دوليمرايا

بعد إسقاطه للإعلام والاستطلاعات , لا رجاء للمحتجين , ترامب سيبقى رئيس أمريكا

شذى عواد – واشنطن ..

|| Midline-news || – الوسط  ..

منذ شهر تشرين الأول ، اكتوبر الماضي يتابع الأميركيون و العالم بازار الانتخابات الأميركية على شاشاتهم و وسائل التواصل الاجتماعي بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية ، الجمهوري الملياردير دونالد ترامب ، و السياسية الديمقراطية هيلاري كلينتون ، مترقبين بشوق من سيكون سيد البيت الأبيض .

و على مدى عام كامل و حتى تاريخ الثامن من تشرين الثاني كانت الأنظار متجهة نحو هيلاري كلينتون و حزبها الديمقراطي مدعومة بنتائج استطلاعات الرأي الصادرة عن مواقع مختصة أو تابعة لشبكات إعلامية معينة ، و من أهمها موقع « ريل كلير بوليتك » المعتمد لدى الأميركيين ، و شبكة « سي إن إن » إضافة إلى التحليلات و التوقعات التي نشرتها كبريات الصحف الأميركية ، و من أبرزها صحيفة « نيويورك تايمز » التي دعمت كلينتون بشكل علني و دعت قراءها إلى انتخابها ، و مجلة ” أتلانتيك ـ ماغازين ” المرموقة والمعروفة برصانتها ، متكئة في خطابها الإعلامي على غنى تاريخ هيلاري السياسي و افتقار ترامب للحنكة السياسية وتحدره من عالم المال و الأعمال ، و مستغلة أخطاء الأخير و تصريحاته التي وصفت بالعنصرية لجهة منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة التي أدلى بها في شهر ديسمبر الماضي ، إضافة إلى ألفاظه المسيئة للمرأة .

و جاءت نتائج الانتخابات عشية الثامن من شهر نوفمبر لتكشف التضليل الذي اتبعته وسائل الإعلام الأميركية مدفوعة بانتماءاتها السياسية و الأيديولوجية ، و هي الانتماءات التي تشكلت بناء على مصالح مالكي هذه الوسائل و مموليها ، لدرجة أن بعض الصحف التي طبعت قبل سويعات قليلة من إعلان النتائج النهائية غامرت و أعلنت بشكل شبه مباشر ودون تبصر فوز كلينتون ، ليظهر الإعلام المتباهي بمصداقيته و حيادته حول العالم عارياً ومصدوماً ويسفر عن عجزه عن قياس ورصد نبض الشارع الحقيقي ، متلطياً وراء حجة فشل مراكز الاستطلاع .

الماكينة الإعلامية الأميركية التي تنبأت بفوز كلينتون و استبعدت ترامب كرئيس للولايات المتحدة استمرت في نقل أخبار التظاهرات و الاحتجاجات التي جابت شوارع الولايات المتحدة رفضاً لفوز ترامب ، و صلت في بعض الاحيان إلى وصفها بأعمال شغب ، رغم أنها لم تتعدى الحراك الشعبي الاعتيادي في أميركا ، و كان أغلب المتظاهرين فيها من طلاب الثانويات و الجامعات الذين خرجوا تحت شعار « ترامب ليس رئيسنا » .

و كشف موقع / The Free Thought Project / الأميركي ، أن الممول الرئيسي وراء المظاهرات الشديدة المنظمة ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب هو رجل الأعمال الملياردير جورج سوروس ، وأكد الموقع أن المظاهرات لا تبدو حركة عفوية من قبل أميركيين خرجوا إلى الشوارع كما تقول تقارير الإعلام ، وإنما جاءت منظمة ، حيث إن ” لافتات التظاهر الموحدة على مستوى البلاد ” ، تعني أنه تمت طباعتها وتوزيعها بشكل منظم وليس من قبيل الصدفة ، وفقا لما ذكره ترامب في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر اتهم فيه الإعلام الأميركي بالتحريض على رفض نتائج الانتخابات .

فقد نشر موقع / MoveOn.org / التابع لسوروس بيانا صحفيا يدعو فيه ، ” الأميركيين للتجمع بالمئات بشكل سلمي حول البيت الأبيض اعتراضاً على نتائج الانتخابات ، للوقوف ضد العنصرية والإسلاموفوبيا ” ، وأضاف البيان ” أن التجمعات المنظمة من قبل موقع / MoveOn.org / وحلفائه ستؤكد الرفض الدائم لدونالد ترامب “، وأوضح الموقع الأميركي أنه وفي خلال ساعتين من بيان موقع سوروس تم ترتيب أكثر من 200 تجمع استمرت في الازدياد حتى ظهيرة يوم الأربعاء ، التالي ليوم الانتخابات الأميركية ، كما أشار الموقع إلى أن مؤسسة سوروس ارتبط اسمها بالثورات حول العالم التي منها الثورات البرتقالية وثورات ما يسمى بــ” الربيع العربي “، و يذكر أن سوروس خصص مبلغ / 25 / مليون دولار لدعم حملة هيلاري كلينتون الانتخابية ، حيث وصف الموقع كلينتون ” بالعروس المتحركة بالخيوط ” في يد سوروس .

و كانت نتائج دراسة أجرتها جامعة هارفرد عام ٢٠٠٨ حول الجودة في الصحافة و الإعلام الأميركي ، كشفت أن التغطية الإخبارية لقناة « سي إن إن الأميركية تتسم بالانحياز و عدم الموضوعية ، و أن خبرين من كل ثلاثة أخبار تذيعها القناة يحتوي على تحيز مكشوف ، و لم تستفرد وسائل الإعلام الأميركية وحدها بالتحشد الإعلامي الضخم ضد الجمهوري ترامب ، و إنما شاركتها وسائل إعلام عربية و أخرى أوروبية واضعة المزاج العام تحت خدر أهلية كلينتون للرئاسة على حساب خصمها الجمهوري ، لتصطدم وسائل الإعلام الأميركية عامة ، ومثيلتها العربية بشكل خاص بحقيقة فوز ترامب على كلينتون ،  و هذا ما عبرت عنه دون خجل وسائل إعلام عربية عدة سواء على مواقعها الالكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي .

فقد كتب الصحافي السعودي ، جمال خاشقجي مغرداً على تويتر « فوز ترامب مسألة جادة ، و لا يجوز تبسيطها بقول ، و ما الفرق بينهما ؟ ثمة فرق ، و لذلك اهتزت الأسواق و انتاب العالم القلق ، بالتأكيد سنتأثر نحن أيضاً » ،  كما عبر السفير الفرنسي في تغريدة أخرى « العالم ينهار أمام أعيننا » .

استياء دول الخليج و الدول الأوروبية و اصطفافها وراء وسائل الإعلام الأميريكية بالترويج لهيلاري كلينتون من خلال دفع المال و تمويل حملتها الانتخابية على مدى عام كامل ، ووثائق ويكيليكس التي كشفت صلتها الجيدة بكل من السعودية و الخليج اللتين تدعمان الإرهاب ، يطرح السؤال حول خضوع امبراطورية الإعلام في أميركا للفساد والرشوة وانكسار الصورة المزعومة للإعلام الأميركي الذي خدع العالم بشعارات الحيادية و الموضوعية لتسقط وسائل الإعلام تباعاً و تسقط معها صورة ما يسمى الالتزام بنقل الحقيقة .

خلاصة القول : دونالد ترامب بات رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية رغماً عن ضلالات وتضليل الإعلام الأمريكي وكل من يتخفى وراءه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك