“آنييس فاردا”على بوستر “كان 2019”
|| Midline-news || – الوسط …
أعلن مؤخراً عن بوستر مهرجان “كان السينمائي لعام 2019″، والذي ظهرت فيه صورة قديمة للمخرجة الأهم في تاريخ الموجة الفرنسية الجديدة “آنييس فاردا”، التي توفيت في آذار الماضي عن عمر تسعين عاماً، بعدما تركت خلفها قائمة طويلة من الأفلام.
كانت” فاردا” مخرجة ومصورة ورائدة في تطوير أفلام الموجة الفرنسية الجديدة بالخمسينيات والستينيات، وركزت أفلامها على عدة مواضيع مثل تحقيق الواقعية الوثائقية ومعالجة القضايا النسوية بأسلوب تجريبي متميز.
ارتكز أسلوبها السينمائي على التصوير في المواقع الحقيقية وبالشوارع، رغم القيود التقنية التي جعلت من الأسهل تصوير الأفلام داخل البلاتوهات واستوديوهات التصوير، كما استعانت بصورة مستمرة بممثلين غير محترفين.
حصلت على العديد من الجوائز منها السعفة الذهبية الشرفية بمهرجان كان السينمائي، والأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا السينمائي، وجائزة الأوسكار الفخرية لتكون أول امرأة تحصل عليها، وترشحت لأوسكار أفضل فيلم وثائقي لعام 2018.
ولدى “فاردا” أسلوب سينمائي خاص يمكن ملاحظته بمشاهدة أعمالها، منها اختيارها لأبطال أو أشخاص فيلمية مهمشة ومرفوضة من المجتمع، فقد قدمت فيلمين قصيرين عن الفهود السود (الحركة الحقوقية لأصحاب البشرة السمراء) بعدما رأت اعتقال زعيمهم “هيوي نيوتن” عند قتله شرطيا، وركزت الأفلام على المظاهرات التي قادها الناس لدعم حملة “نيوتن حراً “.
ومثل العديد من مخرجي الموجة الفرنسية الجديدة تأثرت بنظرية سينما المؤلف، وكان لها أسلوبها وبصمتها الخاصة، وبدلا من فصل الأدوار والخطوات الخاصة بعمليات صناعة الأفلام كانت ترى أن جميع العناصر من تصوير وكتابة سيناريو وإخراج يجب أن تتضافر معا لتقديم رسالة واحدة، بالإضافة إلى اهتمامها بصورة خاصة بالمونتاج الذي كانت تعيد تشكيل أفلامها خلاله.
وبسبب خلفيتها كمصورة فوتوغرافية غالبا ما كانت الصور الثابتة مهمة في أفلامها، وقد تخدم أغراضا رمزية أو سردية، وخلطت بصورة مستمرة الصور الثابتة مع المتحركة.
تعمق اهتمام فاردا بالحركة النسوية في السبعينيات عندما قدمت فيلما وثائقيا قصيرا باسم إجابات المرأة عام 1975، ثم تلا ذلك عدد من الأفلام الروائية ذات الطابع النسائي.
وغالبا ما تعتبر أفلام “فاردا” نسوية بسبب استخدامها بطلات سيدات ومحاولاتها لجعل أفلامها مثل صوت سينمائي لهن، وقد قالت بهذا الصدد “أنا لست على الإطلاق من مناصري الحركة النسائية، لقد فعلت كل ذلك سواء كان صوري أو حرفتي أو أفلامي أو حياتي وفقا لشروطي، وليس مثلما يفعل الرجال”.
ويتسق ذلك مع عدم مشاركتها في أي أنشطة للحركة النسوية، لكن مواضيع المرأة كانت دوما تطل من أعمالها.
وسيعقد مهرجان كان السينمائي في الفترة ما بين 14 و25 أيار المقبل، وهذه ليست المرة الأولى التي يحمل البوستر الخاص به صورة شخصية سينمائية شهيرة، فقد دأب على ذلك السنوات الماضية، وأتى اختيار “فاردا” تكريماً لها بعدما فقدتها السينما العالمية هذا العام.