تقنية “القش”.. اختراع بريطاني للتشويش على الألمان
|| Midline-news || – الوسط …
كان للحرب العالمية الثانية جانب مضيء في أحداثها -على غرابة التعبير- اذ تمكن العديد من العلماء الذين وظفوا ألمعيتهم للدمار البشري من وضع اختراعات وأبحاث أصبحت نواة لقفزات تكنولوجية نعيشها اليوم في مجال الاتصالات والحاسوب وعلم الصواريخ وهندسة الطيران والفضاء الجوي وغيرها
ومن بين هؤلاء برز اسم العالمة البريطانية “جوان كوران” التي عملت منذ العام 1940 في مركز أبحاث الاتصالات التابع للجيش البريطاني ضمن برنامج التسلح السري . وقامت بتطوير تقنية للتشويش على رادارات العدو وحماية طائرات الحلفاء أثناء العمليات العسكرية. فإثر الهجوم الذي قادته الطائرات اليابانية على قاعدة “بيرل هاربر” الأميركية في السابع من كانون الأول 1941، اتجهت السلطات البريطانية لرفع ميزانية الأبحاث التكنولوجية العسكرية بهدف حماية أرواح جنودها.
وقد تمكنت “كوران” عام 1943 من وضع اختراع جديد، لقبه البريطانيون بـ” القش “، اعتمد على تقنية التشويش على رادارات العدو، وكان عبارة عن” شرائح من ورق الألمنيوم” توضع في حزم صغيرة يبلغ وزن الواحدة منها رطلاً تحملها الطائرة على متنها خلال العمليات العسكرية وتقوم بإلقائها كل بضعة دقائق.
واستطاعت هذه الشرائح تشويش الرادارات الألمانية لتظهر على شاشاتها أجسام كبيرة وعديدة. وللوهلة الأولى، توحي للمسؤول عن الرادار بوجود سرب كبير من الطائرات متجه صوب المناطق الألمانية قبل أن تختفي الإشارات ويتضح في النهاية أن الهجوم حركة تمويهية تهدف لخداع سلاح الجو الألماني.
واستغل البريطانيون “القش” مرات عديدة خلال الحرب العالمية الثانية، كانت أبرزها أثناء عملية قصف مدينة “هامبورغ” الألمانية عام 1943. وفي حزيران عام 1944 أثناء “إنزال نورماندي “، اعتمد الحلفاء على تقنية القش قرب منطقة “باد كاليه” لتعمية الألمان عن موقع الهجوم وإجبارهم على إخلاء جانب من مواقعهم عند شواطئ نورماندي.