م.رفاه روميه – ماذا تعرف عن الوقود الهيدروجيني !؟
|| Midline-news || – الوسط – خاص ..
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن استخدامات الهيدروجين العديدة و خاصة في مجال النقل و المواصلات فالوقود الهيدروجيني قد دخل بخطى متسارعة في أنظمة السيارات الكهربائية و الهيدروجينية كحل عملي بديل عن الوقود التقليدي المستخدم في محركات الاحتراق الداخلي نظرا للآثار البيئية الخطرة الناجمة عن احتراقه و كخطوة في طريق جعل قطاع النقل أكثر استدامة و صديق للبيئة في ظل التدهور المناخي الحاصل و الذي تعتبر الأدخنة الناتجة عن عوادم وسائل المواصلات أحد مسبباته الرئيسية .
هنالك أكثر من نوع للسيارات الهيدروجينية فمنها من يعتمد على الهيدروجين في خلية الوقود لإعطاء التيار الكهربائي الضروري لعمل المحرك الكهربائي و بعضها يعتمد على الهيدروجين بدلا من المشتقات النفطية لعمل محرك الاحتراق الداخلي لكن ما تزال تعاني هذه السيارات من العديد من العقبات و التحديات في سرعة انتشارها على الرغم من الفعالية العالية لهذا النوع من الوقود و وجود الهيدروجين بوفرة على الأرض وإمكانية استخلاصه من أي مكان علاوة على أنه مصدر نظيف و متجدد للطاقة و غير ملوث للبيئة .
بشكل عام سيكون للهيدروجين دور في أن يكون مصدر فعال للإمداد للطاقة و خاصة في المستقبل القريب القادم من خلال تزويد الشبكات الكهربائية و التدفئة بالإضافة لاستخدامه في شبكات النقل و التوزيع المخصصة للوقود الغازي و السائل أو حتى تخزينه ، يبين الشكل التالي كيف هوة حال نظام الطاقة اليوم و كيف من الممكن أن يكون بعد إدخال شبكات الهيدروجين إليه وكل ذلك يساهم في رفع موثوقية الإمداد للشبكات والتحول نحو منظومات منخفضة الانبعاث الكربوني .
و تعتبر السيارات العاملة على خلايا الوقود fuel cell electric vehicle (FCEV) سيارات كهربائية تعتمد على الهيدروجين المضغوط ضمن خزان بحيث يستفاد منه في إعطاء الطاقة اللازمة لعمل المحرك الكهربائي للسيارة و في عام 2014 كان هنالك حوالي 550 سيارة منها تجوب الطرقات ضمن أهداف مختلفة و كان هنالك خطط مستقبلية لزيادة أعدادها بمختلف أنحاء العالم .
يجب أن لا يغيب عن أذهاننا بأن التوجه نحو السيارات الهجينة لا يقتصر فقط على زيادة تصنيعها فقط ، فما أهمية السيارات إن لم يتوفر لدينا محطات تزويد لها و بأعداد مقبولة؟ و التي يحكمها عدة عوامل من مقدار الطلب اليومي للهيدروجين و شكل تخزين الهيدروجين ضمن السيارة و كيفية إيصال الهيدروجين للمحطات و أيضا أماكن إنتاجه ، كل هذه العوامل تساهم في رفع كلفة إنشاءها و تسبب في صعوبة بناء البنية التحتية للتزود بالوقود لكن ما تزال البحوث جارية من اجل النهوض بصناعة الوقود الهيدروجين من خلال تقديم كافة أنواع الدعم لتحقيق الأهداف المنشودة و المخطط لها خلال الأعوام القادمة ، يبين الشكل التالي عدد المحطات في أكثر من منطقة في العالم بالإضافة لمقدار الكم المخطط له في عام 2020 حسب التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة .
و يبين الشكل التالي توزع هذه المحطات على خريطة العالم حيث يشير اللون الرمادي إلى محطات قديمة و اللون الأخضر لأخرى في الخدمة أما اللون الأصفر يدل على المحطات المخطط إنشائها في الأعوام القادمة .
هنالك العديد من الإجراءات و التدابير التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتطوير تقنية الوقود الهيدروجيني و وسائل النقل العاملة عليه بالإضافة إلى تحسين طرق تخزينه بطريقة أمنة مع العمل لزيادة عدد الكيلومترات الممكن قطعها فيما لو تمت مقارنتها مع المحركات العاملة على الوقود التقليدي و هذا يتطلب بدوره الكثير من التعاون بين الشركات المختصة بالسيارات و الأوساط الأكاديمية و الحكومية من أجل الإسراع في تهيئة البنى التحتية الضرورية لدخول هذه السيارات حيز الاستخدام الفعلي و الآمن في الأعوام القادمة بزيادة عدد المحطات المستقبل .
* ماجستير انظمة قدرة ( طاقات متجددة ) – كلية الهمك جامعة تشرين ، مدرسة في جامعة الأندلس – كلية الصيدلة .