حراك في المنطقة .. ماتيس في العراق وأردوغان عاد من عمان بخفي المصالحة الأردنية مع ايران ..
|| Midline-news || – الوسط ..
تشهد منطقة الشرق الأوسط حراكاً سياسياً واضحاً ربما يفضي الى توضيح المواقف واعادة تشكيل التكتل السياسي هنا خاصة انه في الوقت الذي غادر به وزير الدفاع الأميركي عمان الى العراق وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليلتقي العاهل الأردني في زيارة خاطفة شملت أهم ملفات المنطقة وقد يكون أكثرها أهمية هو الملف السوري الذي يبدو أن عمان قررت التنازل فيه عن الجنوب لصالح الاتفاق الروسي الأميركي لكنها اتفقت مع أردوغان على ضرورة الضغط بورقة اللاجئين السوريين على المجتمع الدولي كما اتفق الرئيس أردوغان مع العاهل الأردني على أن حماية المقدسات الفلسطينية هي شأن اردني بتوجيه اسرائيلي لكن أهم ماتم تداوله بين أردوغان وعبدالله هو أن مصالحة ايرانية أردنية في الطريق الى العلن .
وقد تكون المصالحة مع طهران هي مدخل ايضاً للعراق وفتح معبر طريبيل العراقي، كبداية لتطبيع العلاقات مع الايرانيين، وهو ما يمكن ان نراه في الايام القادمة على شكل عودة للسفير الاردني لطهران عبد الله ابو رمان بعدما امضى نحو عامين بعيدا عن مقرّ عمله بسبب حادثة السفارة السعودية.
عودة السفير المتوقعة، ستقلل ضمنا من تصعيد التصريحات بخصوص الجنوب السوري، خصوصا والاردن راقب العودة الاسرائيلية من الولايات المتحدة “بخفّي حنين” فيما يتعلق بأي ضمانة لغياب الايرانيين او حزب الله على الحدود الجنوبية السورية، ما يعني ان الاتفاقات بالخصوص لن تتم الا مع احد طرفين: الروس او السوريين وكلاهما يؤدي طريقهما لطهران.
مراقبة الجنوب، وزيارة اردوغان، دون عزلهما عن خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاخير أظهر لعمان امرين على الاقل، اولا ان الرئيس الاسد بات الاقرب للنصر وبالتالي كل الرهانات على زواله باطلة، وبالتالي التعامل مع حلفائه بات استحقاقا على الدولة، وثانيا ان الرئيس الاسد يضع لنفسه عدوّا واحدا في المرحلة المقبلة وهو الرئيس التركي اردوغان، ما يعني ان الاخير واتفاقاته البراغماتية مع الايرانيين اساسا غير صلبة ولن تكون ببساطة اصلب من العلاقة السورية الايرانية.
من هنا قرأت عمان جيدا المشهد، وابقت على الخيط الدبلوماسي، وهو ما يفسر عدم ذهابها ايضا في سياق تعاون اقتصادي ممأسس، رغم قدوم سلسلة من الوزراء الاتراك الذين كان من الممكن لهم ان يبدؤوا عمليا مجلس تعاون اقتصادي نوعي وهو ما كان يريده الاتراك بالفعل، اما عمان فقررت عدم التضحية بحلفائها التاريخيين في الخليج العربي، رغم استعراضها امامهم بالزيارة التركية.
بكل الاحوال، فُتح باب عمان امام الرئيس التركي حصل ولكن بدبلوماسية محسوبة ورسائل واضحة، بدأت منذ وصول الرئيس التركي للمطار واستقباله من قبل وزير الدولة للشؤون القانونية بشر الخصاونة، بينما كان يجتمع عاهل الاردن بوزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس، ولم تنتهي بالبيانات العمومية والكلمات القليلة للرئيسين. عمان ارسلت رسالتها بأن البوابة التركية بالنسبة لها لا تفتح اي افق حقيقي ونقاط الالتقاء لا تتعدى الملفات الدولية المتعلقة بدعم الارهاب واللاجئين ودعم القضية الفلسطينية، وانقرة بالمقابل التقطت الرسالة جيدا.