إعلام - نيوميديا

إحياء داعش ..وفتح معبر البوكمال ؟!

|| Midline-news || – الوسط .. 

كتب وسام داؤد في صحيفة العربية العراقية ……….

ما الذي يجري على الحدود السورية العراقية ؟ ومن الذي أحيا تنظيم داعش الإرهابي من جديد ونهض به من تحت الركام وفي مساحة جغرافية ضيقة ومهمة في آن معا ؟ هل هذه القيامة الجديدة للتنظيم الإرهابي مرتبطة بما يجري في سورية وتوازنات اللعبة الجديدة مع التركي وميليشيات “قسد” التي يديرها الأمريكي بدقة ؟ أم أنها مرتبطة بالتقارب بين سورية والعراق اقتصاديا وسياسيا وحتى عسكريا ؟ أم مرتبطة بإيران ومحاولة الولايات المتحدة خنقها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا؟ أم هذه القيامة مرتبطة بكل الأسباب التي ذكرناها كونها تخدم فقط استراتيجية الإدارة الأمريكية وأجنداتها في المنطقة التي تضررت كثيرا في المرحلة الماضية بفعل الانتصارات السورية العراقية على تنظيم داعش الإرهابي والتقاء قوات البلدين على الحدود من جديد .

قد تكون قيامة داعش الجديدة أو بقاؤه على آخر نفس تخدم استراتيجية الولايات المتحدة على المدى الطويل في المنطقة والعالم ولكن على المدى القريب والمتوسط هناك عامل جديد دفع بالولايات المتحدة لإعادة داعش إلى الواجهة بقوة وبسرعة وعلى حساب أحد حلفائها الذين لا يمكنهم تنفيذ المطلوب , وهذا العامل هو الحديث عن الاستعدادات لفتح معبر البوكمال بين سورية والعراق وما يعينه ذلك من التواصل البري بين إيران وسورية وصولا إلى حزب الله في لبنان , ولذلك حذّر تقرير جديد للبنتاغون من أن الظروف قد تكون مهيأة لعودة ظهور داعش فى سورية والعراق وذلك بحسب ما ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية نقلا عن تقرير صدر من المفتش العام بوزارة الدفاع.

أثار تقرير البنتاغون أسئلة حول ما إذا كانت القوات الأمريكية بحاجة للبقاء في العراق لفترة طويلة، وقال إن “الأمر سيستغرق سنوات ما لم يكن عقود حتى تصبح القوات العراقية قادرة على محاربة داعش بدون دعم من التحالف”.

فيما أكد عدد من المسؤولين الأمريكيين للمفتش العام أن القوات الأمريكية قد تبقى في البلاد طالما تعمل القوات الإيرانية ووكلائها في المنطقة، وهو ما يعد تكرارا للسياسة الجديدة التي اقترحها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون. زمنيا ارتبطت المعارك الأخيرة بين داعش و ميلشيا ” قسد” مع الحديث عن فتح سورية والأردن معبر نصيب – جابر الحدودي بين البلدين وما يعنيه هذا من إعادة مد الشرايين الاقتصادية بين سورية ودول الجوار العربي وتزامن أيضا مع زيارة وزير الخارجية العراقية السابق إبراهيم الجعفري إلى دمشق في 15/10/2018 وحديثه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الاستعداد لفتح معبر البوكمال بين سورية والعراق ,وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الجعفري أوضح المعلم أن الإرهابيين وخلال السنوات الماضية كانوا يغلقون معبري نصيب والبو كمال وكانت الدول الداعمة لهم تقف ضد فتحها لافتا إلى أنه تم فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن وسيتم قريبا فتح معبر البوكمال مع العراق بعد إغلاقه بسبب الإرهاب.

رد الجعفري وقتها ” أن إغلاق المعابر الحدودية بين البلدين جاء بسبب ظروف استثنائية جراء الإرهاب وستفتح قريبا لما فيها من خير للشعبين العراقي والسوري”. وبعد هذه التصريحات بأيام في 23/10/2018 أكد الناطق باسم الخارجية العراقية ,أحمد المحجوب أنه يتم التحضير حاليا لإعادة فتح معبر البوكمال وأن وفدا فنيا سوريا سيصل بغداد خلال أيام إلى العراق لإجراء مباحثات تسهيل وتحضير لعملية فتح المعبر بين البلدين بعد أن تم فتح معبر نصيب – جابر من جهة المملكة الأردنية الهاشمية.

ولذا بدأت الولايات المتحدة تعمل لوقف هذه الاندفاعة السورية العراقية المؤذية كثيرا للولايات المتحدة لما يعنيه هذا الملف للإدارة الأمريكية من ورقة مهمة للضغط في العملية السياسية في سورية لطالما تهدد دائما في الموضوع الاقتصادي لمنع تمويل إعادة الإعمار في سورية بحجة دفع القيادة السورية لتقديم تنازلات سياسية.

المبعوث الأمريكي إلى سورية ,جيمس جيفري عقب على فتح معبر نصيب بالتأكيد على أن الإدارة الأمريكية ستقوم بحزمة من الإجراءات العقابية ضد دمشق تشمل عقوبات على رجال أعمال، إضافة إلى إبلاغ الأردن بالتزام العقوبات بعد فتح معبر نصيب “عقوبة غير مباشرة “.

وكان جيفري هدد دمشق في نهاية شهر أيلول بعقوبات مشددة واستراتيجية عزلة وقال “سيكون شغلنا الشاغل جعل الحياة أسوأ ما يمكن لهذا النظام المتداعي ونجعل الروس والإيرانيين الذين أحدثوا هذه الفوضى يهربون منها”.

هذه المعطيات تؤكد أن الإدارة الأمريكية تعمل بكل الوسائل لمنع سورية من التواصل مع جيرانها وخصوصا العراق ,كون هذا التواصل يحقق عوائد اقتصادية مهمة لدمشق تساهم في عملية إعادة الإعمار وترميم ما خربته الحرب وهذا يعني بالنسبة للولايات المتحدة أن سورية حققت نصرا اقتصاديا يضاف إلى النصر العسكري ويجعل من الصعب جدا إجبارها على تقديم تنازلات سياسية كما تشتهي وترغب الإدارة الأمريكية, ولذلك تحتفظ الولايات المتحدة بتواجدها العسكري في معبر التنف لتوقف أي محاولة للتواصل السوري العراقي ,وتترك لداعش مهمة إحباط هذا التواصل عبر معبر البوكمال زبالتالي حرمان سورية وإيران من كسب أي نقاط جديدة تعزز جهدهما في مقاومة النفوذ الأمريكي في المنطقة  خصوصا وان إيران في عين العاصفة الأمريكية .

وسام داؤد  صحقي سوري 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك