الحريري يرشح عون ويغضب الشارع الطرابلسي ..ذهاب الى الممانعة ام لعبة سعودية؟
midline-news ||الوسط..
بعد فراغ رئاسي لبناني كبير ذهب باللبنانيين درجة النسيان أو فقدان الأمل بتعيين رئيس للبلاد خرج زعيم تيار المستقبل سعد الحريري ليفجر مفاجئة اذهلت الشارع اللبناني في توقيتها ومضمونها حيثأعلن الحريري رسميا” عن ترشيح زعيم “التيار الوطني الحر” الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية.
هناك من يرى لبنانياإ أن خطوة الحريري هي محاولة لاستقطاب التيار الوطني الى قوى الرابع عشر من اذار في محاولة سعودية لكسر عظم محور المقاومة والممانعة بين دمشق وطهران في حين ترى بعض التحليلات ان الحريري عاد للقفز في احضان المقاومة.
ولكن الحريري في شرحه اسباب ترشيح عون أشار صراحة إلى وجود اتفاق سياسي كامل , وبينما تحرك الأجواء حول قصر بعبدا تتجه الأنظار الى الشمال وخصوصاً طرابلس، لمعرفة ارتدادات خطوة الحريري في الشارع، وعما اذا كانت حالة الرفض والاستنكار ستتحول الى مظاهرات غضب على غرار ما حصل إبان تولي الرئيس ميقاتي الحكومة بدلاً عن الحريري؟ وهل ستكون طرابلس عقبة المرحلة المقبلة؟
حالة المراوحة والترقب هي المسيطرة حتى الان على طرابلس، يرتفع الضجيج والاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي من المتوقع أن تشهد حرباً ضروس، بدأت ملامحها تظهر بين الطرابلسيين، فيما انقسم مناصرو الأزرق الى فريقين: مدافع عن تبني الحريري لعون، ومستنكر غاضب من هذه الخطوة.
يبلغ عدد نواب كتلة المستقبل في طرابلس، المنية، الضنية وعكار، 10 نواب، بالاضافة الى الرئيس نجيب ميقاتي وأحمد كرامي ومحمد الصفدي . وفيما لم يعبر نواب المستقبل عن ارائهم تجاه خطوة الحريري، باستثناء أحمد فتفت الذي لن يصوت مع خيار رئيسه ، يبرز موقف الرئيس ميقاتي وكرامي ضد عون ، بينما يبقى موقف النائب الصفدي مجهولاً، وفيما عدا ذلك تبقى كل الأصوات التي ترفع في طرابلس لرفض خيار الحريري بلا فائدة، ابرزها موقف وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، الا أن مصادر مطلعة كشفت :” أن ريفي سيحرص على استغلال الشارع لأبعد الحدود” .
ويتابع المصدر:” ان هدف ريفي هو التصويب على الحريري، واضعافه في الشارع الطرابلسي، وهو ما بدأه وزير العدل المستقيل مع اعلان الحريري ترشيح فرنجية ، لكن مع ترشيح عون اتخذت الامور منحى تصعيديًّا” وبذلك فإن ريفي يحرص على اظهار الحريري في موقف الضعيف طرابلسياً ، وهو لم يتوانَ خلال كلمة له أمس ، عن اطلاق الدعوات وعن تحديد المواعيد الى اللبنانيين ليكونوا على الموعد لمواجهة ما أسماها “التحديات”. وبذلك سيتمكن من متابعة تصفية حساباته مع المستقبل في الشارع، بعدما هدد أكثر من مرة بـ «عصيان مدني» في حال أقدم الحريري على انتخاب عون أو النائب سليمان فرنجية.
في المجمل ، فإن ما يشاع عن أجواء غضب في الشارع الطرابلسي لن تكون موجهة ضد الرئيس المقبل للجمهورية ، بل ستكون بمثابة رسائل لسعد الحريري،
وفي حين أن الشيخ سعد لم يتوان يوما عن رفضه وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، لأن “الجنرال هو حليف “حزب الله” الذي يريد تحويل لبنان إلى ولاية إيرانية ضد المملكة السعودية”، ها هو يؤمِّن الغالبية النيابية لإيصال عون إلى قصر بعبدا.
هذه المواقف هي غيض من فيض في تاريخ العلاقة بين التيارين الأزرق والبرتقالي، الامر الذي يطرح الكثير من الأسئلة حول الأهداف غير المعلنة لهذه المستجدات في مواقف الطرفين. فهل إن الحريري بصدد الاستدارة إلى المحور الإيراني في المنطقة؟ أم أن عون بصدد التخلي عن ورقة التفاهم مع”حزب الله”؟