الشيرازيون يحاصرون “أمل” .. وبري يرفع حالة التأهب ضدهم
|| Midline-news || – الوسط ..
عاد الحديث عن خطورة تغلغل المذهب الشيرازي في لبنان وبخاصة من بوابة حركة أمل التي يترأسها نبيه بري، بعد أن حذر في مؤتمر الحركة الأخير من تغلغل هذا المذهب في صفوف أمل ومخاطرها، والسؤال هنا لما يخشى بري من الشيرازيين؟؟ فهل تكمن خطورتهم في الشق المتعلق برفضهم للفتاوى التي تحرم التطبير وضرب الرؤوس والأجساد بالسلاسل والحراب؟ أم أن لهذا الرفض أبعاد سياسية معطوفة على تمدد فكري لهذه الفئة في الضاحية الجنوبية على حساب حركة أمل؟
وللوقوف على هذه الظاهرة تحدث مدير مركز دال للإعلام فيصل عبد الساتر إن خروج الرئيس نبيه بري في مؤتمر حركة أمل للتحذير من تغلغل الشيرازيين في صفوف الحركة، لأمر بالغ الخطورة، ويعني أن حراك الشيرازيين لا يُختصر فقط على ظاهرة التطبير في النبطية أو الضاحية بل هو أمر أكثر تعقيدا وخطورة ويضعنا أمام حالة من التصلب العقائدي الذي يمكن أن يؤشر إلى كثير من المخاطر في المستقبل على الساحة الشيعية وتحديداً على قواعد حركة أمل.
وأكد عبد الساتر في حديث لموقع “ليبانون ديبايت” أن مواقع التواصل الاجتماعي حفلت في عاشوراء وبعد اليوم العاشر من محرم باتهامات تطال مؤيدي خط السيد فضل الله، ويوضح في الإطار عينه أن المركز الرئيسي لهذه “الظاهرة” في منطقة صفير، حيث استطاع أن يستقطب الآلاف بالرغم من ضيق القاعة التي يقيمون فيها الشعائر الدينية، حيث دلت ممارسة الطقوس المتعلقة بها على أن هذه الحالة تنمو بشكل كبير، رغم أن بعض المواطنين يحضر فقط ليعيش الحالة الحسينية بشقها الإنساني.
وبحسب عبد الساتر فإن تنامي هذه الظاهرة يمكن أن يشكل حالة “غير سليمة” تؤثر على البيئة الشيعية، لاسيما وأن بعض وسائل الإعلام يضيء عليها لإظهار الصورة “البشعة” للشيعة، فيما تتجاهل عدسات الكاميرا لمسيرات “حزب الله” العاشورائية التي تتميّز بالانضباط والتنظيم.
ويختم عبد الساتر بالتشديد على القيام بحملة تثقيفية لقاعدة حركة أمل لمواجهة أي ظاهرة ملتبسة تأخذنا إلى مكان مجهول
هذا ويشكل الشيرازيون أحد أبرز التيارات الشيعية المغالية التي تركز على أعمال التطبير (ضرب الرؤوس بالسلاسل) في المسيرات العاشورائية، ويشكل الإمام حسن الشيرازي في لبنان ظاهرة في صفوف المذهب الشيعي وكان مدعوما من الرئيس كامل الأسعد، الا أن الإمام موسى الصدر لم يكن على علاقة وطيدة به، وكان يرى أن العادات الشيرازية لا تمت الى المذهب الشيعي بصلة وهي عادات “هندية”.
أسس الشيرازيون في لبنان عددا من المجلّات والمؤسسات الثقافية والدينية والحوزات العلمية، ومع ظهور “المغالات” عند فئة من الطائفة الشيعية بعد الانتصارات التي حققتها على اسرائيل وفي سورية، بدأ الشيرازيون يتغلغلون أكثر فأكثر في الجنوب والضاحية، الأمر الذي دفع بحزب الله إلى البدء بحملات تحذّر من “ظاهرة” ضرب السيوف والرؤوس في المجالس العاشورائية وأجبر السيد حسن نصرالله على إعلان رفضه التام ومحاربة مثل هذه الظواهر.
التنظيم الدقيق لحزب الله ومتابعة قواعده على المستوى الفكري والديني وارتباطه ، كلها أمور وقفت سدا منيعا لأي تمدد شيرازي او تغلغل في صفوفه ما دفع بهم الى الذهاب باتجاه حركة أمل، التي “يهوى” مناصروها الغلو والتطبير، والشعارات التي تمتلكها الشيرازية، وما ساعدها على ذلك الوجود الجغرافي لهذه الحركة في كل من النبطية ومنطقة صفير في الضاحية الجنوبية.
وما عزز تنامي الشيرازيين في صفوف حركة أمل، وجود بعض “النخب الدينية” في الحركة التي تنتمي إلى تلك “الظاهرة” وأبرزهم الخطيب الحسيني المركزي لحركة أمل في صور وفي بيروت وفي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وهو السيد نصرات قشاقش، الرجل الذي يدعو إلى التطبير وهو خطيب بارع ومثقف لامع، وفي المقابل يعمد في خطبه إلى انتقاد المرجع الديني العلامة محمد حسين فضل الله من دون أن يسميه وقد واجه انتقادات على ذلك، وبالرغم من كل هذا يمكنه أن يجذب المستمعين بشكل كبير لما له من ثقافة دينية واسعة.
ولا شك بأن مثل تلك الشخصيات ستدفع القيادة في حركة أمل إلى التحرك باتجاه “فرملة” نشاطاتهم لمواجهة أي حالة يمكن أن تؤثر على القواعد.
وكالات