد والذي أبدى اعتراض واضح على اتفاق إدلب الأخير في اجتماعات “الهيئة” التي حصلت بعد الاتفاق، حيث بلغ مجموع المحاولات في تشرين الأول 26 محاولة نفذ منها 18 في إدلب و6 محاولات في حلب ومحاولتين فقط في حماه، واستُهدِفت “هيئة تحرير الشام” بـ 17 محاولة، تلاها الجهات المدنية ثانياً بـ 5 حالات ثم “الجبهة الوطنية للتحرير” بـ 4 حالات، تلك المحاولات التي استهدفت بها “الهيئة” خلال شهر تشرين الأول كانت 7 محاولات لمسؤولين أجانب و3 لمسؤولين محلِّيين و4 محاولات لمسلَّحين أجانب مقابل 3 حالات لمسلَّحين محلِّيين.
وختم التقرير بأنَّ القراءة الأولية لنتائج تحليل البيانات تفيد بجملة من الخلاصات التي من شأنها التأكيد على تنامي عوامل التدهور الأمني ومؤشرات البيئة غير المشجعة للاستقرار، كما تؤكد تلك النتائج على فشل “القوى الفاعلة” في تطوير أدواتها وقدرتها للحد من هذه العمليات وكشف ملابساتها ومسبباتها، ناهيك عن أن تزايد مؤشرات حالة الفلتان الأمني في مناطق “درع الفرات” وعفرين على سبيل المثال فإنه سينعكس حتماً على سياسات التعافي المبكر ومتطلبات الاستقرار ويدعم كافة المقاربات المراهنة على فشل المعارضة المسلَّحة في التصدي لـ “تحدياتها الأمنية”.
و بقراءة البيانات المتعلقة في منطقة إدلب وأريافها، فهي عموماً تشير إلى جملة من العوامل الدافعة إلى ارتفاع نسب الفوضى وتبرز بشكل جلي عدم قدرة “الأجهزة المعنية” بالعمل الأمني على اكتشاف منفذي الاغتيال ودوافعهم ومحاسبتهم، إذاً توضح عمليات “الاغتيال” وازدياد نسبها في مناطق “درع الفرات” وعفرين وإدلب الهشاشة الأمنية في هذه المناطق.
المصدر : وكالات