إعلام - نيوميديا

مؤتمر دمشق 1 بين تطلعات الغرب وأمنيات الشعب السوري

نواف ابراهيم

هل هنالك مؤتمر قريب في دمشق ؟!، انشغلت مجموعة من المنابر الإعلامية خلال الأسبوع الفائت، وحتى الآن، وربما لأيام وأسابيع قادمة، بالحديث عن تحضيرات لإنعقاد مؤتمر للمعارضة السورية في دمشق “بدعم روسي وبموافقة الحكومة السورية واختلطت هذه “الأحاديث والدعوات”، أو جرى خلطها، بأحاديث عن مؤتمر وطني باسم “دمشق 1 ” يضم جميع الأطراف بين “معارضة وحكومة”. في محاولة لترتيب الأمور، فليس جديداً الحديث عن “دمشق 1” وكذلك عن مؤتمر للمعارضة يعقد في دمشق أو غيرها، فهذا الحديث يعود زمنياً لأكثر من سنتين. ولكن “الحملة” الإعلامية والسياسية الجديدة (التي اختلط فيها الأمران)، يعود تأريخها إلى بضعة دعوات أطلقها قبل حوالي الشهر كل من السيد إليان مسعد والسيدة دعد قنوع (وهما من معارضة الداخل حسب التصنيفات الرائجة في الإعلام). ولكن الحديث بقي غير مسموع حتى دخل السيد حسن عبد العظيم (المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية) على الخط بتصريحاته التي أعطاها لقناة “الميادين” الفضائية قبل أسبوع من الآن، والتي لم تتحدث عن مؤتمر وطني عام، بل عن مؤتمر للمعارضة. بعد ذلك تولى المسألة بشكل أساسي موقع “رأي اليوم” عبر رئيس تحريره عبد الباري عطوان، وعبر الصحفي كمال خلف، وذلك في سلسلة مقالات حول الموضوع. مما أثار اللغط والالتباس، جملة تصريحات نفى أصحابها معرفتهم أو مشاركتهم في التحضيرات لمؤتمر للمعارضة. بين من أصدروا بيانات نفي رسمية: معاذ الخطيب، وقدري جميل، وأحمد الجربا، وجهاد مقدسي. أي أنّ الأسماء والكتل الأساسية التي يجري الحديث عن المؤتمر إنطلاقاً من اشتراكها قد نفت مثل هذا الاشتراك! لم تتوقف المسألة عند هذا الحد، فرغم نفي هؤلاء إلا أنّ السيدين عبد الباري عطوان وكمال خلف، إعتبرا ذلك النفي مسألة خجل وخوف من مواجهة “الجماهير”.. بما يعني أنّ التحضيرات مستمرة، بل وتم تأويل لقاء موغيريني (المنسقة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي) في الثامن عشر من الشهر الجاري، بكل من حسن عبد العظيم وأنس العبدة (رئيس الإئتلاف) ويحيى قضماني (نائب المنسق العام لهيئة المفاوضات) في دبي، على أنّه “ربما” يكون جزءاً من التحضير لسياقات سياسية مغايرة لجنيف، بما في ذلك إحتمال “دمشق 1″، فما الذي يجري حقاً ؟ يمكن الاقتراب من جوهر المسألة بإستعراض ما انتهت إليه مادة عبد الباري عطوان الافتتاحية يوم 19 من الشهر الجاري، حيث يقول: “إن جميع الصيغ القديمة للعملية السياسية التفاوضية في غرف الإنعاش، إن لم تكن قد نفقت، وبات على المعارضات أن تراجع سياساتها ومواقفها، وتتأقلم مع الواقع الجديد، وتحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب قبل فوات الأوان”. وكعادة السيد عطوان، فقد شفع هذا الرأي بالقول: “حسب اعتقاد الكثير من المراقبين”. وهذه النتيجة تكاد تكون مكررة في مادة السيد خلف الموقعة بتاريخ التاسع عشر من الجاري وفي موقع رأي اليوم أيضاً، إذ يقول: “إذا لم يعقد مؤتمر دمشق لا شيء سيتغير في مسار ما يجري”. تلك هي المسألة على ما يبدو: “المراقبون” إياهم، يرون أن الوقت قد حان لكي تخفض المعارضة مطالبها، ولكي تجد حلاً للأزمة بعيداً عن جنيف وعن القرار 2254، الذي لاشك أنّه لا يروق لكثيرين. قدري جميل : الإحداثيات والظروف تتحسن نحو الحل الشامل في سوريا يمكن الاستشهاد أيضاً بما قاله المعارض السوري محمد سيد رصاص في مقاله الأخير في “الأخبار، والذي أعلن فيه بشكل جنائزي فشل ما أسماه “الخط الثالث”، والمقصود به هيئة التنسيق ومن في فلكها، ذاهباً إلى أنّ حظوظ تحقيق القرار الدولي 2254 باتت ضعيفة وربما معدومة. بكلام آخر، يبدو أن هدف الضغط المحموم ليس عقد مؤتمر في دمشق، سواء كان للمعارضة أو كان وطنياً عاماً، فعلى الأغلب أنّه لن يعقد، كحال “الدمشقيات” التي سبقته، وذلك بالمناسبة رأي السيد عبد الباري عطوان أيضاً، وإنما الهدف هو إقتناص لحظة الفراغ الأمريكي بين إدارتين، التي تتوازى مع تقدم عسكري للجيش السوري ضد الإرهاب، للوصول إلى مسألتين: الأولى، تخفيض سقف مطالب المعارضة السورية، (وتحديداً تلك الأجزاء منها البعيدة عن الإئتلاف، فهذا الأخير بات يلفظ أنفاسه الأخيرة). والثانية هي زيادة تشتيت المعارضة السورية وضربها ببعضها بعضاً. هل ستنجح هذه المساعي؟ وهل سيتمكن الواقفون في كواليسها من وأد القرار الدولي ووأد مؤتمر جنيف؟ (وهو هدف لا يجرؤ أحد على إعلانه، فحجر العثرة الأكبر في وجهه هو بحجم روسيا)، لننتظر ولنرغموض يكتنف مؤتمر المعارضة السورية في دمشق الكثير مما سبق سرده يدخل في إطار التطلعات الغربية لإيجاد مخرج من المستنقع السياسي السوري بغض النظر عن النتائج التي سوف تظهر كنتيجة طبيعية في ظروف غير طبيعية، إلا أن رغبة الشعب السوري وبكل أسف بقيت طي الكتمان. ولكن هل يعتقد ويؤمن من دعا الى مثل هذه المبادرة بأن معارضات الخارج سيتم حصولها على إعتراف شعبي بوزنها السياسي في الداخل السوري؟ ويبقى السؤال مرهونا بموافقة المنصات المختلفة التي جاء على ذكرها قرار مجلس الامن ” 2254″، على إيجاد أرضية مشتركة من شأنها إنجاح أي مؤتمر مزمع عقده حسب الرؤى المطروحة من مختلف الأطراف سواء أكانت مع أم ضد، في ظل الخلافات الجوهرية الإيديولوجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بين جميع هذه المنصات، بغض النظر عن الأجندات التي تحكم كل منصة. يبقى في المخيلة أن هذا العرض يعتبر طوق النجاة الوحيد والمكافأة التي يستطيع الغرب تقديمها لتلك المكونات، التي وقفت معه لأكثر من خمس سنوات خلت.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك