فضاءات

استبيان صحيفة الثورة حول دراما رمضان 2017 .. بدون مرتبة أولى .. والثانية لـ ( أزمة عائلية ) بشق الأنفس ..

|| Midline-news || – الوسط ..

ربما عاشت التحدي الأصعب ، إنه تحدي الاستمرار والسعي لإنجاز أعمال ذات سوية جيدة ضمن كم كبير من الصعوبات ، تحدي التسويق والعرض على الشاشات الفضائية ما استدعى تأجيل عرض مجموعة من المسلسلات الجاهزة لوقت لاحق،

ويضاف إلى ذلك كله التحدي الذي فرضه طفيليون اعتادوا التعريش على نجاحاتها في محاولة منهم لنيل فرص إنجاز أعمال دون المستوى وإلصاقها قسراً بقطار الدراما السورية.. ومما لا شك فيه أن هذه التحديات وأكثر، قد أرخت بظلالها الثقيلة على جسد الدراما السورية التي استطاعت الاستمرار وإثبات الحضور اللافت وسط ما عرض من أعمال على مختلف الفضائيات، فقد توقع كثيرون بسبب كم المعوقات أن تخرج الدراما السورية من السبق، ولكنهم نسوا أو تناسوا، أنه مهما جار عليها الزمن فهي كالذهب الخالص والحصان الأصيل الذي يهابه الجميع.‏

لن نجمّل الحقائق ولن نختبئ وراء اصبعنا، فالدراما السورية تعاني الكثير من الأمراض، ولكنها استطاعت في رمضان الأخير أن تخرج بأقل الخسائر من موسم درامي ربما يُعد الأقسى بالنسبة إليها، فقدمت أعمالاً جاءت بسويتها العامة أقل من سنوات سابقة، لكنها بقيت الرقم الصعب في عروض شهر رمضان المبارك. ووسط ذلك كله كان لا بد من جردة حساب وقراءة نتائج موسم درامي قدّمت فيه مجموعة من الأعمال التي غاب عنها المسلسل الفيصل، ولكن عرضت مسلسلات حققت حضوراً ومكانة في قلب المشاهد الحريص على متابعة المسلسل السوري مُجرياً عملية انتقائية لما يراه الأقرب إليه، هذا ما يمكن استقراؤه من خلال نتائج الاستبيان الذي قامت به صحيفة الثورة حول دراما رمضان لعام 2017.‏

مؤشرات أوليّة‏ ..

المسلسلات المُقدّمة خلال الموسم الدرامي الأخير وقفت عاجزة أمام إحداث أيّ اختراق، لا بل لم يمتلك أيّ منها القدرة لأنّ يكون المسلسل الأكثر جماهيريّة لدى المشاهدين، فخلال الإجابة على الاستمارات أكّد المشاركون أنه لم يكن هناك عمل يستحق الوصول إلى المرتبة الأولى ممّا أدّى إلى حجبها، على الرغم من كلّ ما تمّ إنتاجه هذا العام من أعمال اجتماعية معاصرة حاكى بعضها الحرب وتداعياتها، إضافة إلى أعمال كوميدية وبيئة شاميّة.. وربّما تشي هذه النتيجة إلى أنّ الجمهور كان بحاجة إلى العمل الأكثر قرباً منه، والملامس لحياته ومعاناته وأوجاعه بطريقة فنيّة راقية بعيداً عن أيّ حسابات أخرى، لأنّه عندما لا يجد المسلسل الأفضل لديه فلن يتوانى عن التعبير عن ذلك، وهذا ما حدث. ولكنّه لا يخفي تمسكه بالعمل الجيد وانتصاره للفكرة وللمعالجة الدراميّة الواعية وانحيازه إلى النص المتمكن والمضمون فهو المُبتدى في أيّ عمل فنيّ، وقد فضّل (18٫3%) عدم مشاهدة المسلسلات خلال الشهر الكريم، في حين رأى (69,47%) منهم أنّ تأجيل عرض عدد من المسلسلات السوريّة لما بعد شهر رمضان كان أفضل لرؤيتها بعيداً عن زحمة العرض.‏

الممثل الأكثر جماهيرية لهذا الموسم الدرامي هو الفنان تيم حسن، بينما نالت الفنانة كندا حنا المرتبة الثانية للفنانة الأكثر جماهيرية بعد حجب المرتبة الأولى. واحتلت قناة (سورية دراما) المرتبة الأولى حيث قدّمت خلال شهر رمضان المبارك وجبة غنية جداً من المسلسلات المتنوعة التي عُرضت في أوقات مناسبة، وذلك كله سعياً من القناة لإرضاء الأذواق كلها ولتكون الأقرب إلى المشاهد. أمّا نسبة من تابعوا مسلسلات غير سورية خلال شهر رمضان فبلغت (42٫44%).‏

مسبار بوصلته الجمهور‏ ..

‏ما تقدّم شكّل مؤشرات عامة ولمحة سريعة عن بعض أهم مفاصل الاستبيان الذي أجرته صحيفة الثورة حول المسلسلات السوريّة التي عُرضت خلال شهر رمضان المبارك، والتي استطاعت تحقيق الحضور رغم كلّ المصاعب التي ألمّت بها، كما لم تتقوقع ضمن لون واحد أو منحى معين من الأعمال ما فتح المجال واسعاً أمام الجمهور لينتقي ما يُشاهد، فبينما غاب المسلسل التاريخي حضر المسلسل الاجتماعي المعاصر حيث قدّمت تحت عباءته العديد من الأعمال التي حاكى بعضها قضايا اجتماعية متنوعة وتناول بعضها الآخر موضوعات تتعلق بالحرب والأزمة والفساد والحبّ.. وكان لمسلسلات البيئة الشامية مكان الصدارة من حيث عدد الأعمال المُنتجة، كما حضرت الكوميديا بعدد من الأعمال المختلفة، وإضافة لذلك برز على الساحة لون جديد يندرج ضمن إطار التشويق والرعب.‏

ومع انتهاء الموسم الدرامي لشهر رمضان لا بد من إثارة مجموعة من التساؤلات: هل حققت المسلسلات المعروضة السوية المرجوة منها؟ وإلى أي مدى لامست الواقع وتناولت وجع الناس؟ وأي منها كان الأكثر تميّزاً؟ وهل رأى الجمهور نفسه فيما يُقدّم على الشاشة حقاً أم بقيت مشكلاته وهمومه في وادٍ وما يُقدم من أعمال درامية في وادٍ آخر؟ هل استطاعت تلك الأعمال الولوج إلى العمق أم بقيت طافية على السطح؟ وماذا عن التشابه والتكرار؟ ومن هم الفنانون الذين حصدوا اهتماماً أكبر من قبل المشاهدين؟ أكانت الدراما السورية هي مركز الاهتمام الأكبر في رمضان حقاً أم توزع اهتمام المشاهد السوري أيضاً على درامات عربية أخرى؟ وما المحطة التي استقطبت الجمهور؟.‏

كلها تساؤلات سعينا لاستقاء الأجوبة عليها من قبل المشاهدين أنفسهم من خلال استبيان قامت به صحيفة الثورة حول المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان، ليكون بمنزلة مسبار وبوصلة لخريطة الإنتاج إذ سعى للخوض في أسئلة تتعلق باستقاء رأي الجمهور حول آليّة العرض والمشاهدة بشكل عام، ونسلط عبر السطور التالية الضوء على كيفية إجراء الاستبيان والأسئلة المطروحة فيه والنتائج التي تم التوصل إليها بناءً على رأي الجمهور.‏

شرائح متنوعة‏ ..

كان هناك سعي حقيقي من خلال الاستبيان للتوجه إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور بتنوع مشاربه وأفكاره ومستوياته التعليميّة والاجتماعيّة والعمريّة، فقد تمّ توزيع الاستمارات الاستبيانيّة ضمن مناطق شملت العديد من المحافظات السورية (دمشق وريفها، اللاذقية وريفها، طرطوس وريفها، حلب، حمص، حماة، السويداء، القنيطرة). وبلغ العدد الإجمالي للمشاركين في الاستبيان ألف مشارك وجاءت نسبة مشاركة الإناث أعلى بقليل من نسبة مشاركة الذكور حيث بلغت نسبة الإناث 55٫92% بينما نسبة الذكور فكانت 44٫07%، وتم تقسيم المشاركين من الناحية العمريّة إلى أربع فئات، ضمّت الفئة الأولى من كانت أعمارهم عشرين عاماً أو أقل وبلغت نسبتهم 20,12%، أمّا الفئة الثانية فضمت من كانت أعمارهم ما بين الإحدى والعشرين سنة والخمس والثلاثين سنة وبلغت نسبتهم 39٫73%، والفئة الثالثة ضمت الأعمار بين ست وثلاثين سنة وخمسين سنة وبلغت نسبتهم 30٫13% أما الفئة الرابعة فكانت لمن تجاوز عمره الخمسين سنة ونسبتهم 10%.‏

وأتت الشرائح الاجتماعية التي شاركت في الاستبيان على النحو التالي: موظفون من مختلف المؤسسات والإدارات والشركات العامة والخاصة بنسبة 21٫56%، طلاب جامعة 17٫96%، طلاب مدرسة 9٫54%، ربات منازل 10٫26%، عاطلون عن العمل 5٫64%، أساتذة جامعة ومدرسون في المدارس 4٫92%، عمال 4٫92%،إعلاميون 4٫31 %، أعمال حرة 3٫18%، مهندسون 3٫9%، أطباء وصيادلة وممرضون ومخبريون 2٫77%، حلاقون 1٫64%، متقاعدون 1٫5%، محامون وقضاة وطيارون، عاملون في حقل التجارة ومتعهدو بناء وأصحاب مكاتب عقارية ومطاعم وتجار سيارات ورجال أعمال وبائعون ومحاسبون، مصرفيون ومديرون ومصورون وكتاب ومذيعون ومُبرمجون، مهندسو ديكور ولاعبون رياضيون، مهنيون وسائقون وفلاحون وصناعيون وكيميائيون ومندوبو مبيعات وعاملون في مطاعم وعاملون في ميكانيك السيارات والمصابغ والكي وعاملون في حقل الكهرباء، خياطون وعمال تنظيفات وحرفيون في الشرقيات وحرفيون في التمديدات الصحية وصاغة..‏

فطام المشاهد عن الشاشة‏ ..

تم استبعاد (183) استمارة من مجمل عدد الاستمارات لأن المشاركين فيها أجابوا بـ (لا) عن سؤال (هل تابعت المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان؟) أي أن نسبة 18٫3% من المشاركين في الاستبيان لم يشاهدوا المسلسلات المعروضة في رمضان وبالتالي لم يجيبوا على بقية أسئلة الاستبيان لذلك تم التعامل في مناقشة نتائج الأسئلة اللاحقة مع الذين أجابوا بـ (نعم) ونسبتهم من المجموع العام 81٫7%.‏

الطامة الكبرى أن الدراما السورية بدأت تخسر جمهورها، فنسبة من لم يشاهدوا المسلسلات في رمضان كانت الأعلى مقارنة مع السنوات الماضية وكأن هناك حالة فطام للمشاهد عن الشاشة، ففي عام 2011 مع بداية الأزمة ارتفعت نسبة من لم يشاهدوا المسلسلات إلى 14٫11% وحينها كانت آلية المشاهدة مرتبكة لدى الجمهور خاصة أن أغلبيته اتجه نحو متابعة الأخبار، كما أن الأحداث حينها أرخت بثقلها على ظروف المتابعة ومزاج الناس فحدث تفاوت واضح بين نسبة المتابعين قبل وأثناء الأزمة، وتأرجحت النسبة خلال سني الأزمة فحين نقصت عام 2014 قليلاً عادت إلى الارتفاع في العام الذي يليه، ولكن ما كان مبرراً مع بدايات الأزمة لم يعد مبرراً اليوم، فلماذا يتسرب الناس من أمام الشاشة في الشهر الذي يعتبر ذروة المشاهدة للأعمال الدرامية؟.. سؤال تحتاج الإجابة عليه إلى وقفة تأمل طويلة، ولكنه يشي أن أمامنا الكثير من العمل لإعادة بناء الثقة بين الجمهور ودراماه، خاصة إذا عرفنا أن النسبة الـ (لا) قد ارتفعت بمقدار 13٫2% عما كانت عليه عام 2010، أما عن عام 2007 فارتفعت بنسبة 16,15%، وبالمقارنة مع عام 2004 حيث كانت النسبة حينها هي الأقل نجد أن الفارق وصل حد 16٫34%.‏

وللوقوف على الأسباب الحقيقية التي دفعت لانخفاض نسبة المُشاهدة هذا العام تم السؤال لمن أجابوا بـ (لا) عن سبب عدم متابعتهم للمسلسلات، وأعطِيت أربعة احتمالات للإجابة عن السؤال وجاءت النتائج على الشكل التالي: نسبة 38٫75% (لأنك غير مهتم بها)، نسبة 9,37% (بسبب الأحداث في سورية)، نسبة 37٫5% (بسبب عملك أو دراستك)، نسبة 14٫37% (أسباب أخرى). وهي المرة الأولى التي يحوز فيها الاحتمال الأول (لأنك غير مهتم بها) على النسبة الأعلى حتى أنه ازداد عن عام 2015 بمقدار 20٫45%، في حين كان خيار الأحداث في سورية هو السبب الرئيسي عام 2011 وحاز حينها على نسبة 42٫31% تقلص رويداً رويداً حتى وصل إلى أدنى نسبة له هذا العام، وبات في آخر سلم الاهتمامات، وأصبح لدى المتلقي اهتمامات أخرى طغت على آلية المشاهدة عنده، في وقت بات هناك اعادة ترتيب للأولويات عند الناس، أما خيار (الأسباب الأخرى) فغالبية من انتقوه انقسموا إلى قسمين، منهم من قال إن السبب هو أن (الأعمال المعروضة لم تكن بمستوى يستحق مشاهدتها)، وأرجع القسم الثاني السبب إلى (انقطاع التيار الكهربائي) خاصة أن بعض المشاركين من المحافظات أشاروا إلى أن انقطاع الكهرباء لم يكن منتظماً.‏

آلية العرض والتلقي‏ ..

حول سؤال ( إذا كنت تابعت المسلسلات أفعلت ذلك بشكل مستمر أم متقطع أم مصادفة ؟ ) جاءت الإجابة كالتالي : 40٫17% من المشاركين تابعوا المسلسلات بشكل مستمر بينما تابعها 48٫82% بشكل متقطع و 11% مصادفة.‏

مما لا شك فيه أن الجمهور بات نوعياً وأكثر نضجاً ومعرفة بخفايا العمل الدرامي، وبالتالي أصبحت عملية اقناعه أصعب، هذا من جهة أما من جهة أخرى فيبقى خيار (المتابعة المتقطعة) يستحوذ على النسبة الأعلى لأنه الأسهل للجمهور خاصة في ظل وجود الإنترنيت، فأي حلقة لم يرها المشاهد على الشاشة يمكنه العودة إلى اليوتيوب لمتابعتها في حال لم يشاهدها على محطة ثانية في وقت عرض آخر، أضف إلى ذلك أن هناك الكثير من المسلسلات التي تعتمد الشط والمط فلا ضير إن غاب عن المشاهد عدد من حلقاتها المليئة بالحشو، لذلك بالمقارنة مع نتائج الاستبيانات الماضية يبقى هذا الخيار هو الأعلى، وإن تراجع عن عام 2015 بمقدار 9٫58% إلا أن هذا التراجع جاء لمصلحة ارتفاع خيار (المتابعة المستمرة) بمقدار 6٫97%، أي أن نسبة المشاهدة الجادة والمركزة التي تسعى لالتقاط تفاصيل العمل ومعرفة كافة مجرياته كانت هي الأعلى وتعتبر النسبة التي وصلت إليها هذا العام الأعلى خلال سنوات الأزمة حتى إنها ارتفعت بمقدار 15٫23% عما كانت عليه عام 2014، ولكن لا بد من الإشارة أن نسبتها عام 2007 كانت الأعلى 44٫86%، ويمكن قراءة ارتفاع نسبة (المتابعة المستمرة) في أحد مؤشراته إلى أن الجمهور اختار المسلسلات التي يريد متابعتها منذ بداية رمضان ومضى معها دون أن يقرر تغيير رأيه بعد عدد من الحلقات، والنسب التي حققتها كل من المتابعة المستمر والمتابعة المتقطعة تدعو إلى التفاؤل، ولكنه تفاؤل حذر خاصة إن عرفنا أن نسبة (المتابعة مصادفة) قد ارتفعت هذه السنة بمقدار 2٫7% عما كانت عليه عام 2015، وفي العودة لما قبل الأزمة نجد أن النسبة ارتفعت بمقدار 4٫93% عما كانت عليه عام 2010.‏

ولكن تبقى هذه النسب متفاوتة من عام إلى آخر، ويدل التغيير في أرقامها على تبدل في آلية العرض والتلقي لدى الجمهور، وهناك العديد من العوامل التي تلعب دورها في تثبيت أو تحريك هذه الأرقام من عام إلى آخر، فعلى سبيل المثال لدى عرض مسلسل يُجمع عليه الجمهور ويكون هو الحصان الرابح بفارق كبير سترتفع نسبة (المتابعة المستمرة) وتتقلص نسبة (المتابعة مصادفة) حيث ينصبّ حينها تركيز واهتمام الناس على متابعة العمل كاملاً، ولكن في حالة التخبط وتشتت المشاهدين بين عدد من المسلسلات وغياب المسلسل الفيصل، يتقلص فارق النسب بين الخيارات، ومن أهم العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورها هنا مزاج المشاهدة وانشغال التلقي بما يجري حوله من أحداث وانقطاع التيار الكهربائي، إضافة لتعدد الخيارات الدرامية أمامه مما يشتت انتباهه، وهناك حالة تطويل المسلسلات ووقوعها في إيقاع الرتابة والملل الأمر الذي يخلق قناعة أن عدم حضور عدد من الحلقات لن يؤثر على المجرى العام للمسلسل، ويضاف إلى ذلك كله خضوع آلية المشاهدة لشروط العرض في رمضان والتي تتسم بزخم كبير وبأوقات عرض متضاربة وتكرار الممثلين والموضوعات.‏

الأعمال المُتابعة بالأرقام ..

(ما عدد المسلسلات التي حرصت على متابعتها بشكل مستمر؟) سؤال جاءت الإجابات عليه كما يلي: 6٫29% من المشاركين في الاستبيان لم يحرصوا على متابعة الأعمال باهتمام وإنما توزعت مشاهداتهم بين عمل وآخر، بينما حرص 14٫86% على مشاهدة مسلسل واحد وعمد 27,2% منهم إلى رؤية مسلسلين، و 23٫67% لرؤية ثلاثة مسلسلات، 13٫72% تابعوا أربعة مسلسلات، وشاهد 7,93% خمسة مسلسلات، وشاهد 2٫14% ستة مسلسلات، أما من تابعوا سبعة مسلسلات فأكثر فقد بلغت نسبتهم 4,15%، ولدى قراءة هذه النسب نجد أن متابعة عملين كانت الأوفر حظاً تليها (متابعة ثلاثة أعمال)، وبالمقارنة مع عام 2015 نجد أن تغيراً كبيراً قد طرأ حيث ارتفعت نسبة من لم يشاهدوا أي عمل بشكل مستمر بمقدار 3٫24% وارتفعت معها نسبة (المسلسل الواحد) بمقدار 4٫86% في حين انخفضت نسبة كل من (المسلسلين) بمقدار 5٫21% ونسبة (ثلاث مسلسلات) بمقدار 1٫4%، أما في بقية المراتب فكانت الأرقام فيها متقاربة نوعاً ما عدا نسبة (أربع مسلسلات) التي حققت ارتفاعاً قدره 3٫63%.‏

على الرغم من الانخفاض الذي أصاب نسبة (مشاهدة عملين) إلا أنها تبقى هي الأعلى مما يدل على أن هناك نوعاً من التوازن حرص عليه الجمهور، فهي نسبة تعكس الحد النموذجي للمشاهدة في رمضان ضمن زحمة الأعمال، ويبدو جلياً الارتباط العضوي بين الإجابات على هذا السؤال والسؤال الذي قبله، فمع ارتفاع آلية المشاهدة والتركيز يرتفع الاهتمام بعدد المسلسلات التي يمكن متابعتها بشكل مستمر لذلك عدد من شاهدوا ثلاثة مسلسلات وأكثر ارتفع عن عام 2015، ولكن مع احتفاظ (المشاهدة المتقطعة) في السؤال السابق لنسبة تقارب النصف وارتفاع نسبة (المشاهدة مصادفة) أيضاً، مما يترجم لماذا ارتفعت نسبة من (لم يشاهدوا أي مسلسل) ومن شاهدوا مسلسلاً واحداً فقط عما كانت عليه سابقاً. ولكن إن عدنا بالمقارنة إلى عام 2010 أي ما قبل الأزمة، نجد أن الفارق قد ارتفع في الخانة الأولى (لم يشاهد أي عمل بشكل مستمر) بمقدار 2٫28%، وانخفض في مرتبة (المسلسلين) بمقدار 3٫5% كما حقق ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة (خمسة مسلسلات) بلغ 2٫81%.‏

رفض السوية المتدنيّة‏ ..

فيما يتعلق بسؤال (إذا تابعت بضع حلقات من مسلسل ولم تكمله.. لماذا فعلت ذلك؟) فقد أُعطِيت أربعة احتمالات للإجابة عن السؤال وجاءت النتائج على الشكل التالي: 7٫62% (لم يكن لديك مزاج للمشاهدة بسبب الأحداث)، 24٫93% (لأنه لم يعجبك)، 38٫98% (وقت عرضه لم يناسبك)، 28٫45% (أسباب أخرى)، ولدى العودة إلى الاحتمال الأول المتعلق بمزاج المشاهدة بسبب الأحداث نراه قد تراجع إلى أدنى مستوى له بالمقارنة مع السنوات السابقة، وبفارق بلغ 1٫02% عن استبيان عام 2015، و 11٫24% عن الذي قبله، و 20٫31% عن عام 2011 بداية الأحداث، مما يدلّ على تكيّف الناس مع الوضع القائم إلى حد ما، لا بل يمكن اعتبار العمل الدرامي في أحد أوجهه منفذاً للخروج من حالة الضغط التي يعيشونها جراء الأحداث، الأمر الذي يؤكد أن الأزمة لم تعد الشمّاعة التي يمكن أن يعلّق عليها بعض المنتجين أسباب تراجع الدراما وابتعاد الجمهور عنها.‏

ولدى قراءة النسبة التي وصل إليها الخيار الثاني (لأنه لم يعجبك) نجد أنها كانت الأعلى حتى بالمقارنة مع السنوات الأخيرة، فقد ارتفعت بمقدار 9,26% عن عام 2015 ما يؤكد أن الجمهور على استعداد تام لأن يرمي خارجاً من يقوم بالاستخفاف به، فهو لم يعد يقبل بكل ما يُعرض له ويرفض الاستسلام لما تطرحه الشاشات من وجبات درامية كيفما اتفق ويعبر عن قراره الواعي من خلال استعداده للتخلي وبسهولة عن متابعة عمل إن لم يجذبه أو يعجبه خاصة في ظل وجود الكثير من الخيارات الأخرى، فالسوية المتدنية ثمنها رفض العمل والتعبير عن هذا الرفض بشكل صارخ وحاد، أما الإجابة عن الاحتمال الثالث والذي حصد النسبة الأعلى (وقت عرضه لم يناسبك) فتبين أهمية توقيت العرض خاصة أن هناك أعمالاً يُجبَر المتلقي على مشاهدتها بشكل أو بآخر كأن يجدها أمامه كلما بدل بين محطة وأخرى أو أن يتم وضعها في وقت الذروة للعرض، وبالتالي يمكن لوقت العرض أن يلعب دوراً أساسياً في كثير من الأحيان في نجاح أو إفشال عمل لذلك دائماً هناك أعمال قد تلقى النجاح عند عرضها خارج رمضان رغم أنها لم تلقه في رمضان، وبالمقارنة مع الاستبيانات الماضية نجد أن نسبة هذا الخيار قد ارتفعت بمقدار 6٫01% عن عام 2015، و 2٫62 عما قبله. أما الخيار الأخير (أسباب أخرى) فقد تراجع أمام تقدم الخيارين الثاني والثالث، ولكن بقيت الكهرباء حائلاً أمام متابعة كامل حلقات المسلسل.‏

تراجع آلية التلقي‏ ..

وضمن السياق نفسه طُرح سؤال (هل دفعك مسلسل إلى متابعته لدرجة أنك ألغيت زيارة هامة أو عملاً من أجله؟) حيث أجاب 25% بنعم بينما أجاب 75% بلا، وهي نسب متقاربة إلى حد ما مع نسب الاستبيانات التي جرت في سنوات الأزمة الأخيرة، إلا أن المسافة تتسع كلما غصنا في الزمن إلى الوراء، ففي عام 2008 كان 33٫88% على استعداد لإلغاء زيارة هامة من أجل متابعة عمل درامي وفي عام 2004 كان 42٫6% على استعداد لإلغاء الزيارة، ما يعكس حال آلية التلقي اليوم والعلاقة التي تربط المشاهد بالعمل الدرامي السوري، فهي علاقة تحقق تراجعاً ملموساً، ففي حين كان المشاهد على استعداد لإلغاء حدث هام في حياته لمتابعة مسلسل سوري وصل في السنوات الأخيرة إلى حد لم تعد فيه متابعة العمل الدرامي في مصاف أولوياته خلال الشهر الفضيل.‏

وحول سؤال (هل لامست المسلسلات قضايا معيشية واجتماعية تهم الناس؟) أجاب 70٫22% بنعم بينما أجاب 29٫77% بلا، وبالمقارنة مع استبيان عام 2015 نجد تراجعاً قد طرأ على خيار (نعم) مقداره 8٫9% مما يعكس قناعة الجمهور بأن المسلسلات التي تحكي عن همومهم في طريقها إلى التراجع، فلا بد من مد جسور ثقة سريعة ومحاولة رصد الواقع بطرق قريبة من الناس تمس حياتهم وأوجاعهم، خاصة أن نسبة الـ (نعم) لاتزال مرتفعة رغم ما أصابها من تراجع.‏

تداعيات تأجيل الأعمال‏ ..

حول سؤال : هل ترى أن غياب عدد من المسلسلات السورية عن شهر رمضان لعرضها بعده قد (أرخى بظلاله سلباً على سويّة ما قُدّم من أعمال) أو (كان أفضل لأنه يتيح فرصة رؤيتها بعيداً عن زحمة العرض الرمضاني)، جاءت نسبة من فضّلوا الخيار الأول 30٫52% بينما جاءت نسبة من فضّلوا الخيار الثاني 69٫47%، ما يشي أن قسماً كبيرا ًمن الجمهور تواق لأن يكون هناك مواسم دراميّة أخرى رديفة خلال العام تكسر سطوة العرض الرمضاني لصالح تقديم أعمال في أوقات عرض مختلفة، بعيداً عن زحمة المسلسلات في الشهر الفضيل، خاصة أنّ هناك العديد من المسلسلات السورية الجاهزة للعرض والتي لم تقدّم على الشاشات، منها لأنه لم يتم تسويقها وبيعها، ومنها لأن صنّاعها رفضوا بيعها بأبخس الأثمان، ومنها ما صرح القائمون عنها أنّها ستدرج ضمن قائمة العرض قريباً، ولكن في كلّ الأحوال ممّا لا شك فيه أن هناك خرقاً قد حدث في عدم عرضها، فبينما كانت الشاشات العربية تعتمد المسلسل السوري وجبة أساسية لها بات العديد منها يهجره لصالح أعمال أخرى، الأمر الذي يتطلب حلولاً سريعة وبديلة، ربما منها خلق (المواسم الدراميّة البديلة).‏

المسلسل الأكثر جماهيريّة‏ ..

اختار الجمهور ثلاثة عشر مسلسلاً فقط للتصويت عليها ضمن الاستبيان، وهناك أعمال لم تنل صوتاً واحداً لدى طرح سؤال (اذكر اسم أفضل مسلسل تابعته في رمضان)، الأمر الذي يشي بالموقف الحاسم الذي اتخذه الجمهور تجاه أي عمل لا يمتلك حداً أدنى من المستوى الفني والمستوى الفكري، فقد سعى الناس إلى الانتقاء، كلّ منهم وفقاً لمعاييره الخاصة ودرجة قرب العمل أو بعده عنهم، ولكنهم أجمعوا على رفض المسلسلات الـ (نص كم) التي تبقى دون ذائقتهم ووعيهم، فرفضوها مفضلين اختيار الأقرب إليهم، وإن جاءت النتائج هذا العام قاسية، إلا أنّها تحاكي بشكل أو بآخر واقع حال الإنتاج الدرامي السوري. والملاحظة الجدير التوقف عندها أن عدد المسلسلات التي اختارها الجمهور كان الأقل مقارنة مع استبيانات السنوات الماضية، ففي حين اختار الجمهور هذا العام التصويت لثلاثة عشر مسلسلاً، بلغ عدد المسلسلات عام 2015 ثمانية عشر مسلسلاً وفي العام الذي قبله تسعة عشر مسلسلاً، أما في عام 2011 فكان عدد المسلسلات خمسة وعشرين، حتى أن العدد وصل إلى ثلاثين مسلسلاً عام 2008، وبالتالي هناك هبوط حاد في عدد المسلسلات هذا العام، الأمر الذي يستدعي قرع ناقوس الخطر بقوة وجدّية.‏

انحصرت المنافسة الحقيقية بين عملين فقط، ففي حين تم حجب المركز الأول ضمن فئة (أفضل مسلسل) حيث صوّت لصالح عدم وجود أفضل مسلسل (204) مشاركين في الاستبيان، فكل ورقة استبيان لم يُجب فيها المشاهد عن هذا السؤال أو كتب عبارة (لا يوجد) أو كتب اسم مسلسل غير سوري، عدا ذلك أنه لم يجد عملاً درامياً سورياً كان الأفضل لديه، أما المرتبتان الثانية والثالثة فانحصرت المنافسة حولهما بين مسلسلي (أزمة عائلية، شوق)، وقد انتصر رأي الجمهور بفارق بسيط للمسلسل الذي حمل لمسة كوميديّة حيث نال مسلسل (أزمة عائليّة) المرتبة الثانية حاصداً (134) صوتاً، وهو من إخراج هشام شربتجي وتأليف شادي كيوان وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، أما المرتبة الثالثة فذهبت إلى مسلسل (شوق) حاصداً (120) صوتاً، وهو من إخراج رشا شربتجي وتأليف حازم سليمان وإنتاج شركة ايمار الشام للإنتاج الفني. واللافت أن كلا العملين تناولا موضوع الأزمة التي تمرّ بها سورية، الأول من زاوية تحمل الكوميديا والمقولة عبر إظهار قسوة تداعيات الحرب على الناس، بينما تحدث العمل الثاني عن الحب في زمن الحرب، بإطار ينوس بين الشفافية والقسوة.‏

. أما المراكز الأخرى فكان هناك هوة شاسعة تفصل فيما بينها وبين المراكز الثلاثة الأولى بعدد الأصوات، حيث حلّ رابعاً الجزء الثاني من مسلسل (خاتون) إخراج تامر اسحاق وبعدد أصوات بلغ (66) صوتاً، أي بفارق (54) صوتا بينه وبين المسلسل الذي حل ثالثاً. لكنه على الرغم من ذلك يُعد المسلسل الأول ضمن مجموعة أعمال البيئة الشاميّة، حيث حلّ بعده في المرتبة الخامسة الجزء التاسع من (باب الحارة) إخراج ناجي طعمي، وتلاه مسلسل (لست جارية) إخراج ناجي طعمي، وفيما يلي نذكر المراكز الأخرى لبقية المسلسلات بالترتيب: الجزء الثالث عشر من مسلسل (بقعة ضوء) إخراج فادي سليم، مسلسل (سنة أولى زواج) إخراج يمان إبراهيم، مسلسل (حكم الهوى) إخراج محمد وقاف، مسلسل (قناديل العشاق) إخراج سيف الدين سبيعي، الجزء الرابع من (طوق البنات) وتلاه بفارق صوت واحد الجزء الثاني من (عطر الشام) وهما من إخراج محمد زهير رجب، ومن ثم مسلسل (جنان نسوان) إخراج فادي غازي، ومسلسل (الرابوص) إخراج اياد نحاس الذي سبق وأن تابعه الجمهور قبل رمضان ما أثّر سلباً على متابعته ضمن أيام الشهر الفضيل، وكان العديد من المشاركين في الاستبيان قد أشاروا إلى أهمية مسلسل (الهيبة) إخراج سامر برقاوي وتأليف هوزان عكو.‏

على الرغم من أن خيار الجمهور كان واضحاً، لكن لا بد من التنويه إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورها في النتيجة التي تمّ التوصل إليها من قبل الجمهور ومنها ما يتعلق بالمستوى الحقيقي للعمل ومدى أهميته فنياً وفكرياً ومنها ما يرتبط بشكل مباشر بشروط العرض في شهر رمضان (مزاج المشاهد، توقيت العرض، تضارب أوقات العرض، تكرار العمل على أكثر من قناة، مدى متابعة القناة، كثافة الأعمال، انقطاع التيار الكهربائي..) ممّا يولد شعوراً أنه قد يكون هناك بعض الأعمال التي ظُلِمت في العرض ولم تلق مستوى جيداً من المشاهدة يتناسب ومستواها الحقيقي، وبالتالي فشروط العرض في شهر رمضان لها أثرها الإيجابي على أعمال كما أن لها أثرها السلبي على أعمال أخرى.‏

الانتصار للنص‏ ..

لمعرفة السب الكامن وراء تفضيل الجمهور لهذا العمل الدرامي بعينه، ليكون هو المسلسل الأكثر متابعة وجماهيريّة في شهر رمضان، كان لا بد من معرفة الدوافع التي جعلت اختيار المشاهدين يقع عليه هو بالذات دون غيره، لذلك جاء سؤال (وجدت أنه أفضل مسلسل لأنه..؟) وأعطِيت خمسة احتمالات، أتت الإجابات كالتالي: (مسل فقط) ونال نسبة 13,35%، (فيه ممثلون تحبهم) ونال 26٫71%، (موضوعه يعالج مسألة هامة) ونال 29٫29%، (أسلوب إخراجه جذبك لمتابعته) ونال 21٫78%، (أسباب أخرى) 8٫84%.‏

على الرغم من تنوع الاحتمالات المُقدمة وتفاوت النسب بين إجابة وأخرى إلا أن الغلبة أكّدت على أهمية النص، فالمتلقي ينتصر للعمل الذي يحكي عنه ويخاطب عقله ووجدانه، متناولاً موضوعات وقضايا حارة تمسّه في الصميم وتعكس واقع الحال بشكل أو بآخر، وضمن هذا الإطار حافظ خيار (موضوعه يعالج مسألة هامة) على الصدارة، كالعادة، إلا أنّه هذه المرة عانى تراجعاً جديداً مقارنة مع السنوات الماضية فقد تراجع عن استبيان عام 2015 بمقدار 4٫95%، وعن استبيان 2014 بمقدار 12٫88%، وعن استبيان 2011 بمقدار 13٫98%، كما تراجع مقدار 12٫93% عن استبيان عام 2010، وبنسبة 13٫08% عن العام الذي قبله، وبلغت نسبة تراجعه عن استبيان عام (2004) 14٫71%، وبالمقارنة مع السنوات الماضية نجد أن هذا الخيار حقق هذا العام أدنى معدل له، فالخط البياني بدأ بالتصاعد حتى بلغ ذروته عام 2011 محققاً هذا الخيار عندها نسبة (43٫27%) وبعدها عاد إلى الهبوط حتى وصل إلى أدنى معدل له هذا العام، متراجعاً بذلك حتى عن المعدل الأدنى السابق الذي تحقق عام 2006 وكانت نسبته حينها (31٫7%)، وبالتالي هذا الخيار في تقهقر بطيء ومستمر سنة بعد أخرى، وربما هذه المقارنة تعطي تصوّراً حول أهمية النص والحاجة إلى أعمال تنطلق من الفكرة والمعالجة المنطقيّة، لأن تراجع المضمون والفكر في العمل الدرامي يعكس انهياراً في واحدة من الأركان الرئيسية للمسلسل، لا بل هي اللبنة الأولى والأساس، وتراجعها يعني تراجع سوية العملية الإنتاجيّة برمتها.‏

الفنانون هم الحامل والناقل لأفكار العمل، والواجهة التي تطلّ على الجمهور، ولكن يبدو أنّ حملهم هذا العام كان أكبر خاصة في ظل تراجع كلّ ما يمت للعملية الإنتاجيّة والفنيّة بصلة، فوقع على عاتقهم مسؤوليّة رفع العمل من خلال الأداء وقوة الحضور، لذلك جاء في الدرجة الثانية خيار (فيه ممثلون تحبّهم) الذي وصل أعلى حد له مقارنة مع استبيانات السنوات السابقة (عدا استبيان عام 2010 حيث بلغ حينها 26٫79%)، وبالمقارنة مع استبيان عام 2015 نجده هذا العام قد ارتفع بمقدار 2٫61%، كما ارتفع بنسبة 5٫41% عن عام 2011، علماً أن أدنى نسبة له كانت عام 2005 وبلغت حينها (18٫9%)، ويأتي حلول هذا الخيار في المرتبة الثانية ليعزز مكانة الممثل لدى الجمهور ومُظهراً أهمية تواجد فنان محبوب في العمل لأنه السبب الذي يدفع شريحة كبيرة من الجمهور لرؤية المسلسل وبالتالي تقع على عاتقه مسؤولية إيصال الفكرة بشكل سليم وإقناع المشاهد فيها من خلال الشخصية الحامل الأساسي للحوار، ومثال ذلك حصدت الفنانة كندا حنا المرتبة الأولى في الاستبيان على الرغم من أن المسلسلات التي شاركت فيها لم تكن ضمن الأعمال الثلاثة الأولى الأكثر مشاهدة.‏

ورافق تقدّم خيار الممثلين تقدّماً طفيفاً في خيار (أسلوب إخراجه جذبك لمتابعته)، وبالمقارنة مع عام 2015 نجد أنه ارتفع بنسبة 1٫7%، كما ارتفع عن العام الذي قبله بنسبة 7٫73%، في حين عانى خيار (مسلٍ فقط) من التأرجح من عام إلى آخر ولكنه بقي ضمن نسب لم يخرج عنها كثيراً، لا ارتفاعاً ولا هبوطاً، وقد حل في الاستبيان بالمرتبة الرابعة متقدماً عن النسبة التي حققها في الاستبيان عام 2015 بمقدار 2٫15%، في حي أنه تراجع عن النسبة المُحققة عام 2007 بمقدار 1٫87%. وجاءت في النهاية النسبة الأقل لاحتمال (أسباب أخرى) والتي عادت إلى الهبوط بعد أن وصلت إلى أعلى حد لها في العام قبل الماضي وبفارق 1٫51%.‏

يبقى أن نشير إلى ملاحظة هامة تتعلق بهذا السؤال (وجدت أنه أفضل مسلسل لأنه..؟)، وهي أن ترتيب الخيارات يأتي دائماً متشابهاً، أي يكون النص أولاً ويتبعه الممثلون ومن ثم الإخراج وبعده يأتي خيار (لأنه مسلٍ) ثم أسباب أخرى، ولكن المفارقة تكمن في توزيع النسب الذي يختلف من سنة إلى أخرى وأحياناً بفوارق واضحة لا يمكن اهمالها، تعطي مؤشرات حول آليّة التلقي عند الجمهور ونسبة تراجع خيار وتقدّم آخر وفقاً لمقياس الجودة عند المتلقي.‏

أفضل ممثل‏ ..

ليست المرة الأولى التي يحصد فيها الفنان تيم حسن المراتب المُتقدمة في استبيان صحيفة الثورة حول مسلسلات رمضان، فقد استطاع التربّع على عرش الممثل الأكثر جماهيرية في شهر رمضان وحصل على أعلى عدد من الأصوات (154) صوتاً بنسبة 38٫3%، بينما حل في المرتبة الثانية الفنان رشيد عساف بـ (132) صوتاً بنسبة 32٫83%، في حين حُجبت المرتبة الثالثة حيث صوّت لصالح عدم وجود أفضل ممثل (69) مشاركاً في الاستبيان بنسبة 17٫16%، وبمعنى آخر فكل ورقة استبيان لم يُجب فيها المشاهد عن هذا السؤال أو كتب عبارة (لا يوجد) أعتبر أن ذلك رأي بحد ذاته أي أنه لم يجد فناناً هو الأفضل، أما المرتبة الرابعة فنالها الفنان عباس النوري بـ (47) صوتاً وبنسبة 11٫69%. مع ملاحظة أن النسب المئوية مأخوذة من المجموع العام للمراتب الأربع الأولى ويظهر الجدول رقم (2) كيفية توزيع الأصوات والنسب المئوية لها. وقد بلغ العدد الكلي للفنانين الذين اختار الجمهور التصويت لهم (59) فناناً، ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى وبنسبة كبيرة حول مجموع عدد الفنانين الذين صوّت الجمهور لهم في استبيانات الأعوام الماضية، فقد بلغ عددهم (33) فناناً عام 2015، وفي العام الذي قبله (34) بينما بلغ (42) فناناً في استبيان عام 2011.‏

وضمن هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن الفنانين الذين حصدوا المراتب الأولى في الاستبيان سبق ونالوا في العديد من السنوات الماضية مراتب متقدّمة، ما يعكس حبّ الجمهور لهم وتقديره لأيّ دور هام يؤدونه، كما يُظهر دقة اختيارهم للشخصيات التي يقدّمونها ومقدرتهم على تجسيدها والدخول إلى عوالمها واكتشافها لأدائها بالصورة الأمثل. فقد سبق للفنان تيم حسن أن حصد عدة مراتب في استبيان صحيفة الثورة خلال الأعوام الماضية، حيث نال المرتبة الأولى عام (2005) عن دوره في مسلسل (نزار قباني)، كما نال المرتبة الثانية عام (2015) والرابعة عام (2016)، أما الفنان رشيد عساف فنال المرتبة الخامسة في استبيان عام (2011)، في حين نال الفنان عباس النوري المرتبة الأولى لثلاث سنوات في استبيان جريدة الثورة، عام (2015) وعام (2007) وعام (2009)، وحصد المرتبة الثالثة عام (2014) والمرتبة الخامسة عام (2004).‏

أفضل ممثلة‏ ..

أما على صعيد الممثلة الأكثر جماهيرية، فقد اختار الجمهور حجب المرتبة الأولى حيث صوّت لصالح عدم وجود أفضل ممثلة (151) مشاركاً في الاستبيان بنسبة 34٫95%، فكلّ ورقة استبيان لم يُجب فيها المشاهد عن هذا السؤال أو كتب عبارة (لايوجد) أعتبر أن ذلك رأي بحد ذاته أي أنه لم يجد فناناً هو الأفضل، أما المرتبة الثانية فقد استطاعت الفنانة كندا حنا انتزاعها عن جدارة من خلال الشخصيات التي أدتها باقتدار حاصدة (128) صوتاً بنسبة 29٫62%، وتلتها في المرتبة الثالثة الفنانة رنا شميس بـ (87) صوتاً وبنسبة 20٫13% حيث جسدت مجموعة من الشخصيات المتنوعة والمختلفة كما أنّها سجلت حضوراً هاماً في مسلسل (أزمة عائليّة) الذي نال المرتبة الثانية في الاستبيان، أما المرتبة الرابعة فحصلت عليها الفنانة نسرين طافش بعدد أصوات (66) وبنسبة 15٫27%. مع ملاحظة أن النسب المئوية مأخوذة من المجموع العام للمراتب الأربعة ويظهر الجدول رقم (3) كيفيّة توزيع الأصوات والنسب المئويّة لها. وقد بلغ العدد الكلي للفنانات اللواتي اختار الجمهور التصويت لهن (51) فنانة، ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى وبنسبة كبيرة حول مجموع عدد الفنانات اللواتي صوّت الجمهور لهن في استبيانات الأعوام الماضية فقد بلغ عددهن (32) فنانة عام 2015، وفي العام الذي قبله (42) بينما بلغ (46) فنانة في استبيان عام 2011.‏

 

 

هناك عدد من الفنانات اللواتي حصدن المراتب الأولى في الاستبيان سبق ونلن مراتب متقدّمة في السنوات الماضية في حين أن الفنانة رنا شميس استطاعت اختراق قائمة (الفنانة الأكثر جماهيريّة) للمرة الأولى محققة حضوراً لافتاً. فقد سبق للفنانة كندا حنا أن حصدت المرتبة الثانية في استبيان صحيفة الثورة عام (2014)، أما الفنانة نسرين طافش فسبق لها أن حصدت المرتبة الثانية عام (2011) والمرتبة الثالثة عام (2015).‏

لا بد من الإشارة إلى الاختلاف الكبير في آلية تعاطي الجمهور مع فئتي (أفضل فنان) و (أفضل فنانة)، ففي حين أن هناك اسماء كانت تتكرر خلال الأعوام المختلفة في المراتب الأولى ضمن قائمة (أفضل فنان)، نلاحظ أنه غالباً ما تحدث خروقات في المراتب الأولى ضمن قائمة (أفضل فنانة) ودائماً هناك اسماء جديدة، وربما تعكس هذه الملاحظة في أحد أوجهها طريقة التعاطي مع الدور الذكوري والدور الأنثوي من حيث الكتابة والاهتمام وتوزيع الشخصيات على الممثلين وكيفية انتقائهم، وجرأة المخرج في الاختيار، ولكنه يشي في النهاية إلى أهمية الفنان السوري وحبّ الناس له واقتناعهم بمدى قدرته على التحدي وتجسيد مختلف الأدوار.‏

واللافت هذا العام أن هناك فنانين لم يشاركوا في أعمال دراميّة سوريّة ولكن الجمهور فضّل ذكر أسماء بعضهم على أنهم (أفضل ممثل / ممثلة) تعبيراً عن حبّهم لهم واشتياقهم لرؤيتهم في أعمال دراميّة سورية قادمة، ومنهم الفنان دريد لحام والفنانة سلاف فواخرجي والفنان قصي خولي.‏

المحطات السورية أولاً‏ ..

(على أيّ المحطات تابعت المسلسلات؟) سؤال حمل بين طياته أسماء لثلاث وعشرين محطة، وقد احتلت القنوات الفضائية السورية المراتب الأولى لأعلى نسبة مُشاهدة في شهر رمضان، وكان قصب السبق فيها لـسورية دراما التي حصدت (546) صوتاً وبلغت نسبة مشاهدتها 45٫08%، وتلتها قناة سما في المرتبة الثانية (306) صوتاً بنسبة 25٫26%، وحلت الفضائية السورية ثالثاً (231) صوتاً بنسبة 19٫07%، ورابعاً الجديد (128) صوتاً بنسبة 10٫56%. علماً أن النسبة المئوية التي تظهر في الجدول مأخوذة من مجموع المراتب الأربع الأولى وليس من المجموع العام للمحطات، ويظهر الجدول رقم (4) كيفية توزيع الأصوات والنسب المئوية للمحطات. وتجدر الإشارة إلى أنّه تمّ إهمال ذكر كلّ محطة حصلت على أقلّ من تسعين صوتاً.‏

لا بدّ ضمن هذا الإطار من التأكيد على أهميّة الأنترنت اليوم والذي بات منافساً شرساَ للمحطات الفضائية التلفزيونيّة، والدليل أن هناك العديد من المشاركين في الاستبيان قالوا أنهم تابعوا المسلسلات على (اليوتيوب) في الأنترنت وبالتالي بات المُشاهد يتحكم بما يريد متابعته من أعمال وسط الضخ الكبير من المسلسلات كما يستطيع التحكم بزمان مشاهدته، الأمر الذي يشير أنّ عادات وتقاليد وآليات المشاهدة في رمضان بدأت بالتغيّر رويداً رويداً، وهي تذهب باتجاه فرض آليات جديدة ومختلفة في التعاطي مع كيفيّة العرض والتلقي وما يتبع ذلك من شروط، قد يكون لها دورها حتى في موضوعات كانت تلعب دوراً رئيسياً في بيع المسلسلات وتسويقها والترويج لها، وأفضليّة العرض الأول والحصري لها على المحطات.‏

وحول السبب الذي دفع المشاهدين لمتابعة المسلسل على قناة معينة دون أخرى تم إعطاء أربعة احتمالات للإجابة، مع إمكانية انتقاء أكثر من جواب، وحصل احتمال (لأن وقته يناسبك أكثر) على النسبة الأعلى وبلغت 49٫56% وهي النسبة الأعلى مقارنة مع نسب الاحتمالات الأخرى حيث حل احتمال (لأنك معتاد على متابعة هذه المحطة) في المرتبة الثانية وبنسبة 33٫37% بينما نال احتمال (لأنه لايعرض إلا على هذه القناة) على نسبة 9٫96% ورأى 7٫08% من المشاهدين أن هناك أسباباً أخرى تدفعهم لمشاهدة قناة معينة، وكانت غالبية هذه الأسباب تصب في خانة انقطاع التيار الكهربائي.‏

ومن خلال الأرقام كان عامل توقيت العرض العنصر الأبرز الذي يلعب دوره الهام في اختيار المشاهدين للقنوات التي يتابعون عليها أعمالها فمن الهام أن تكسب القناة الجمهور بوضع المسلسل المناسب والأنجح في الوقت المناسب ليكون عامل جذب للمتلقي. ولدى العودة إلى قناة سورية دراما التي نالت المرتبة الأولى بجدارة وبفارق (240) صوتاً عن المرتبة الثانية، نجد أنها عرضت هذا العام خمسة عشر مسلسلاً احتلت معظم مساحة العرض، كما تنوّعت البرامج على طول اليوم وتميّزت بحضور برامج المسابقات الخاصة بالدراما، إضافة للبرامج المسائيّة التي كانت في معظمها تقيم حوارات مع مجموعة من صنّاع الدراما والفن في سورية، بينما نقل برنامج (صحافة الدراما) ما كتبته الصحف السوريّة والمواقع الالكترونيّة عن الدراما السوريّة، وبدأ الإعلان عن مسابقة نجوم درامانا في موسمها الثالث لتقدّم جوائز لصنّاع الدراما السوريّة الذين قدّموا إبداعاتهم، والنجاح الذي حققته القناة كان دافعاً لاستقطاب المعلنين، وهي ظاهرة تشير الى التعافي الذي تشهده سورية في هذه الايام بعد سنوات الحرب الصعبة.‏

درامانا وتسرب المشاهدين‏ ..

ممّا لا شك في أن فترة تراجع الإنتاج الدرامي السوري شكّلت في أحد أوجهها مساحة تقدّمت خلالها درامات عربية أخرى لتأخذ مكاناً متقدّماً في المشهد الدرامي على الشاشات العربية وفي قلوب المشاهدين أيضاً، وبغض النظر (كيف ولماذا؟..)، فقد كان الخوف أن تستحوذ هذه الأعمال على المشاهدين الذين اعتادوا متابعة المسلسل السوري فنخسر متابعين وداعمين للدراما السورية التي كانت تتواجد في كل بيت وشكّلت مطلباً جماهيرياً عربياً، خاصة في شهر رمضان، وربما كان هذا الخوف في محله، على أقل تقدير بالنسبة للمشاهد المحلي، وللوقوف عند هذه المسألة كان السؤال (هل تابعت مسلسلات غير سورية؟) وجاءت الإجابة المخيبة والمؤلمة، فقد أجاب 42٫44% بنعم، بينما أجاب 57٫55% بلا، وإن كانت نسبة عدم متابعة المشاهد المحلي أعمال غير سورية خلال شهر رمضان واكتفائه بالمسلسلات السورية قد جاءت أعلى، مما يؤكد المكانة المتقدمة للدراما السورية عنده، إلا أنها نسبة غير مرضية، لا بل تدعو إلى القلق والخوف من تسرب حتى المشاهد السوري إلى أحضان درامات أخرى يجد فيها ما لا يجده في دراماه، والأجدى هنا قرع ناقوس الخطر وأن يعلو الصوت حتى يصل إلى مسامع القائمين على العملية الإنتاجيّة، لأنّ كلّ ما تمّ بناؤه خلال سنوات كثيرة ماضية قابل أن يُهدم بمجرد أن غاب المتلقي وابتعد نحو خيارات أخرى، وبالتالي لا بد من التمسك بالجمهور وتقديم ما يحترم ذائقته وعقله، وتغليب الجانب الإبداعي على أي جوانب أخرى في العملية الإنتاجيّة، وإلا فستكون النتائج كارثية.‏

وعلى الرغم من أن نسبة من شاهدوا أعمالاً غير سورية جاءت أقل بمقدار 5٫09% عن عام 2015، إلا أن مقارنتها بالأعوام التي سبقتها تكشف مدى فداحة خسارتنا لمشاهدنا السوري، ولدى العودة للحديث بلغة الأرقام نجد أن نسبة من شاهدوا أعمالاً غير سورية ارتفعت هذه السنة 16٫28% عما كانت عليه عام 2011، كما ارتفعت 26٫81% عن عام 2009، وبلغ ارتفاعها 26,37% عن عام 2005. وبالنتيجة يمكن القول أننا لم نستطع المحافظة على المشاهد السوري، لا بل نتركه بسهولة وبساطة ليكون مشاهداً لأعمال أخرى، وهو واقع ينبغي دراسته بحكمه للخروج بحلول ناجعة كي نعيد ثقته بدراماه ونجذبه من جديد لتبقى الدراما السورية هي الأقرب إليه.‏

الجمهور‏ ..
  • رغــم الصعوبــات لا تـــزال الدرامــا الســـورية حاضــرة‏
  • التراجـــــع واضــــح .. وهــذه الســــنة هـــــي الأســــوأ‏
  • الإشــــــادة بقـــــــدرة وتميّـــــــــــز الممثــــل الســـــوري‏
  • مشــاهد العنـف حالــت دون متابعـــة بعـــض المسلســـلات‏
  • المطالبــــــــة بأعمــــــــــــــــال تحاكــــــــــــي الواقــــــــع‏
منطقة حرة‏ ..

السؤال الأخير في الاستبيان هو ( منطقة حرة ) يدلي فيها المشارك برأيه .. وفيما يلي نرصد لأهم تلك الآراء :‏

مد و جزر‏ ..

تضاربت الآراء بين السلب والإيجاب حول أهمية ما عرض خلال شهر رمضان من أعمال، فهناك من رأى أن فيها تراجعاً وآخرون وجدوا فيها تطوراً وتنوّعاً يظهر من خلاله الجهد الكبير لتقديم الأفضل، بينما عبّر البعض بالقول: إن الأعمال جميلة وجريئة ولكنّها لم تعد كالسابق، وأكّدوا أنه رغم الصعوبات لا تزال الدراما السورية حاضرة.‏

امتعاض وغضب‏ ..

الكثير من المشاركين في الاستبيان عبّروا عن امتعاضهم وغضبهم لمّا آل إليه وضع الدراما، وتكررت ملاحظات من نوع أنها لم تكن بالمستوى المطلوب وتعاني من تراجع واضح وهناك غياب للعمل المميّز، كما أكّد العديد منهم أنّ هذه السنة كانت الأسوأ بالنسبة للدراما السوريّة، ووجه إليها البعض أصابع الاتهام في أنها باتت تجاريّة همّ صنّاعها الربح فقط، فموضوعاتها غير هادفة وسطحية وباهته.‏

الممثلون هم المُنقذ‏ ..

أكّد العديد من المشاركين في الاستبيان أنّه لم يكن هناك مضمون مميّز في المسلسلات لكن ما كان يميّزها (التمثيل فقط)، وقال البعض (رغم أداء الممثلين الرائع ولكن لم يكن هناك مسلسل استطاع أن يشدّنا)، وتكررت فكرة الإشادة بأداء الفنانين السوريين ومدى تميزهم، حتى أن بعضهم قال (اختلاط الممثلين السوريين مع سواهم في الأعمال أبرز قدرة وتميّز الممثل السوري وتفوّقه).‏

بذخ وتكرار‏ ..

(أتمنى أن تهتم درامانا بالمضمون أكثر من عرض الأزياء والبذخ البعيد عن واقعنا).. هذا ما قاله أحد المشاركين في الاستبيان، وانتقد آخرون فكرة إنجاز الأجزاء دون هدف مشيرين إلى فخ التكرار الذي وقعت فيه، ضاربين مثالاً على ذلك الأعمال الشاميّة.‏

بين العنف والتقليد‏ ..

(ازدحام بعض المسلسلات بمشاهد العنف انعكس سلباً عليها وحال دون متابعتها) هي ملاحظة تكررت في أكثر من استمارة، بينما أشار آخرون إلى أن مثل هذه الأعمال (تتعبنا نفسياً رغم تعبناً النفسي أصلاً وضغوط الحياة)، وعلى صعيد آخر أعرب مشاركون في الاستبيان عن أسفهم للجوء بعض الأعمال إلى تقليد المسلسلات المدبلجة التي تعتمد الإبهار البصري أكثر من الاهتمام بالمضمون.‏

الوضع الاجتماعي‏ ..

طالب الكثير من المشاركين في الاستبيان بإنجاز أعمال (تحكي عن واقعنا)، وتتحدث بجرأة عن الوضع الاجتماعي للناس وعن قضاياهم الاقتصاديّة، يقول أحدهم (هناك العديد من الموضوعات الهامة التي لا يتمّ التطرق إليها مثل الموضوع المعيشي وغلاء الأسعار)، ويكمل آخر (هناك غياب للمسلسلات التي تعالج الوضع المعيشي والطبقة الفقيرة).‏

الكوميديا الأقرب ..‏

عديدة هي الاستمارات التي عبّر المشاركون فيها عن رأيهم في الكوميديا، متمنين رؤية أعمال كوميدية أكثر لأنها ترفّه عن الناس وسط الأزمة، وأشاروا إلى أنه حتى العمل الكوميدي كان فيه حزن. وأشادوا بمسلسل (كاراميل) الذي وجدوه عملاً كوميدياً مميزاً، فرغم بساطته إلا أنه استطاع جذب المشاهد، بعيداً عن الصراخ وافتعال المبالغة، فجاء لطيفاً متسللاً إلى القلب بحكايته البسيطة البعيدة عن أي تعقيدات.. يذكر أنه من تأليف الكاتب مازن طه.‏

التقنين الكهربائي‏ ..

(جيبوا الكهرباء منحضر مسلسلات) هي عبارة رددها العديد من المشاركين في الاستبيان، حيث أكّدوا أنّ متعة متابعة المسلسلات قد فُقدِت بسبب التقنين الكهربائي الذي اجتمع مع عوامل أخرى مثل الوضع المعيشي وضغوط الحياة فكان له الأثر السلبي على آلية التلقي والمتابعة.‏

صحيفة الثورة – سوريا

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك